مملكه الالوان

مملكة الألوان



جميلة هي الحياة المليئة بالألوان الزاهية،والتي تضفي على حياتنا معان عدة،وتجعل من عالمنا الصغير مملكة ملونة نتحكم فيها بدلالات ألوانها،ولكن ما كان يحيرني سؤال واحد فقط:هل تلك الدلالات والمعاني التي أعطيت للألوان تتناسب مع كل إنسان؟!
ومن المؤكد أن الإجابة ستكون بالنفي،فما تلك الدلالات التي أطلقها عدد من علماء ومحللي النفس سوى ترجمة شعورية لما كان يسيطر عليهم من مشاعر وأحاسيس في تلك الفترة،وليست حقائق ومبادئ موضوعة لتتواءم مع كل النفسيات،فحق كل الحق لنا أن نحكم مملكة ألواننا بأنفسنا،وان نعطيها من المعاني ما تعبر به عن دواخل أنفسنا.
لذا وبعد نظرة سريعة على ألوان مملكتي الصغيرة،اخترت لكل لون فيها معنى معين،أحسست بعدها أن هذه الدلالات هي التي ستساعدني في فهم وفك الكثير من أسرار مملكتي...
فحين استشعرت الدفء القادم من خيوط الشمس الذهبية،التي تهبها الشمس لنا من دون أي تردد،منحت اللون الأصفر معنى للدفء والحنان وصدق العواطف.
وحين رفعت راسي إلى السماء،ورأيت ازرقاق فضائها الرحب،وكيف تتجول فيه الطيور بحرية تامة من دون أي قيود،أعطيت اللون الأزرق معنى الحرية.
وعندما كنت أسير في الليل حالك الظلمة من دون نور ينير ظلمتي،أعطيت اللون الأسود معنى الضياع والتخبط في المتاهات.
وعندما كنت القي بناظري إلى صفحات دفتري البيضاء،كان يساورني شعور غريب بالفراغ والرغبة في إضافة بعض عناصر الحياة إليها،وبذلك أعطيت اللون الأبيض معنى للوحدة والفراغ.
وحين استرجع في ذاكرتي قصة ذاك الفتى الأسطوري،الذي جاب الأرض باحثا عن زهرة حمراء يهديها لمحبوبته؛تعبيرا عن حبه الصادق لها،منحت بذلك اللون الأحمر معنى للحب الصادق والمشاعر الرقيقة.
وأخيرا تذكرت سبب عملنا الصالح على هذه الأرض،وسعينا لأعمارها بالطاعات؛وذلك لنحقق حلما مشتركا ألا وهو الفوز بجنة الرب الخضراء،وبذلك أكون قد أعطيت معنى الطموح والأمل للون الأخضر.
ولو أتيح لي المجال حتى اهدي هذه الألوان لعناصر محددة من مملكتي؛لأعطيت اللون الأصفر لوالدتي التي يشع صدرها بالدفء والحنان،وكفاها لا تنقطعان عن العطاء،وقلبها يفيض بالعاطفة المتدفقة بلا انقطاع.
أما اللون الأزرق فاهديه لطفولتي الحرة التي انطلقت فيها من دون توقف أو شعور بالتردد،فأطلقت العنان لعقلي وجوارحي وأحلامي ،فجابت فضاءات رحبة،ولم تعرف معنى للتوقف.
حلمي بان أكون طبيبة تعالج مرضاها ،تسهر على راحتهم،وتسعى لقتل آلامهم،تقهر مرضهم وضعفهم وتغرس فيهم أملا بالشفاء،كل ذلك مثل الأمل والطموح اللذان يحركان حياتي ،ويمدانها بترياقها،فما كان مني إلا أن اهديه اللون الأخضر.
اللون الأسود تركته لتلك الأفكار التي تتضارب في عقلي من حين إلى آخر،فتجعل مني أتخبط في متاهات ليس لها نهاية،فاشعر فيها بالضياع وبالحاجة الماسة إلى أن أجد من يخرجني مما أعاني منه.
أما بالنسبة للون الأحمر فاني اهديه من دون ادني شك لصديقتي المخلصة،التي وجدت فيا الصاحبة ،الأخت والرفيقة،والتي تحمل في عينيها حبا صادقا ومشاعر رقيقة شفافة،والتي أجد في قربها الأنس والسعادة والرضا.
وأخيرا لم يتبقى سوى اللون الأبيض والذي أهديته إلى كل لحظة اشعر فيها بابتعادي عن خالقي،فتلك اللحظات قد تمر لدى الكثيرين بسرعة لا يكادون يشعرون بها،أما حين أجد نفسي وقد فارقت ذالك الإحساس العظيم بوجود الله تعالى بالقرب مني،وإحاطتي برحمته الشاملة،يبدأ الشعور بالفراغ القاتل الذي يتسرب إلى قلبي رويدا رويدا كالسم الزعاف،فما قيمة الحياة إن خلت من الشعور بوجود الله؟؟

وفي النهاية أود الإشارة إلى أني بحسن اختياري لتلك المعاني أكون قد أحسنت حكم مملكتي الملونة،ووهبتها من المعاني ما يتواءم مع نفسيتي؛لأعارض كل من يدعي أن للألوان دلالات واحدة ومحددة...


اتمنى ان ينال ما كتبته اعجابكم وانا في انتظار رايكم وتعليقكم على موضوعي وان كنت احسنت في اختيار دلالات اللالوان ام لا؟؟؟

يسلمووووووو

مشكووررهـ حنين العشق ع الطرح الراقي والمتميز تقبلي مروري

تسلم لي ها الطله الغاليه رهين
شكرا ع المرور

تسلم اسير ع الوجود
نورت صفحتي