منتديات رهين الشوق

منتديات رهين الشوق (http://www.alshoogg.com/vb/index.php)
-   ~//.. نور القلوب (http://www.alshoogg.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   سنة مضت - العام الهجرى الجديد ودعوه لإعادة النظر 1433هـ (http://www.alshoogg.com/vb/showthread.php?t=29500)

رهينة الشوق 2011-11-26 11:29 PM

سنة مضت - العام الهجرى الجديد ودعوه لإعادة النظر 1433هـ
 

سنة مضت - العام الهجرى الجديد ودعوه لإعادة النظر 1433هـ


أردت اليوم ان اتكلم عن موضوع راس السنه الهجريه الجديده أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين
بالخير والبركات بإذن الله تعالى
- ونتكلم سويا هل قضينا هذه السنه الفائته بطريقه صحيحه واعمال صالحه يقبلها منا الله عز وجل.
ولكن أولاً ما أحوجنا ونحن نستقبل عاماً هجرياً جديداً أن نعيش بقلوبنا وعقولنا ومشاعرنا وواقعنا
مع رسول الله(صلى الله عليه وسلم)
في هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة النبوية والتي حوت على الكثير من الدروس والعبر
- فلقد جاهد النبي ( صلى الله عليه وسلم)في سبيل الله حق الجهاد، منذ أنزل الله عليه

قوله تعالى:
يأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر:1-4]
- فكان ( صلى الله عليه وسلم) يواصل الليل مع النهار والسر مع الإعلان، وما كان يخشى في الله لومة لائم،
ولا كان يردعه عن تبليغ الدعوة تهديد قريش ووعيدها.
- واستجاب له منذ البداية صدّيق الأمة أبوبكر من الرجال، ومن الصبيان علي بن أبي طالب،
ومن النساء زوجته خديجة بنت خويلد. واستجاب لأبي بكر: عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله،
وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم.
وتعهد (ص)أصحابه بالتربية والتعليم فكان يجمعهم في دار الأرقم بن أبي الأرقم فيعلمهم ما ينز ل
عليه من القران الكريم، ويأمرهم بحسن الأخلاق ويحذرهم من الفسق والشرك والعصيان،
وكان ( صلى الله عليه وسلم)قدوة لهم في جميع أقواله وأفعاله.
وكان للوقت قيمة كبرى عندهم، فكانوا يستغلون أوقاتهم في طاعة الله وفي التزود من علم
الرسول( صلى الله عليه وسلم)وفضله، وكانت العقيدة في نفوسهم أهم من المال والأهل والولد،
وعندما خيّروا بين الوطن والقبيلة ورغد الحياة وبين خشونة العيش والغربة والتشرد اختاروا
صحبة رسول الله والهجرة في سيل الله.
- لقد صدق الصحابة رضوان الله عليهم ما عاهدوا الله عليه، وعندما ابتلاهم الله صبروا وضربوا أروع
الأمثلة في الفداء والتضحية، وعندما نادى منادي الجهاد كانوا يتسابقون على الموت في سبيل الله
ولسان حالهم يقول: وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى [طه:84].
- وبعد ثلاثة عشر عاماً من البذل والتضحية أكرم الله جل وعلا محمداً ( صلى الله عليه وسلم)
وأصحابه رضي الله عنهم، بالنصر وجاءهم من جهة المدينة. 13عاماً كانت محسوبة بأيامها ولياليها
وساعاتها. 13عاماً لا يهنأ المسلمون فيها بلذيذ الطعام والشراب، ولا يصرفهم
عن ذكر الله حب الدنيا والتثاقل إلى الأرض. 13 عاماً من العمل الجاد، والتخطيط الدقيق، والتربية الرائعة.
,,,, فأين نحن اليوم - من سيرة الرسول وأصحابه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
- لقد قارب عام كامل من أعمارنا على الإنتهاء.. بثوانيه ودقائقه وساعاته وأيامه، فماذا قدمنا فيه
من أعمال صالحة ندخرها ليوم
{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى
وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }الحج2

,,,, إن الجواب على هذا السؤال مخجل، ومخجل جداً، ولكن لابد من الاعتراف بالأمر الواقع،
فالواحد منا يخرج من بيته في الصباح الباكر، ويمضي سحابة يومه في مدرسته أو جامعته أو عمله،
ويعود إلى بيته آخر النهار وقد أضناه التعب فيتناول طعام الغداء ويرتاح قليلاً ثم يمضي بقية اليوم

وأول الليل في المذاكرة أو قضاء الأمور المعيشية، ثم ينام، ثم يعود في الصباح وهكذا وهكذا،
إنها والله حياة ليست فيها دقائق مخصصة لقراءة القرآن ولتعلم أحكام ديننا وليست فيها دقائق
مخصصة لقيام الليل وصلاة السنن والنوافل وليست فيها دقائق مخصصة لحضور مجالس الذكر
والمحاضرات وليست فيها أيام لصيام الإثنين والخميس وليست فيها دقائق لبذل المعروف
وقضاء حوائج الناس.
,,,, لقد شغلتنا دنيانا عن طاعة ربنا، ونحن الذين حذرنا جل وعلا منها،
قال تعالى:
يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)
وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ
فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون:9-11]
,,,, وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول:
( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك )
[رواه البخاري:الجامع الصحيح 6416].

,,,, وقال( صلى الله عليه وسلم) لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيمَ أفناه،
وعن شبابه فيمَ أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به } [السلسلة الصحيحة:946].

,,,, سوف يسألنا مالك يوم الدين يوم الحشر عن أعمارنا، هل أفنيناها في الأعمال الصالحة والطاعات،
أم أفنيناها في اللهو والغفلة والعبث؟
,,,, ويسألنا سبحانه وتعالى عن أجسامنا هل أبليناها بالصيام والقيام وغض البصر وحفظ السمع واللسان،
أم أبليناها في تناول ما لذ وطاب من الطعام والشراب؟ والسائل جلّ وعلا يعرف خفايا أمورنا،
ولا يعجزه شي ء في الأرض ولا في السماء.
,,,, قال تعالى:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ
إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [المجادلة:7].
,,,, إن الكثير من أبناء المسلمين في معظم البلاد العربية والإسلامية يحتفلون بذكرى الهجرة في كل سنة،
ولكن للأسف الشديد القليل جداً منهم الذي يعرف الحكمة التي انطوت عليها حادثة الهجرة
- فالله عز وجل في كتابه العزيز قد أنحى باللائمة على جماعة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)
كانوا في مكة يصلون ويصومون فقط، ولا يستطيعون أن يفعلوا أكثر من ذلك من مظاهر الدين لأنهم
كانوا تحت سلطة قريش ولا قوة لهم عليها، ثم هم لم يهاجروا إلى قلعة الإسلام ليكونوا من جنودها
ويظهروا شعائر دينهم بكل راحة
- فأنزل الله فيهم قوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ
قَالْواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً [النساء:97].
,,,, فالحكمة من الهجرة هي أن الإسلام لا يكتفِ من أهله بالصلاة والصوم فقط، بل يريد منهم مع ذلك
أن يطبقوا كل أوامر الله عز وجل وأوامر رسوله ( صلى الله عليه وسلم)الظاهرة والباطنة في أنفسهم
وفي كل أمور حياتهم اليومية.
,,,, كما قال تعالى:
يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ [البقرة:208]
والسلم هو الإسلام.
,,,, وقال تعالى:
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:162].
,,,, إن الهجرة باقية لم تنتهِ بعد، فقد قال ( صلى الله عليه وسلم){
لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها }
[رواه أبو داود والنسائي، صحيح الإرواء 1208].
,,,, وعن عبد الله بن عمير عن أبيه عن جده، أنه قيل لرسول الله( صلى الله عليه وسلم)
ما أفضل الهجرة؟
قال: من هجر ما حرم الله
,,,, وقال( صلى الله عليه وسلم) في حجه الوداع:
{ ألا أخبركم بالمؤمن؟
من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم.
- والمسلم؟
من سلم الناس من لسانه ويده.
- والمجاهد؟
من جاهد نفسه في طاعة الله.
- والمهاجر؟
( وهنا الشاهد ) من هجر الخطايا والذنوب

,,,, فلابد من الهجرة من ترك الصلاة مع الجماعة والنوم عن الصلوات إلى الصلاة على وقتها مع الجماعة
في الصف الأول. ولابد من الهجرة من قراءة المجلات والجرائد التافهة إلى قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته.
,,,, ولابد من الهجرة من التلذذ بالغيبة إلى سماع القرآن والمحاضرات المفيدة. ولابد من الهجرة
من
النظر
المحرم في المجلات والأسواق والقنوات إلى النظر في كتاب الله وسنة رسوله وسيرته
وعظمة الله في مخلوقاته.
,,,, ولابد من الهجرة من الكذب والغيبة والكلام البذيء إلى ذكر الله عز وجل ودعائه والتلذذ بمناجاته.
,,,, ولابد من الهجرة من الجلسات الفارغة والتافهة إلى مجالس الذكر وحضور المحاضرات النافعة.
,,,, ولابد من الهجرة من أصدقاء السوء سواء كانوا من الأقارب أو من زملاء الدراسة والعمل،

الذين يصدون الإنسان عن سلوك طريق الالتزام والهداية، إلى الإخوة الصالحين الذين يدلون
على الخير ويعينون المسلم عليه.
,,,, وباختصار لا بد من الهجرة من كل ما يغضب الله، إلى كل ما يرضي الله، ومن كل معصية يبغضها الله
إلى كل طاعة يحبها الله.

,,,,* إن بداية
العام الهجري الجديد
فرصة لكل واحد منّا لكي يفتح صفحة جديدة مع الله عز وجل،
صفحة بيضاء نقية، يعاهد الله فيها أن يسلك طريق الالتزام والهداية، يعاهد الله فيها أن يكون كتاب الله
عز وجل جليسه، و الاكثار من الصدقات والاكثار من ذكر الله- صوم التطوع- الامر بالمعروف
والنهى عن المنكر
,,,, صفحة يعاهد الله فيها أن يترك كل معصية تبغضه، وعن اى شئ يبعده من القرآن ،
وكل نظرة محرمة للقلب تقتله، وكل جليس سيء من الله يبعده.
- بهذا وحده نحيي ذكرى الهجرة الشريفة، ونحقق مقاصدها، وهذا هو الفلاح الذي يدعونا إليه المؤذن
خمس مرات في كل يوم عندما يدعونا إلى الوقوف بين يدي الله عز وجل.

اللهم اجعل عامنا القادم أفضل من عامنا الماضي بتوفيقنا لطاعتك وترك معصيتك يا رب العالمين،
اللهم اجعل عامنا القادم فرصة لقبولنا في قافلة العائدين إليك والمنيبين إليك يا ذا الجلال والإكرام



لبى خفوقي 2011-11-26 11:40 PM

رد: سنة مضت - العام الهجرى الجديد ودعوه لإعادة النظر 1433هـ
 
اللهم اعف عما سلف وجعل هذه السنه سنة خير وبركه


الساعة الآن 08:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
*جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ... ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر رهين الشوق