حول مرض التصلب العصبي المتعدد ( Multiple Sclerosis

في البدء :

توجد نسخ دولية من مرض التصلب المتعدد، أقرب هجمة شرسة تمثلت في مجزرة الحولة، رئيسُ يقتل شعبه، وشعبٌ كسير لايجد من ينقذه ..!

...


يعتبر مرض التصلب المتعدد ( Multiple Sclerosis ) من أمراض المناعة الذاتية وأيضاً من أمراض الجهاز العصبي المركزي ، حيثُ يقوم جهاز المناعة متمثلاً بكريات الدم البيضاء بمهاجمة الجهاز العصبي المركزي وتحديداً تُهاجم تلك الكريات طبقة المايلين المُغلفة للأعصاب، ويتسبب هذا الهجوم في تأكل طبقة المايلين مُخلِّفاً لويحات مُتصلِّبة تُعرقل وصول الإشارات العصبية من المخ إلى أجزاء الجسم، وبحسب المنطقة المُصابة يظهر العرض على جسد الإنسان .
ينتشر التصلب المتعدد بين النساء أكثر من الرجال، ويستهدف الفئة العمرية بين 15 سنة و 45 سنة .

...

اكتشاف المرض :
أول من قام بتدوين أعراض المرض هو روبرت كارسويل البريطاني أستاذ علم الأمراض، ساعده في ذلك أستاذ التشريح الفرنسي جون كروفييه، لكنهم لم يربطوا هذه الأعراض بمرض بعينه إلا أن جاء طبيب الأعصاب الفرنسي جون مارتن شاركو ، وقام بتشخيصه كمرض مستقل وأسماه وقتها بـ ( sclerose en plaques ) .

المعايير المعتمدة لتشخيص المرض :
يعتمد تشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد على عدة معايير فليس هناك صورة محددة تُبين للطبيب أن المريض مُصاب بالتصلب المتعدد، تُسمى هذه المعايير بمعايير ماكدونالد McDonald criteria إذ قامت لجنة عالمية بوضعها لتسهيل تشخيص المرض بكفاءة عالية ..

تتضمن تلك المعايير :
1) أخذ قصة المرض وتاريخ الأعراض .
2) الفحص السريري للجهاز العصبي .
3) تصوير الرنين المغناطيسي MRI مع حقن مادة الجادولينيوم، للتأكد من وجود آفات في الدماغ والنخاع الشوكي .
4) اختبار الكمون المُحرض للعصب البصري VEP أي ردات الفعل .
5) تحليل عينة من سائل النخاع الشوكي ، وهذه تم الاستغناء عنها مؤخراً .
6) تحاليل الدم : لايوجد أي تحليل دم يُثبت وجود المرض، ولكن التحاليل تُساهم في استبعاد الأمراض الأخرى المُشابهة للتصلب المُتعدد سواءً في الأعراض أو في ظهور البقع البيضاء .

...

صورة تُبين العصب السليم والعصب المُتضرر نتيجة فقد أجزاء من غشاء المايلين :


صورة رنين مغناطيسي تُبين البقع البيضاء :


...

سبب المرض :
آلية المرض معروفة وهي هجوم الجهاز المناعي على الجهاز العصبي المركزي، لكن ماسبب ذلك الهجوم؟ حتى الآن مازال السبب مجهولاً، يجب أن نعرف أن هذا المرض ليس معدياً، ولم يثبت أنه وراثي حتى الآن، هو مرض مزمن ولم يُكتشف له علاج شافٍ .

...

ماذا عن الأدوية المتوفرة إذا لم يكن هناك علاج للمرض ؟
الأدوية المتوفرة هي بمثابة تدابير واحتياطات تخفف من المرض، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام :

علاج الهجمة : يعطى الكرتيزون للمريض وقت حدوث الهجمة فقط ويساهم في الشفاء من الهجمة أو على الأقل التخفيف من حدتها ، ولابد من التنبيه أن الكرتيزون علاج آني لايصلح لمعالجة أعراض المرض .

علاج المرض : هي أدوية تُدعى ( مُعدلات المناعة ) تعمل على تغيير في طبيعة التركيب المناعي، للتخفيف من عدد الهجمات وحدتها .

علاج الأعراض : هناك عدة أعراض تصحب المرض من تشنج ورجفة وضعف الأطراف واكتئاب ... الخ وتُعالج بالأدوية المُعتادة .

...
ذو 1000 وجه :
الكثير يواجه صعوبة في فهم المرض، لعدم وجود صورة محددة وثابتة، إذ يعد مرض التصلب المتعدد حالة مُتقلبة تختلف من شخص لآخر، وحتى في الشخص الواحد تتقلب أوضاعه من وقت إلى آخر، لذا يُسمى بـ ( ذو 1000 وجه ) .

...

مصطلحات رئيسية تتعلق بالمرض :

يتساءل الكثير عن معنى الهجمة والانتكاسة وماالفرق بينهما ؟ ولماذا تختلف الهجمة عن الأعراض، وماهي الآثار التي يتركها المرض ؟ ..
في حقيقة الأمر الهجمة هي الانتكاسة، وفي المفهوم الطبي الهجمة أو الانتكاسة تعني : ( حدوث أعراض جديدة أو زيادة في الأعراض القديمة واستمرارها لأكثر من 24 ساعة ) ، وبصورة تفصيلية أدق نقول : إن الهجمة تكون في البدء مُستهدِفةً طبقة المايلين التي تُغلِّف الأعصاب، تُصاحبها حالة انتكاس تظهر على جسد المريض، وترتبط الانتكاسة بموقع الهجمة في الجهاز العصبي المركزي فمثلاً إذا أُصيب المخيخ أحدثت خللاً في التوازن، وإذا أُصيب العصب البصري أحدثت خللاً في الرؤية .

كيف نُميِّز الهجمة أو الانتكاسة عن الأعراض ؟
عند حدوث هجوم على طبقة المايلين، تبرز الانتكاسة على جسد المصاب وأهم مايُميز الانتكاسة عن الأعراض هو " تعطيل القدرات أو اضطرابها " ، سواء قدرات حركية كالمشي وحمل الأشياء والكتابة، أو قدرات حسية كالبصر واللمس والتذوق، أو قدرات ذهنية كالتفكير والتذكر ..
أما الأعراض : فتشمل الإرهاق والشعور بالدوخة والدوران والخدر والتنميل وتيبُّس العضلات ... الخ .
وأما الآثار : هي ماتخلفه الهجمة أو الانتكاسة من متاعب جسدية مرئية، كعدم القدرة على المشي بثبات فيحاول المريض الاستناد على عصا .