في المقعدِ المُواجهِ لغيابكَ , ريثما تأتي !

في البداية سأقدمُ اعتذاري عن شَغَبِ قلبي و صوتِ أناملي , كل الأشياء أتت بي حتى حبري

و كان علي أن أجلس في المقعدِ المواجهِ لغيابك , ريثما تأتِي و ليتكَ تأتِي ..

قضيتُ ليلتِي الفائتةَ أتأملُ أحذيةَ الذين رحلُّوا , أولئكَ الذين انْتعلُوهَا و مضوا في مشوارِهِم دون أن يتوقعوا خيانتها لهم في لحظة

لتصبحَ باليةً قبل اكتمالِ الطريق بهم فتنشطرُ أرواحهم إلى نصفين على شواطئِ الهذيان !!

أصمتُ فجأة عن الحديث ولا أقاطعني بكلمة , لكن شيئاً مبتوراً في داخلي يريدُ أن يقتلع معهُ شيئاً آخر فتصرخُ أشياءٌ و أشياء !!
أشيائِي التي فقدتها .. ذاكَ الوطن الذي غادرته .. أشخاصٌ اُقتُلِعوا مني .. غابوا لكن غيابهم لا يعني اختفاءهم التام
فهم يعيشون بداخلي كما يعيش الوطن ..
أشياءُ كثيرة تستحقُ الذكر .. أمرُ في منعطفاتها .. أبحثُ عن حروفٍ غادرتني و ألوانٍ هربتْ مني .. ألفَ رعشةٍ حينذاك تتملكُ كلي و تشلُّ يدي ..

يا صاحبي , الكتابةُ إليكَ قاتلة .. كرغبتي بكَ و أمنيتي بالمبيت بين رمشكَ و عينك !!
الحديثُ عنكَ مرٌّ كطعمِ غيابكَ حتى قهوتي في ليالِ انتظارك اعتدتها مرّةً كطعمِ حُبك ..
كم من الأكاذيب يلزمني كي أواصل الحياة و كأني لم ألتقيكَ و كأنك لم تأتِ !!
كم من الصدق يلزمني كي أقنع نفسي بأني انتظرتكَ حقاً لو لم تأتِ ؟!
بل كم من السنوات يجب أن تمضي برضىً و سخط و أنا أسلكُ طريقَ الشَّوقِ و أنجرفُ فيهِ
ما بين هبوطٍ و صعودٍ لأدركَ أنّي من فرط ما انتظرتكَ لم أعدْ أنتظرك !!
ماذا تراني سأفعلُ بكلّ تلكَ الصباحاتِ دونكَ ؟!
حاولت أن أتخذ ما بيني و بين الحبِ هدنةً لكن ظلكَ خرقها و شَغَرَ مقعداً من الذاكرةِ و تركَ الأبوابَ مواربةً للترقبِ ريثما تأتي !!
أتقمص الصَّمتَ لكن للرغبةِ في داخلي صهيلٌ يشهقُ بوحشيّةٍ فيوقظُ رغباتي المستترة لتشي كلُّ أشيائي بما في دهاليزِ نفسي ..
كان علي أن أعي جيداً أنكَ رجلُ الوقت , رجلُ المستحيلاتِ و الهواتفِ السجينةِ عبرَ القاراتِ
أنكَ رجلُ الحزنِ العابرِ للأمسياتِ الحارقةِ و أنَّ البحرَ سيسرقُكَ مني ذاتَ فجرٍ يا رجلَ البحارَ و المطارات
و أنّي في كلِّ مرة أخلعُ الكلمات و أرتديها .. أُحَاوِلُ أنْ أُخْفِي خلفَ ثرثرتِي بَرْدي , سَقْمِي و شهقَةِ بِعادكَ ..
و أكتشف ألا جدوى من الإحتماء بها فالصمت أمام تفاصيلكَ يبدو أهدأ و أربك !!
بين غيابين و دمعتين حاضرٌ أنتَ بغيابكَ .. كلما بكَ هذيتُ عدتُ طفلةً لا تكتبُ إلا عن سنواتِ عمرها الأولى
عن أولِ يومٍ فيهِ حَبتْ فزغرد قلبُ أُمها بالفرح , عن أولٍ يومٍ فيهِ أمسكتْ يدَّ أبيها فمشتْ ..
تبحثُ عن الحلقةِ المفقودةِ من عمرها فتتدحرجُ إلى الماضي و تغفرُ لكَ كلَّ خطاياكَ .. خطايا الجرحِ , خطايّا البعادِ و خطايّا الجفاء ..
لم تكن أبداً رجلاً عاديا , كنتَ دوماً فوقَ العادة .. حبيباً فوقَ العادة .. صديقاً فوق العادة و مجنوناً فوق العادة ..
نفترقُ أيها الغريب و تبقى حروفُ اسمكَ قوافلُ المطر و تبقى حجراتُ روحي خاويةٌ برحيلكَ .. أتقلبُ على ورقةٍ .. أمضي ولا أنسى أنْ أنتظر ..

لامست شيء بداخلي

سلمت اناملكـ
إذا كان للابداع قلم
فهو قلمك

همس ..}


شاكره لك ِ مرورك ِ العذب

سلم ذوقك

صح نبضك وأكثر


سأتردد هُنا كثيرآ



لكـ

رهين .. /


وَ حضورك نقي
شكرآ ولاتفي ..

أبدعتتي في الطرح ..

لا عدمنا تميزك ..