رهينة الشوق
2010-01-05, 05:33 PM
.....● ....● .....●
بِسْمِ اللهِ الْرَحمنِ الْرَحيمْ ..
الحَمْدُ للهِ الذِيْ خَلَقَ الخَلقَ بِقُدرَتِهْ، وَصَرفَ أُمورَهُم بِحِكْمَتِهْ ..
الحَمْدُ للهِ الذِيْ ذَلّت لِعَظَمَتِهِ الرِقَابْ، وَلَانت لِجَبَرُوْتِهِ الصِعَابْ، وَجَرَىْ بِأَمْرِهِ السَحَابْ ..
الحَمْدُ للهِ الذِيْ تُسَبِحُهُ البِحَار الزَاخِراتْ، وَالأَنْهَارُ الجَارِيَاتْ، وَالجِبَالُ الرَاسِيَاتْ ..
وَالْصَلَاةُ وَالْسَلامُ عَلىْ النِعْمَةِ المُهداة .. وَالرَحمَةِ المُسدَاة .. مُحَمّدٌ بنُ عَبْدِاللهِ عَليهِ وَعَلى آلهِ أَفْضَلُ الصَلَاةِ وَأَتّمُ التَسليمْ ..
أَمّا بَعد /!
فَإِنَّ الْنَبيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسلمْ قَد حَذرَ مِن آفَاتِ اللسَانِ عُموماً، ..!
عَنْ أبِيْ هُريرةَ أَنّ النَبِيْ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسلمْ، قَال .." إِنّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيْنُ فِيهَا يَزل بِهَا فِيْ النَار أَبْعَدُ مِمَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغربْ .." وَفِيْ رِوَاية .." يَهويْ بِهَا فِيْ نَارِ جَهنمْ .."
*الغِيبة لُغَةً :
مِنَ الغَيْب " وَهو كُل مَا غَابَ عَنْك "
, وَسُميّت الغِيبة بِذَلك لِغِيَابِ المَذْكُورِ حِيْنَ يَذكرهُ الآخَرون ..
* الغِيبة إِصطِلَاحَاً :
هِيْ ذِكْرُكَ أَخَاكَ المسُلمُ حَيّاً كَانَ أَو مَيتاً فِيْ خَلفهِ بِمَا فِيهِ بِمَا يَكره !
الغِيبة مُحَرمة، وَمِنَ الكَبَائِر،
سَوَاء كَانَ العَيْبِ مَوجودَاً فِي الشَخْصِ أَم غَيْرُ مَوجود؛
لِمَا ثَبَتَ عَنِ النَبِيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسَلم أَنَهُ قَالَ لَمّا سُئِلَ عَن الغِيبةِ قَال :
.." أَتَدرونَ مَا الغيبة ؟ " قَالوا اللهُ وَرَسولهُ أَعلمْ،
قَالْ : .." ذِكركَ أَخَاكَ بِمَا كَرهْ .." ، قِيل إِن كَان فِيْ أَخِيْ مَا أَقولْ ؟ قَال : .." إِن كَان فِيهِ مَا تَقول فَقد إِغتبته، وإِن لَم يَكن فيهِ مَا تقول فَقد بهته .." رَواهُ أَبو دَاود ..
- قَالَ تَعَالىْ : .." وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ .."
الحجرات / 12
- وَقَالَ تَعالىْ : .." وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ .."
الهمزة / 1
- وَعَن عَائِشَةَ رَضِيّ اللهُ عَنهَا قَالت: قُلتُ لِلنَبِيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسَلم : حَسْبُكَ مِنْ صَفية أَنَهَا قَصِيرة ، فقال : .." لَقد قُلتِ كَلِمَةً لَو مُزِجَت بِمَاءِ البَحر لَمَزَجَتهُ .."
- وَلَمَا رَجَمَ الصَحَابَةُ مَاعِزَاً رَضِيّ اللهُ عَنه سَمِعَ النَبِيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسَلم رَجُلَيْنِ يَقولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبه: أَلم تَرَ إِلْى هَذَا الذِيْ سَتَرَ اللهُ عَليهِ فَلم تَدَعَهُ نَفْسُهُ حَتّىْ رُجم رَجمَ الكَلب ..
فَسَارَ النَبيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسَلم ثُمَّ مَرَّ بِجيفةِ حِمَارٍ فَقَال: أَيْنَ فُلانٌ وَفُلان ؟ إِنزِلَا ، فَكُلا مِن جِيفةِ هَذَا الحِمَار.
فَقَالا: يَا نَبيّ اللهِ مَن يَأْكل هَذَا ؟ قَال: مَا نِلتُمَاهُ مِن عَرْضِ أَخِيكُمَا آنِفاً أَشَدُّ مِن أَكْلٍ مِنه .."
قَالَ أَبو الطيب فِيْ شَرحِهِ لَأَبِيْ دَواد : .." فَلَمَا نِلتُمَا مِن عَرضِ أَخِيكُمَا، قَالَ فِيْ القَامُوسِ : نَال مِن عَرضهِ .. سَبه ..
أَشدُّ مِن أَكلٍ مِِنه .. أَي مِنَ الحِمَار ..!
* مِن أَقْوَالِ السلفِ الصَالحْ فِيْ ذَمِّ الغيبة :
- يَقولُ الحَسْنُ البَصريْ: وَاللهِ للِغِيبَةِ أَسْرَعُ فِيْ دِينِ المُسلمِ مِن الأَكَلةِ فِي جَسَدِ ابنِ آدم ..
- قَالَ سُفيان بِن عيينة : الغِيبةُ أَشَدُّ مِنَ الدّين ، الدّين يُقْضَىْ ، وَالغِيبة لَا تُقضىْ ..
- وَقَالَ سُفيانُ الثَوريْ : إِيّاكَ وَالغِيبة ، إِيّاكَ وَالوقُوعُ فِيْ النَاسِ فَيهلك دينك ..
*بَوآعثْ آلغِيبَهْ
- ضَعف الوَرع وَالإِيمان يَجْعَلُ المَرء يَسْتَطِيلُ فِيْ أَعرَاضِ النَاس ..
- مُوَافَقَةُ الأَقْرَانِ وَالجُلَسَاءِ وَمُجَامَلَتُهم قَالَ اللهُ عَلىْ لِسَانِ أَهْلِ النَارِ .." وَكُنّا نَخَوُضُ مَعَ الخَائِضين .."
المدثر / 45
- حُب الدُنيا وَالحِرص عَلىْ السُؤودُ فِيهَا :
قَالَ الفُضيل بن عَياض : مَا مِن أَحَدٍ أَحَبَ الرِيَاسَةَ إِلّا حُسِدَ وَبُغِيْ وَتَتَبَعَ عُيوبَ النَاسِ وَكَرِهَ أَن يُذْكَرَ أَحَدٌ بِخير . .
- الهَزَلُ وَالمراح :
قَالَ ابنُ عَبْد البر: .." وَقَد كَرِهَ جَمَاعَةً مِنَ العُلَمَاءِ الخَوضَ فِيْ المُزَاحِ لِمَا فِيهِ مِن ذَميمِ العَاقِبَةِ وَمِنَ التَوَصُلَ إِلىْ الأَعْرَاض .."
وَسَلَامٌ عَلىْ المُرْسَلينْ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمينْ !
.....● ....● .....●
بِسْمِ اللهِ الْرَحمنِ الْرَحيمْ ..
الحَمْدُ للهِ الذِيْ خَلَقَ الخَلقَ بِقُدرَتِهْ، وَصَرفَ أُمورَهُم بِحِكْمَتِهْ ..
الحَمْدُ للهِ الذِيْ ذَلّت لِعَظَمَتِهِ الرِقَابْ، وَلَانت لِجَبَرُوْتِهِ الصِعَابْ، وَجَرَىْ بِأَمْرِهِ السَحَابْ ..
الحَمْدُ للهِ الذِيْ تُسَبِحُهُ البِحَار الزَاخِراتْ، وَالأَنْهَارُ الجَارِيَاتْ، وَالجِبَالُ الرَاسِيَاتْ ..
وَالْصَلَاةُ وَالْسَلامُ عَلىْ النِعْمَةِ المُهداة .. وَالرَحمَةِ المُسدَاة .. مُحَمّدٌ بنُ عَبْدِاللهِ عَليهِ وَعَلى آلهِ أَفْضَلُ الصَلَاةِ وَأَتّمُ التَسليمْ ..
أَمّا بَعد /!
فَإِنَّ الْنَبيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسلمْ قَد حَذرَ مِن آفَاتِ اللسَانِ عُموماً، ..!
عَنْ أبِيْ هُريرةَ أَنّ النَبِيْ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسلمْ، قَال .." إِنّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيْنُ فِيهَا يَزل بِهَا فِيْ النَار أَبْعَدُ مِمَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغربْ .." وَفِيْ رِوَاية .." يَهويْ بِهَا فِيْ نَارِ جَهنمْ .."
*الغِيبة لُغَةً :
مِنَ الغَيْب " وَهو كُل مَا غَابَ عَنْك "
, وَسُميّت الغِيبة بِذَلك لِغِيَابِ المَذْكُورِ حِيْنَ يَذكرهُ الآخَرون ..
* الغِيبة إِصطِلَاحَاً :
هِيْ ذِكْرُكَ أَخَاكَ المسُلمُ حَيّاً كَانَ أَو مَيتاً فِيْ خَلفهِ بِمَا فِيهِ بِمَا يَكره !
الغِيبة مُحَرمة، وَمِنَ الكَبَائِر،
سَوَاء كَانَ العَيْبِ مَوجودَاً فِي الشَخْصِ أَم غَيْرُ مَوجود؛
لِمَا ثَبَتَ عَنِ النَبِيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسَلم أَنَهُ قَالَ لَمّا سُئِلَ عَن الغِيبةِ قَال :
.." أَتَدرونَ مَا الغيبة ؟ " قَالوا اللهُ وَرَسولهُ أَعلمْ،
قَالْ : .." ذِكركَ أَخَاكَ بِمَا كَرهْ .." ، قِيل إِن كَان فِيْ أَخِيْ مَا أَقولْ ؟ قَال : .." إِن كَان فِيهِ مَا تَقول فَقد إِغتبته، وإِن لَم يَكن فيهِ مَا تقول فَقد بهته .." رَواهُ أَبو دَاود ..
- قَالَ تَعَالىْ : .." وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ .."
الحجرات / 12
- وَقَالَ تَعالىْ : .." وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ .."
الهمزة / 1
- وَعَن عَائِشَةَ رَضِيّ اللهُ عَنهَا قَالت: قُلتُ لِلنَبِيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسَلم : حَسْبُكَ مِنْ صَفية أَنَهَا قَصِيرة ، فقال : .." لَقد قُلتِ كَلِمَةً لَو مُزِجَت بِمَاءِ البَحر لَمَزَجَتهُ .."
- وَلَمَا رَجَمَ الصَحَابَةُ مَاعِزَاً رَضِيّ اللهُ عَنه سَمِعَ النَبِيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسَلم رَجُلَيْنِ يَقولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبه: أَلم تَرَ إِلْى هَذَا الذِيْ سَتَرَ اللهُ عَليهِ فَلم تَدَعَهُ نَفْسُهُ حَتّىْ رُجم رَجمَ الكَلب ..
فَسَارَ النَبيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسَلم ثُمَّ مَرَّ بِجيفةِ حِمَارٍ فَقَال: أَيْنَ فُلانٌ وَفُلان ؟ إِنزِلَا ، فَكُلا مِن جِيفةِ هَذَا الحِمَار.
فَقَالا: يَا نَبيّ اللهِ مَن يَأْكل هَذَا ؟ قَال: مَا نِلتُمَاهُ مِن عَرْضِ أَخِيكُمَا آنِفاً أَشَدُّ مِن أَكْلٍ مِنه .."
قَالَ أَبو الطيب فِيْ شَرحِهِ لَأَبِيْ دَواد : .." فَلَمَا نِلتُمَا مِن عَرضِ أَخِيكُمَا، قَالَ فِيْ القَامُوسِ : نَال مِن عَرضهِ .. سَبه ..
أَشدُّ مِن أَكلٍ مِِنه .. أَي مِنَ الحِمَار ..!
* مِن أَقْوَالِ السلفِ الصَالحْ فِيْ ذَمِّ الغيبة :
- يَقولُ الحَسْنُ البَصريْ: وَاللهِ للِغِيبَةِ أَسْرَعُ فِيْ دِينِ المُسلمِ مِن الأَكَلةِ فِي جَسَدِ ابنِ آدم ..
- قَالَ سُفيان بِن عيينة : الغِيبةُ أَشَدُّ مِنَ الدّين ، الدّين يُقْضَىْ ، وَالغِيبة لَا تُقضىْ ..
- وَقَالَ سُفيانُ الثَوريْ : إِيّاكَ وَالغِيبة ، إِيّاكَ وَالوقُوعُ فِيْ النَاسِ فَيهلك دينك ..
*بَوآعثْ آلغِيبَهْ
- ضَعف الوَرع وَالإِيمان يَجْعَلُ المَرء يَسْتَطِيلُ فِيْ أَعرَاضِ النَاس ..
- مُوَافَقَةُ الأَقْرَانِ وَالجُلَسَاءِ وَمُجَامَلَتُهم قَالَ اللهُ عَلىْ لِسَانِ أَهْلِ النَارِ .." وَكُنّا نَخَوُضُ مَعَ الخَائِضين .."
المدثر / 45
- حُب الدُنيا وَالحِرص عَلىْ السُؤودُ فِيهَا :
قَالَ الفُضيل بن عَياض : مَا مِن أَحَدٍ أَحَبَ الرِيَاسَةَ إِلّا حُسِدَ وَبُغِيْ وَتَتَبَعَ عُيوبَ النَاسِ وَكَرِهَ أَن يُذْكَرَ أَحَدٌ بِخير . .
- الهَزَلُ وَالمراح :
قَالَ ابنُ عَبْد البر: .." وَقَد كَرِهَ جَمَاعَةً مِنَ العُلَمَاءِ الخَوضَ فِيْ المُزَاحِ لِمَا فِيهِ مِن ذَميمِ العَاقِبَةِ وَمِنَ التَوَصُلَ إِلىْ الأَعْرَاض .."
وَسَلَامٌ عَلىْ المُرْسَلينْ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمينْ !
.....● ....● .....●