![]() |
|
![]() |
![]() |
|
~//.. مساحه بلا قيود للمواضيع العامه والطرح الحر .. والتي لا تتبع لاي قسم .. |
![]() |
![]() |
#1 |
![]() ![]() ![]() |
![]()
لم يشعر يوما بأنه وحيد ومهمل وفي حالة تدعو إلى الرياء ,
مثلما شعر عندما أصيب بنزلة صدرية شديدة قبل أيام , وكانت هناك طبول تدق في رأسه , وبخار يتصاعد من رئتيه , ودموع حارقة تشوي جفنيه , وسعال جاف لا يتوقف ويشق صدره شقا . قال لي انه شعر بالخوف , رغم علمه إنها وعكة طارئة , ورغم ثقته بصحته وسبابه وصلابة عوده , شعر بالخوف لأنه لم يكن في حاجة إلى الطبيب , والى الدواء فحسب , فهذان موجودان حسب الطلب , لكنه احتاج إلى كف حانية تمسح جبينه , والى عينين تدللانه مثل طفل صغير . والحقيقة انه لم يكن وحيدا , فقد كانت والدته العجوز تجلس عند رأسه , وشقيقاته يلبين طلباته وينفذن أوامر الطبيب , ويسقينه الدواء في مواعيده و(الشوربة ) في أوقاتها , لكنه كان يحتاج إلى امرأة أخرى , تندس إلى جواره في فراش المرض , وتأخذ رأسه المحموم إلى صدرها , وتقول له ( روحي فداك ) . طافت في باله كل وجوه الفتيات اللواتي تعلق بهن , ثم هرب منهن , لم يكن يحب الارتباط , وكان حريصا على حريته , يظن أن كل واحدة من عازبات العالم تنصب له فخا , ولكي توقع به وتسحب قديمه إلى بيت الطاعة , كان يعلم أنه سيتزوج يوما ما , لا محالة , ولكنه كان يؤجل تلك الخطوة , ففي العمر متسع , وفي الحياة متع ولذائذ كثيرة , تنتظر أن تُقطف , وهو لم يشبع منها بعد . لكنه حزين ووحيد مثل جورب مستعمل , على فراش المرض , مثل طفل لا حول له ولا قوة , هدت الأنفلونزا حيله ووضعته وجها لوجه أمام الحقيقة , أمام كونه أنسانا هشا , يريد كيانا أخر حميما يستند إليه . لم تشفع له النزوات ولا أصدقاء الليالي السعيدة , لم تشفع له عضلاته التي يربيها ثلاث مرات في الأسبوع , في نادي اللياقة الصحية , لم تشفع له عبارات التودد والمجاملة , التي يحفظها بالأطنان عن ظهر قلب , ويرددها صباحا ومساء , إن لسانه عاجز عن الحركة , وكل ما فيه عاجز عن الحركة , وهو يريدها , تلك المرأة التي كان يهرب منها ويتصورها قفصا جميلا متحركا . أعلم انه سيقوم من فراش المرض كحصان بري , وسيرمي علب الأدوية والمسكنات في سلة المهملات , وستستعيد عيناه شقاوتهما , وسيعدو إلى سابق عهده في الذلاقة والتودد والتقرب من الحسناوات , لكن هل سينسى هذه ( الوقعة ) التي هزت أركان قناعاته ؟؟ طرحتُ عليه السؤال , فسكت ولم يجب , واعتبرت سكوته علامة ايجابية على انه استوعب أمورا جديدة , وانه أدرك إن عليه اللحاق بالزمن قبل فوات الأوان , وان الأربعين ليست قمة الشباب , بل بداية الانحدار إلى الجانب الأخر من الهضبة , ورغم أن صديقا في مثل حالته يحتاج إلى التفهم والتشجيع , فقد وجدت نفسي أطلق , فجأة , قهقهة مرتاحة , على سبيل السخرية منه , والتشفي , هاهو الطود الشامخ يجلس محبطا أمامي مثل جرذ حقير. أعدت تذكيره بآلاف المرات التي كان يسخر فيها من عباد اله , الساعين إلى الزواج , وبملايين النكات التي كان يرددها في هجاء الزواج , كلما ألمحت له إلى اؤلئك المسكينات , اللواتي كان يستميلهن ثم يغدر بهن , كان مرتاعا وأزيد من خوفه , إن حرك ستارة ضميره , المسدلة على الكثير من المباذل , ان استغل لحظة ضعه خير استغلال , فهل أنت شخص تنتقم من نفسك في شخصه ؟؟ |
![]() إن قـدر الله مـع الأيـآم نتـوآآجـه تمـر مثلـك مثـل نآس(ن) يمرونـي في عيوني تصير مآتسـوى ولآ حآجـه من عقب مآكنت تسوى الناس في عيوني ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|