يامزنة التوبة (عبدالخالق السلمي)

يامزنة التوبة ضاقت بي الدنيا من اذنوبي وقذّت بجْهَدي

والعفو عينه فالرجا والياس يشعب بكرته

وانا على الدرب القصير اسير والموت ايعدي

حُبلى سنين العمر بذنوب الغريب وعثرته

الهم في جوفي منع خدي دفا راحة يدي

واركي على الصدر النحيل اللي شكت لي زفرته

والذنب يستسقي من الرحمن عفو المهتدي

يمسح دموعه في طرف كمه ويقلب سترته

والنفس في محراب توبتها واحاديها حَدي

ازرى الخطا منها وملّت من خطاها وازرته

ابكيك ياوقتٍ مضى واخشاك ياليوم وغدي

واعذرك ياصدق الشعور اللي تهاما عبرته

بالهون ياشهب الهموم اللي تغانم مرقدي

اتعبني الليل الطويل اللي كساني سمرته

تضحك ثنايا الصبح فرقا الليل والدمع اجودي

لا ياطيور النور تمّي واشربي من كَدرته

لو كان ابركزها على بيض الليال الشرّدي

ماراح من عمري كثير ولا طوتني مكرته

وان جيت ابثنيها على سود الليال ومقصدي

شابت رموش العذر ورموش الشباب ونضرته

ياحر شلفات الظنون اللي تعاقب بخْلدي

يالله لاتِفْرٍح بي ا بليس اللعين وزمرته

مدام كحل الوقت كحّلني براس المرودي

ماعاد فالدنيا رجا والعمر ذبلت زهرته

قلت اتوقى مابقى والعمر ماهو سرمدي

حبله على الغارب قصير وتدّرج به بكرته

اشعلت قنديل الْنَصب والصبر مفتاح اسْعَدي

واللي بذر في طينته طلعه يجي من بذرته

والناس تارد للقبور اجساد قبلي وبعدي

فيهم فقارا واغنيا والموت تضحك حفرته

لايالسنين الغبر للجبّار خرّي واسجدي

حذراش يومٍ مايفيد اللي تحسّر حسرته

يامزنة التوبة على حر المعاصي برّدي

هلي ثعولش من رها والذنب طفي جمرته

دام الرجا ماخاب فالرحمن يانفس ازهدي

و الياس يخضع للرجا والعفو يسرج مهرته