متابعة رهين الشوق للأسهم السعودية ليوم السبت / 28-4-2012

تفوق الطلب على العرض يضع المؤشر في المنطقة الخضراء

أ.د.ياسين الجفري

ارتكز الحديث حاليا وخلال الربع الحالي من عام 2012 على السوق السعودي والسيولة الداخلة والاهتمام من قبل الكل حوله. والفترة الحالية تعد بحق ذهبية لكل من كان في السوق واستطاع الاستفادة منها ومعظم الداخلين والمتعاملين حققوا فائدة من الارتفاع واستمرار مستوياته خلال الفترة الحالية.

ويعتبر الطلب والعرض هو المحرك الرئيسي للسعر والمحدد له، وارتفاع العرض على الطلب يولد ضغوطا سعرية سلبية والعكس صحيح. ومع بداية كل يوم يتم بناء الأوامر ليتحرك السوق بناء على ذلك سلبا أو إيجابا، ومع نهاية السوق كذلك يتحدد الاتجاه من زاوية وجود ضغوط العرض والطلب لمعرفة أن النهاية والاتجاه المستقبلي للسوق هو سلبي أو إيجابي. المتطلع للسوق ومع بداية العام لاحظ ارتفاع السيولة الناجمة من توفر الطلب على أسهم الشركات المتداولة واستمرارها. ونتناول من خلال طرحنا ليوم الأربعاء آخر أيام الأسبوع العرض والطلب وتوازنه قبل وبعد والاستجابة التي تمت له. لتفهم أسباب إقفال المؤشر وافتتاحه بالصورة التي تحدث حاليا.

المتغيرات المستخدمة

تم استخدام أربعة متغيرات أفضل طلب ويمثل الكميات المطلوبة بأعلى سعر، وأفضل عرض ويمثل الكميات المعروضة بأقل سعر وتم قياسها قبل الافتتاح بدقائق وبعد الإغلاق. كما تم استخدام الكميات مضروبة في السعر لأفضل طلب والكميات مضروبة في السعر لأفضل عرض وتم قياسها قبل الافتتاح وبعد الإقفال. كما يتم حساب الفجوة بين العرض والطلب لكميات الأسهم ولقيمة الفجوة.

الافتتاح والإقفال وعدد الأسهم

نتناول من خلال الجدول رقم واحد كميات الأسهم لأفضل طلب وعرض والفجوة عند إقفال وافتتاح السوق لآخر أيام الأسبوع. الملاحظ وعند افتتاح السوق كان حجم الأسهم المطلوبة 3.361 مليون سهم، مقارنة بنحو 2.771 سهم معروضة، وبالتالي كانت هناك فجوة بنحو 0.59 مليون سهم (الطلب أعلى من العرض، ما يعني ضغط سعر إيجابي) ومعها افتتح السوق عند إغلاق أمس (الثلاثاء) ثم ارتفع المؤشر، واستمر عند ذلك. وعند الإغلاق كان حجم الأسهم المطلوبة 5.722 مليون سهم والمعروضة 5.896 مليون سهم، وكانت الفجوة 0.174 مليون سهم لصالح العرض مما يعني ضغطا سلبيا. استطاع المؤشر ومع ارتفاعه لجذب المزيد من الراغبين في الاستفادة من الارتفاع السعري مما رفع العرض عن الطلب. الملاحظ وقبل بدء السوق كانت الفجوة موجبة (الطلب أعلى من العرض والضغط موجب) في كل من المصارف والبتروكيماويات والأسمنت والاتصالات والاستثمار المتعدد والتطوير العقاري والإعلام والنشر والفنادق والسياحة (تحوي هذه القطاعات الشركات ذات الحجم الكبير والمؤثر في السوق). وكانت المجموعة الباقية هي التي كان العرض فيها أعلى من الطلب وأثرت سلبا في السوق. وعند الإغلاق استمرت التجزئة والأسمنت والإعلام والنشر في جانب تغلب الطلب على العرض وأضيف لها قطاع النقل. واتسعت دائرة تفوق العرض على الطلب في الكل.

الافتتاح والإقفال والقيمة

الجدول رقم (2) تناولنا فيه القيم (وهي عدد الأسهم في سعر السهم)، وحسب الجدول نجد أن الفجوة ساوت صفرا (تساوي العرض والطلب) في الصناعات البتروكيماوية والتجزئة والطاقة والاتصالات والاستثمار المتعدد والصناعي والتطوير العقاري والإعلام والنشر، وكان الباقي سالبا. مما يفسر افتتاح السوق بنفس قيمة المؤشر في إغلاق اليوم السابق. السوق كانت قيمة الطلب 1.212 مليار ريال، وكان العرض 1.214 مليار ريال، وكانت الفجوة سالب 2 مليون ريال. وعند إقفال السوق نجد أن حجم الطلب بقيمة 1.954 مليار ريال والعرض عند 1.945 مليار ريال بفجوة إيجابية 8.8 مليون ريال. النتائج تعكس أسباب استمرار ارتفاع مستويات السوق واستمرارها عند المستوى المرتفع نتيجة لزخم الطلب في مواجهة العرض. الفجوة كانت موجبة حسب القيمة في الأسمنت والتجزئة والتشييد والبناء والتطوير العقاري والنقل والإعلام (التدوير كان متركزا في التطوير العقاري).

مسك الختام الاستعراض السابق وضح لنا أن الطلب كان واضحا في تفوقه على العرض عند الافتتاح وأن السيولة والطلب في مواجهة العرض كانت قد ارتفعت مع نهاية اليوم مما يجعلنا نتوقع ارتفاع الطلب والمؤشر خلال السبت ما لم تكن هناك أخبار عالمية سلبية تؤثر في مزاج السوق وتدفعه نحو الأسفل.