...لو صادفك انسان !!??!!

قرأت قصة ذات مرة

عن اثنين دخلا المستشفى معا , وسكنا الغرفة معا, فلما أتت بهما الممرضة سألتهما أيكما سيجلس بجوار النافذة.
أجاب أحدهما وكان مشلولا, ومستلقي على ظهره دوما, ما رأيك أيتها الممرضة أن تجعلي المريض الآخر بجوار النافذة لأنني لن أستفيد منها

أجابته: حسنا..

وأخذا مكانهما.. أحدهما بجوار النافذة والآخر بعيد عنها.

في كل يوم

كان المريض الذي بجوار النافذة يحكي لزميله عن المناظر التي يشاهدها من النافذة وكان يقول له وصوته مفعم بالحيوية والسعادة..

آه يا صديقي لو أنك بجواري لرأيت الأطفال كيف يمرحون وهم سعداء؟ ولرأيت أيضا مجموعة الشباب الذين يلعبون كرة قدم ويبدون سعيدين بأنفسهم وبوقتهم.

ولرأيت أيضا تلك الأسرة الصغيرة المكونة من طفلين جميلين ومن سيدة جميلة هي أمهما ومن رجل نبيل هو أبوهما..

ولرأيت أيضا فرقة العزف السمفونية وهي تشدو بأعذب الألحان وأجمل الكلمات.

مضوا على ذلك الحال ثلاث سنوات..

وفي يوم من الأيام نادى الرجل المشلول على صاحبه عدة مرات لكنه لم يجبه فأدرك يقينا أنه قد أصيب بسوء ولم يستطع التأكد من ذلك لأنه لا يستطيع القيام من على سريره.

فلما أتت المريضة, قال لها الرجل متوسلا: سيدتي, منذ الصباح وأنا أنادي على صاحبي وهو يأبى الرد...!!

أرجوك ساعديه ربما حل به مكروه.

أجابته بعد أن استدعت الطبيب وقام بفحصه.. سيدي لقد مات صاحبك!!

حزن الرجل كثيرا.. وطلب من الممرضة فيما بعد أن تنقل سريره بجوار النافذة وتحضر له سريرا يمكنه من الجلوس بأريحية..

لبت الممرضة رغبته.. وأحضرت له كرسيا للاحتياجات الخاصة.

فتح المريض الشباك فوجد أرضا خلاء.. وجدارا أبيضا أصم..

فنادى الممرضة وسألها.. أين الحديقة التي كان يرتادها الناس ؟

قالت أي حديقة...

وأخبرها بالقصة كاملة..

تعجبت الممرضة وقالت له سأهمس لك بسر صغير.. صاحبك كان أعمى.. لكنه أراد رسم حياة جميلة حتى لا يتسرب الملل إلى قلبيكما..

وفعلا لم يلبث الرجل المشلول سوى أربعة أيام وتوفي..

فاقدو البصر يا سيدي ليسوا بحاجة لأن يرسم لهم أحدا حياة..

ولا أن يعلمهم أحد مباديء الحياة ليعيشوها أو حتى يتعايشوا معها

فقد ولدوا ولهم رب علمهم وفهمهم وجعلهم قائمين بذواتهم..

ألا تتأمل معي أحوالهم هم يكتبون ويقرأون ومثقفون من الطراز الرفيع,, يحبون أسرهم ووالديهم ولا ينقمون على أحد وبحسبهم من الفخر ما وعدهم ربهم على لسان نبيهم... صلى الله عليه وسلم " من فقد حبيبته وصبر فله الجنة"..

شكرا لطرحك الراقي.. أيها الراقي