في السعودية..قاض متهم بالفساد.. والقاضي يؤكد أن "الجني" الذي يسكنه هو المتهم

تشهد الأوساط القضائية في السعودية جدلا واسعا حول القاضي المتورط في قضية فساد مالي ضخم كان ضحيته عشرات المواطنين، دافع القاضي فيها عن نفسه بأنه كان مسكونا بالجن ويعالج منها حاليا بالرقية الشرعية.

وذكرت صحيفة "عكاظ" السعودية أنه "عندما تم اكتشاف التلاعب والفساد، وتم توجيه الاتهام للقاضي، أفاد بأنه أحاط سلطات التحقيق أنه مسحور ولا يزال يعالج بالرقية الشرعية، بعد أن تمكن أحد الأشخاص ويدعى "الوسيط" من سحره والسيطرة عليه لتمرير المعاملات وتسهيلها دون أن يشعر بذلك".

من جهته، طلب محامي "الوسيط" من الراقي المكلف بمعالجة القاضي المسحور "إحضار الجن إلى مجلس الحكم لسماع أقواله"، موضحا أنه "إن صح ما ذكره القاضي فإن الجني إما فاسق أو كافر مرسول من ساحر خارج عن الملة، فأعمال السحر تستلزم الخروج من دائرة الإسلام إلى دائرة الكفر"، بحسب الصحيفة السعودية.

وفي هذا السياق، نوه المحامي بأن "كلام الجني لا يعتد به ولا يبنى عليه حكم شرعي، وحكمه في الشرع حكم المعدوم"، في إشارة منه "لإمكانية مقاضاة الراقي إن لم يقدم ما يثبت ما زعمه من تلبس الجني للقاضي".

بدوره، عبر أحد المحامين عن استغرابه من "سكوت الراقي عن حقيقة تلبس الجن لقاض يتولى الفصل في أمور الأمة"، موضحا أن " الراقي ارتكب جرما في حق الأمة لأنه علم بأن الجن تلبست القاضي ولم يتولى إطلاع الجهة التي يعمل فيها المسحور، لا سيما أن القاضي يتولى الفصل في دماء وأعراض وأموال الأمة، وهو مسحور ومن المعلوم أن المسحور فاقد للأهلية".

ودعم راقٍ شرعي رواية القاضي المتهم وقال في تصريحات صحافية له إنه "بالفعل تحدث مع الجني الذي تلبس القاضي وأشهد على ذلك أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و أكد أنهم كانوا حاضرين وقت الرقية وحديث الجني".

في حين، أكدت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن "حضور جلسات الرقية الشرعية التي يخضع لها المسحورون بشكل عام ليس من اختصاصاتها"، دون أن تؤكد "بشكل قاطع إن كانت لم تحضر جلسات الرقية الشرعية التي عولج بها القاضي المتهم بالفساد".

يذكر أن عدد كبير من الكتاب السعوديين، حذروا في مقالاتهم وكتابتهم مما وصوفه بـ "الحيلة التي يمارسها بعض المتمرسين من الإجرام الغربي للإفلات من العقاب والسجن بإثبات أن المتهم مصاب بـ "انفصام الشخصية".

وأضافوا أن "وزارة العدل السعودية إن صدقت ما قاله القاضي المتهم ستجد نفسها مضطرة للتعاقد مع فرقة لفك السحر لحماية القضاة من السحرة ، وبالتالي ستتحول محاكم المملكة إلى ساحة معركة بين السحرة وشياطينهم والمقرنين ، الأمر الذي سيجعل المواطن لا يلجأ للمحاكم خشية من الأماكن المسكونة".