حكاية حب الشوكولا

كان يجلّس كالمعتّادّ في ذلّك المقّهى يشربّ كوباً من القهوة ، يتأملّ ويقرأ الجريّدة ، وعلّامات الملّل العريّقة علّى وجهه، وعيّناه بكلّ هدوء تصولّ وتجولّ في المكان ، ليّس ئمة شيء جديّد ، أو شيء مُثير ...
إلّى أنّ لمحها من بعيّد كانت تبدو فتّاة نرجسيّة ، برجوازية وفيروزيّة وكانت فتاة مدللّة جداً ، من ملامحها تَبين لهُ أنها لا تنّفك عن الضّحك والمزاح ، كانّت تبدو أنّها تاركة هوى العشقّ وعاشقّة لنّفسها ...
تسارعت نبضاتّ قلّبه كثيراً ، لمّ يعلّم ما بهِ !!
كان يؤمن بمقولّة {عنّدما يدّق فلّبك لفتاة بسرعة فعلّيك بدّق بابها}
عنّدما تذكرها ابتسم ابتسامة خفيفة لنّفسه
أصبحت أحاديث كثيرة تدور في رأسه !!
حديث يقولّ اذهب لّها وتعرف علّيها
وأخّر يقولّ لهُ قدّم لّها قطعة من الشوكولا فالفتيّات يحببن الشوكولا
وأخّر يقولّ لهُ ما بالّك؟ أجننّت! لا تعلّم عنّها أيّ شيء ، حتّى إنّ كانّت تؤمن بالحبّ {وهذه كانّت أهم ميّزة في الفتاة الّتي يريدها هو أن تؤمن بالحبّ}
وأحاديث أخرى لا تنفك تدور في رأسهِ!!
فقرر أنّ يسكت هذه الأحاديّث بتقدّيم لّها قطعة من الشوكولا السوداء الغامقة الّتي تذوبّ بمجرد وضعها بالّفم
كان بفكره أنّها مقدّمة جيّدة أو ممتازة فالفتيّات يستّطعن مقاومة كلّ شيء إلّا الشوكولا
وحقاً بعث إلّيها قطعة من الشوكولا وورقة مكتّوب علّيها :
{لو كانّت الشوكولا تعلّم مدى حبّيّ لك لماتت غيظاً }
ودفع الحساب وذهبّ!!هي قرأت الرسالّة وايتسمت ابتّسامة عريّضة وكأنّها استهزاء!!
فقالّوا لّها رفيقاتّها مِن مَن هذه الرسالة وقطعة الشوكولا ؟؟!!
فقالّت : إنّها من شرقيّ الهوى !!
عنّد الانتهاء ذهبت إلّى منزلّها لتنّعم بقسط من الراحة ، ولّكن كانت الورقة وقطعة الشوكولا لم تغب عن مخيلّتها !!كيف لرجلّ لا تعرف عنّه شيئاً يأخذ كلّ هذا الجزء من مخيلّتها !!
وجاء الصباح وهي لم تنمّ بعدّ كلّ هذا الإرهاق قررت أنّ تتابع حيّاتها وكأنّها صدفة !!
ولّكن قلّبها كان يقولّ لّها :إنّها صدّفة جميّلة أمّا عقلّها كان يثرثر ويقولّ:
أنّها مجرد صدفةوليست أكثر!!
{هي لم تدّري إن عقلّها سيكون هذه المرة مخطىء !! وأنّ حياتها ستبدّأ من هنّا }
وفي الظهر حان موعدّ الذهاب للجامعة ولّكن في طريق خروجها من المنزلّ كان عنّد والدها ضيفٌ مهم ، كان صاحب شركة مهمة و{هكذا} !!
لّمحها وعرفها نعم إنّها صاحبة قطعة الشوكولا
تمتم :
كيف لّي أنّ أنساكِ وأنّت الّتي جردتّني من نومي وأفكاري ؟؟!!
كان لا بدّ أنّ تسلّم علّيه فهو أدبّ من أداب الاحترام
سلّمت علّيّه فهمس لّها أرجو أن تكون العبارات الّتي أنتقيّتها لكِ لذيّذة كقطعة الشوكولا تلّك
ظهرت علّامة الخجلّ والاستغراب علّى وجهها لم تعلّم ما تردّ علّيه!
اكتّفت بالابتسامة واستئذنّت ورحلّت !!!

يتبع

أصبح يترددّ كثيراً علّى منّزلّها بحجة الأعمالّ مع والّدها ، كانا يتبادلّان النّظرات والابتسامات...

هو كان يريّد أنّ يحادثها ، يريّد أنّ يكلّمها ، أيّ شيء حتّى ولّو حرف..
يريّد أنّ يفكّ شيفرة تلّك الأنّثى الشرقيّة الّتي أخذته بالكاملّ ، عقلّه ، أفكاره ، مُخيلّته حتّى نبضات قلّبه
هي كانّت تنّاقض نّفسها قلّب يريّد وعقلّ لا يريّد ، لا تدري ماذا تفعلّ ؟؟ أسئلة تجوب في رأسها كزخات المطّر !!
وها قدّ أتّى اليوم الأخيّر للصفقة بينّه وبين والدها ، جاء لّوالدها
قالّوا لّه : علّيك أنّ تنتظر فالسيّد زيّاد مشغولّ الأن..
هو لم يبالّي أنّه يجبّ علّيه أنّ ينتظر كانّت أفكاره وعقلّه وقلّبه كلّها تتجه لّتلك الشرقيّة
تذكر أنّ اليّوم أخر يوم يأتي لمنزلّها ... كان يحادث نّفسه كيف لّي أنّ أراها بعدّ اليوم ، كيف؟؟ ، آآآآه ما أصعبه من موقف !!

شردّ في ذهنّه بعيّداً ، كانّت معركة تدور في رأسه..

وإذ بــــِ أصوات تتعالّى كانّت أصوات السيّد زيّاد وتلّك الشرقيّة !!
سمعهما أنّها تريّد أستاذاً للتتعلّم اللّغة الإسبانيّة ...
سمعها وطار فرحاً نّهض مسرعاً من علّى الأريّكة ودقّ البابّ،
السيّد زيّاد : تفضلّ
شرقيّ الهوى : سيّد زيّاد اعذرني ولّكن أصواتكم تعالّت فسمعتُ أنّكم تريدون أستاذاً للّغة الإسبانيّة !!
السيّد زيّاد : اعذرنا ، نعم نريّد فنحن سنسافر للإسبانيّة هل تعرف أحداً ؟
شرقيّ الهوى : {هههههه} نعم أعرفه جيداً فهو أنا!!
الشرقيّة : أنّت !!! لالالا قاطعها والدها وقالّ : ياللحظ الجميّل ، حمداً لله ، متّى نبدأ ؟
شرقيّ الهوى غداً !!

ذلّك الشرقيّ أرادّ قسطاً من الراحة ، فذهبّ لذلّك المقهى الّذي هو سبب سعادته ، أفكار وخواطر تتولّد في رأسه ، الحربّ مازالّت مستمرة ، كيف ينهيها؟
حدث نّفسه:

أولاً: انتهت الصفقة علّى خير هكذا سأرتاح من الأعمالّ ولّن أبدأ بالصفقة ثانيّة حتّى انتهي من تلّك الشرقيّة ...

ثانيّاً: كيف لّي أنّ أعلّم تلّك الشرقيّة الإسبانيّة وأنّا لا أعرف الإسبانيّ ؟
ما هذا الّذي فعلّته بنفسي !!؟؟ ولّكنها تستحق تلّك الّتي أخذت عقلّي وقلّبي
آآآآه تذكرت لماذا تريّد السفر لإسبانيّة ... سأعرف لاحقاً !!

تجرع كوبَ القهوة بسرعة وذهب لمعهدٍ قريّب ...

يريّد الحصول علّى أستاذ للغة الإسبانيّة ، حصلّ علّيه وجلّس طوالّ اللّيل يتعلّم المبادىء،
حلّ الصباح وهو مازالّ يتعلّم ، تذكر موعدّه عنّد السيّد زيّاد استئذن ورحلّ لمنزلّه ، استحم وتألّق وذهب لتلّك الشرقيّة ...
أصبح كلّ شيء يتلّاقه يعلّمه لتلّك الشرقيّة ، تقربوا من بعضهم شيئاً فشيئاً ، يمازحها وتمازحهُ ، بالنّسبة لّه كان درساً بالحبّ وليس بالإسبانيّة
هي : كانّت خائفة ، خائفة أنّ تتعلّق بهِ ويتركها ويرحلّ ، هذا هو المعروف بالشرقيّ !!
ومرت الأيام بسرعة شديّدة !!
والأن بعدّ أنّ أنهى الإسباني جاءت وقتّ الامتحان ، هو نجح بامتيّاز ، وحان دورها !!
يسألّها أسئلّة وهي تجيّب قالّ لّها : تبقى سؤالّ واحد "ترجمي لّي هذه الجملّة" ؟
قالّت لهو : هاتّها رجاءً اريّد أنّ أنّتهي !!
هو :Me Duele El Cora _Zon
هي : ابتسمت ابتسامة خجلّ وقالّت : {ههههههه} أنّت شريّر
هو : لم تجيبي !!!
هي: حسناً سأجيب فقط لأنتهي !!
هو :كما تريّدين المهم أنّ تقولّيها
هي :أنّت تشعر بوجع قلّب ، ها أنا قلتها والأن نجحت أليس كذالّك ؟
هو: {ههههههههه} نعم وجلّس بجانّبها وقالّ لّها : je tu aime
أجابته : {هههههههه} كم لغة تتكلّم ؟
قالّ لّها : أتكلّم كلّ اللغات إلّا لغة الحبّ او الأفضلّ لغتّك
احمرت وجنتيّها خجلاً
هو : هلّ تعلّمين ماذا قلّت لك {بالفرنسيّ} ؟
هي : لا لم أعلّم ، قلّ لّي !!
هو أنا أحبــــــــــــــــك
ابتسمت وتبادلا الأحاديّث

يتبع

جاء موعدّ ذهابّه للّطبيبّ لّكي يقوم بالتحالّيل للّحفاظ علّى صحتّه لاشيء مهم كلّ عام يفعلّ هكذا تحالّيل
ولّكن هذا العام سيحصلّ شيء مهم ، قام بالتحالّيل وجاء ليأخذ النتيّجة الطبيبّ : يؤسفنّي أنّ أخبرك أنّك مريض بمرض لا يرجى شفائه... مرضٌ خبيثٌ جداً
شرقي الهوى : ماذا؟ أنّت تمزح !! أليس كذالّك؟
الطبيبّ : اعذرنّي ، لا أمزح أنّت مريض بالسرطان !!!
هو سمع هذه الحروف القلّيلة واغٌمى علّيه"إذاً شرقي الهوى مريضٌ بالسرطان"رضت بالقدّر وسافرت ، كانّت لا تخرج من الفنّدق ، كلّ يوم تبكي أكثر من اليّوم السابق وكأنّها سافرت لّكي تجعلّ نهراً من دموعها في اسبانيّا ....!!!!

قررت أنّ تكف عن ذرف الدموع وتتابع حيّاتها ، كانّت ترددّ { إنّها قصة حبّّ فاشلّة } ويكملّ قلّبها {وأروعها}
خرجت لتجلّس في مقهى بعيّداً عن الوسادة الّتي امتلّئت بالدموع والكحلّ !!
طلّبت كوب من القهوة فسألّها {الجرسون} : هل تريّدين قطعة من الشوكولا ؟؟
هي سمعت بالقطعة من الشوكولا وعيناها امتلّئت بالدموع ولّكن تماسكت وقالّت لهُ : نعم أريّدها ، أريّدها وبشدة !!!
تذكرت بلّحظة أيامها ، ساعاتها معهُ ، تذكرت كيف قالّ لّها : { أحبك} ، تذكرت كلّ شيء بلّحظة !!!وهي شاردة الذهن ، لمحها من بعيّد ، إنّها الشرقيّة ، إنّها قلّبي ، وأخيراً وجدتُ قلّبي !!
آآآآآآه كم قدري جميّل وبائس في نّفس الوقت ؟؟
قرر أنّ يقولّ لّها سبب بعده لّكي يموت مرتاح القلّب ، فقرر أنّ يتبعا ليحصل علّى عنّوان إقامتّها !!
حصلّ علّيه وذهب إلّى متجرٍ للّورد واشتّرى باقةٍ وردٍ ملّونةٍ جميلّةٍ بنفسجيّة وحمراء
وذهب إلّيها ودق الباّب ، هي ظنّت أنّها خدمة الغرف فهي طلّبتها ، دون أنّ تسألّ من بالبّاب فتحت

يتبع

فأجاها نعم هو ، هو شرقيّ الهوى ، لم تدّرك ماذا تتكلّم ، فقالّ:
هل تسمحيّن لّي بالدخولّ ؟
هي : تفضلّ ...
دخلّ وهو ُيعطيّها باقة الوردّ ويعتذر علّى غيابه ، وشرح لهّا كلّ شيء !!
هي : وقفت مصدومة !! كانّت الدموع تحبسها في عيّنها الخضراوتيّن ، ركضت لصدره وبكت ، إلّا أنّ احمرت عيّناها ، بكت لأجلّ كلّ شيء ولا شيء بكت ...
وبعدّ أنّ توقفت عن ذرف الدموع قالّت لّهُ :
هل هنّاك رجاء شفاءك ؟
هو : لا ليّس هنّاك !!!
بهذه الكلّمات احترق رمادّ قلّبها المُتبقيّ !!!
رنّ هاتفهُ : أجابّ : أهلاً ، نعم أنّا هو ، حقاً ، آآآآآه ،
وسقطَ أرضاً !!!!

هي : رأتهُ وانذرفت بالدموع ، ظننتهُ مات ، جلّست بجانّبهِ وضمتهُ ، أصبحت تضمهُ وتبكي ، تصرخ : آآآآآآه علّى حظي العائر ، أرجوك أفق فأنّا أحبـــــك

دموعها تساقطت علّى وجهه كزخات المطر ، وضعت قبلّة علّى جبينّه ، وذهبت للتصلّ بالإسعاف !!!!!
فإذ بهِ يقوم ، ذهب إلّها ووقف بجانّبها ..
هي رأتهُ وصدمةٌ علّى وجهها ظهرت ، إنّه حيّ ، نعم حيّ ، يالله الحمدلله

هو : ضمها وبشدّة إلّى أنّ قالّت : لم يعدّ بإمكاني التنّفس!!!
هو : لّقد حدّث خطأ بالاسم وأنا لستُ مصاباً بالسرطان !!! ومن شدة فرحي اغُمي علّيّ
هي : حقاً ، آآآآه الحمدلله كم افرحتنّي ؟؟ ولّكنهم أغبيّاء كيف يفعلّوا مثلَ هذا الخطأ ؟؟
هو : لا يهم ، المهم إننّي سأبقى معكِ

ولملّموا أغراضهم بسرعةٍ ، واتجهوا في أقرب طيارةٍ !!
وهنّاك هي عادت لمنّزلها وهو عادّ لمنزلّه

وفي المساء بعث لّها رسالّةً : تقولّ :
تقولّ : اشتقتُ إلّيكِ
أجابتهُ :لّكن كنّتُ قبلّ قلّيل معك!
بعث إلّيها :أريّد أنّ القاكِ في المقهى
هي : كم أنّت مجنون ، ولّكن حسناً كما تريّد

رأها من بعيّد وهي قادمة بفستانّها الزهري كزهور وجنّتيّها ، وشعرها الكستنائي المستدلّ علّى كتفيّها ...
تقربّ منّها وجثَ قائلاً لّها : تزوجيّني !!
هي : احمرت خجلاً ، ووافقت
البسها ذلّك الخاتم الألماسي النّاعم كــــَ تلّك الشرقيّة
وأمسك بيدها بشدة قائلاً لّها : لنّ أترككِ أبداً
هي : احنّت رأسها علّى كتفهُ ومشيّا في طريق دربُهما

تمت

طرحٍ رآئعٍ وجميلٍ

سلمتٍ آلآ آيآديٍ يالغاليه

أحيانا تخذلني مشاعري فلا استطيع أن اكتب او اعبر
عما يجول بخاطري، انبهارا وتعجبا بروعة موضوعك
تقبلي تحياتي ومروري

ماأجملها من قصه وماأروعه من اختيار
دوووم مبدعه

يعطيك العافيه ...
غليتي كل م نقلتيه هناا ممميز
دمتي لنا ودام قلمكك

قصه رائعه وعذبه..سلمت يمينك غاليتي

استمتعت بها ..شكرا لك عاشقه على الابداع