عندما تُمدَح !

أخرج البخاري في الأدب المفرد باب ما يقول الرجل إذا زُكي بسند صححه الشيخ الألباني عن عدي بن أرطأة قال كان الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا زُكي
قال : اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون .




يظنون بي خيرا وما بي من خير
ولكنّني عبد ظلوم كما تدري
سترت عيوبي كلها عن عيونهم
وألبستني ثوبا جميلا من الستر
فصاروا يحبّونني وما أنا بالّذي
يحبّ ولكن شبّهوني بالغير
فلا تفضحني في القيامة بينهم
وكن لي يا مولاي في موقف الحشر




وفي حكم ابن عطاء : ( من أكرمك فإنما أكرم فيك جميل ستره فالحمد لمن سترك ليس الحمد لمن أكرمك وشكرك ) .

وفيها أيضا : ( الناس يمدحونك لما يظنونه فيك فكن أنت ذامًا لنفسك لما تعلمه منه ) .


إلهي يظن الناس بي خيرا
وإني لشر الخلق إن لم تعف عني





وفيها أيضا : ( المؤمن إذا مُدح استحيا من الله أن يُثنى عليه بوصف لا يشهده من نفسه ) .


كتب بعض الحكماء إلى أخ له : ( أما بعد يا أخي فقد أصبح بنا من نعم الله ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه فما ندري أيها نشكر أجميل ما أظهر أم قبيح ما ستر )


قال بعضهم : ( فأهل الفهم عن الله يستمعون الخطاب فإذا سمعوا مدحهم بشيء نظروا فإذا كان فيهم علموا أنه تنبيه لهم على مقام الشكر وإن لم يجدوه فيهم علموا أنه تنبيه لهم على تحصيل ذلك المقام ولهذا لما سمع أبو حنيفة قوما يمدحونه بقيام الليل كله وكان لا يقوم إلا نصفه جعل يقوم الليل كله ) .


قال الغزالي رحمه الله : ( وإنما كرهوا المدح خيفة أن يفرحوا بمدح الخلق وهم ممقوتون عند الخالق فكان اشتغال قلوبهم بحالهم عند الله يبغض إليهم مدح الخلائق ) .

قال الحسن رضي اللّه عنه : ( أردت الحج فسمع ثابت البناني بذلك فقال:بلغني أنك تريد الحج فأحببت أن أصحبك ، فقال له الحسن : ويحك دعنا نتعاشر بستر اللّه علينا إني أخاف أن نصطحب فيرى بعضنا من بعض ما نتماقت عليه ) .





ومدح رجل عاقلا فقال له : امدح كما شئت فأنا أعرف نفسي !



منقول لروعته