الشوق
2009-11-12, 09:34 PM
البعد والقرب
حينما تكون الأشياء بعيدة , تراها صغيرة , متناهية الصغر ,
وكلما اقتربنا منها , بدت لنا كبيرة نسبياً .
وإذا اقتربنا أكثر , فأكثر اتضح لنا حجمها .
فانزاحت عنا صعوبة معرفة الحجم الطبيعي لها .
وأصبحنا ندركها و ندرك تبعاتها , و حدود زواياها ,
وكل ما يمت لها بصلة , فبات من السهل التعامل معها ,
بدون قلق أو خوف وارتباك , أو تأنيب ضمير على تفريط
قد يبدر منا تجاه الأشياء , و منهم البشر !
فإذا كنا قريبين منهم أكثر أدركنا أن التفريط وقع في حق أناس يستحقونه ,
وما جاء من جهتهم نحونا من تصرف غير لائق قوبل بتفريط يناسب
تصرفهم فتنقشع غمامة تأنيب الضمير .
أجل .. الأشياء البعيدة عنا !!
الأشخاص البعيدون عنا !!
الأشخاص البعيدون عنهم !!
إعطاء رأي متعجل ظلم في حقهم .. وما يقع من تصرف من تصرف
أرعن في حقهم أيضاً يضاعف فداحة الظلم .
تقرأ لكاتب معين مقالة , وتفسرها على رأيك و مزاجك , وربما
لم ترض عنها فتعطي رأياً يوضح مدى أخلاقك ,
ويغيب عن ذهنك لحظتها أصالة مفردته , تميز فكرته وجهده
وجمال أسلوبه , ويتسيد في الذهن رأيك المتعجل , المتعجرف ضده ,
وربما لا يكون كذلك .
فالكاتب بعيد عنك بشخصيته , بفكره العام , بسلوكياته , بتوجهاته
بأخلاقه .. لم يظهر لك على السطح سوى خيط يشكل لك عصارة
جزء يسير من فكر سكبه في بوتقة مقاله , وبناء على هذه العصارة
المتناهية الصغر أصدرت حكماً على نيته في ذلك المقال ,
هل رجعت و أدركت أبعاد الكلمة الحقيقية ؟
طيب ماذا لو اقتربت منه .. وازددت قرباً ..
هل ستستمر متشبثاً برأيك تجاهه ؟
إذا فالأشياء عندما تكون بعيدة تُرى صغيرة ,
ولموقف متواضع تقزّم أو تفخم ..
فيرتكب الإنسان خطأ فادحاً ما لم يقترب منها أكثر فأكثر
ويعرف حينها إن كانت أهلاً للتقزيم أو التفخيم !
منقول
كتابياً بأناملي الحلوة
حينما تكون الأشياء بعيدة , تراها صغيرة , متناهية الصغر ,
وكلما اقتربنا منها , بدت لنا كبيرة نسبياً .
وإذا اقتربنا أكثر , فأكثر اتضح لنا حجمها .
فانزاحت عنا صعوبة معرفة الحجم الطبيعي لها .
وأصبحنا ندركها و ندرك تبعاتها , و حدود زواياها ,
وكل ما يمت لها بصلة , فبات من السهل التعامل معها ,
بدون قلق أو خوف وارتباك , أو تأنيب ضمير على تفريط
قد يبدر منا تجاه الأشياء , و منهم البشر !
فإذا كنا قريبين منهم أكثر أدركنا أن التفريط وقع في حق أناس يستحقونه ,
وما جاء من جهتهم نحونا من تصرف غير لائق قوبل بتفريط يناسب
تصرفهم فتنقشع غمامة تأنيب الضمير .
أجل .. الأشياء البعيدة عنا !!
الأشخاص البعيدون عنا !!
الأشخاص البعيدون عنهم !!
إعطاء رأي متعجل ظلم في حقهم .. وما يقع من تصرف من تصرف
أرعن في حقهم أيضاً يضاعف فداحة الظلم .
تقرأ لكاتب معين مقالة , وتفسرها على رأيك و مزاجك , وربما
لم ترض عنها فتعطي رأياً يوضح مدى أخلاقك ,
ويغيب عن ذهنك لحظتها أصالة مفردته , تميز فكرته وجهده
وجمال أسلوبه , ويتسيد في الذهن رأيك المتعجل , المتعجرف ضده ,
وربما لا يكون كذلك .
فالكاتب بعيد عنك بشخصيته , بفكره العام , بسلوكياته , بتوجهاته
بأخلاقه .. لم يظهر لك على السطح سوى خيط يشكل لك عصارة
جزء يسير من فكر سكبه في بوتقة مقاله , وبناء على هذه العصارة
المتناهية الصغر أصدرت حكماً على نيته في ذلك المقال ,
هل رجعت و أدركت أبعاد الكلمة الحقيقية ؟
طيب ماذا لو اقتربت منه .. وازددت قرباً ..
هل ستستمر متشبثاً برأيك تجاهه ؟
إذا فالأشياء عندما تكون بعيدة تُرى صغيرة ,
ولموقف متواضع تقزّم أو تفخم ..
فيرتكب الإنسان خطأ فادحاً ما لم يقترب منها أكثر فأكثر
ويعرف حينها إن كانت أهلاً للتقزيم أو التفخيم !
منقول
كتابياً بأناملي الحلوة