دفا قلبي
2009-10-06, 11:22 PM
الذكريات...
إهــــــــــــداء...
إلى التي طلبت ذات مكالمة أن أنثر شيئا من إبداعي ـ كما تزعم هنـــــــــــــا ـ
إلى التي أهديها شيئا من عبقي وشذاي... وكله لها...
إلى التي أخصها وحدها دون رجال العالمين... أو نسائه...
بكتاباتي... وشخبطاتي...
إلى التي تلاحق مداد قلمي كما يليق بنحلة ورحيق زهــــــــــــــرة...
إليها... وحدها... وأظنها تعرف نفسها جيدا...
أهدي هذا النص... ووحدها تعرف مناسبته ووقته...
ـ عفوا لا تظنوها شخصا... إنها مجموعة أشخاص... لهم وحدهم ينبض قلبي... بعد ربي... ـ
إلى عـــــــــــائلتي...
الذكريات حياة حرة مستعادة...
تقتحم عليك نفسك...
لا تصدها أبواب أو نوافذ...
ولا تدفعها أسوار أو جدران...
ولا تردها حصون أو قلاع...
تلح عليك بحضورها في أي وقت... وفي أي مكان...
في الصباح... في المساء... في الظهيـــــــرة... ليلا أو نهارا...
وتحتلك بكل عنفوان...
غير عابئة بأين ومتى وكيف...
تقرر أن تحضر إليك...
وأنت تفكر في الذهاب إلى النوم...
وأنت تتهيأ لإغماض عينيك... وأنت تهم لإغماض عينيك...
وأنت تهم للنهوض من سريرك...
وأنت تحلق ذقنك أمام المرآة...
وأنت تُفرّش أسنانك على عجل...
وأنت ترتشف قهوتك المُرة...
أو تدخن سيجارتك الأولى...
تداهمك الذكريات,,,
وأنت ترتدي ملابسك مطوقا بالمواعيد,,, أو كنت تسرح شعرك بعناية,,, وأنت ترش العطر على ثيابك...
أو تهم بالخروج...
إنها تقتحمك...
وأنت تهمس لزوجتك بكلمة عذبة... أو تضع يدك على رأس طفلك الأصغر مداعبا...
إنها ملحة تلك الذكريات...
تسكنك وأنت فرد وحيد... أو كنت في حشد...
إن كنت تتأمل البحر...
أو كنت تنزه طرفك في الأفق...
في حضرة الصحراء...
أو بين يديّ امرأة رائعة...
وأنت في عز هدوئك... أو في غمرة ارتباكك...
على منضدة العمـــــل... أو على مائدة الطعام...
تأتيك وأنت تهاتف صديقا... أو أنت تقؤع بأطراف أصابعك على حافة الكتب...
وأنت تقود سيارتك... أو تسير على قدميك...
أمام الإشارة,,, أو فوق الجسر,,,
في السفر والإقامة...
وأنت غاضب كعاصفة,,, أو هادئ كنسمة...
الذكريات تجلس في أعماق أعماقك ولا تبالي سواءً كنت تقرأ كتابا,,, أو كنت تشاهد فيلما,,, أو تحدّق في فراغ...
إن كنت في جلبة العائلة,,, وصخب الأطفال...
أو كنت في صمت عزلتك الزرقاء...
بين أسرارك القليلة... أو بين تأملاتك الوارفة...
تحت ظل شجرة قريبة... أو على رمل شاطئ بعيد...
بين أصدقائك النادرين.. أو أعدائك المحتملين...
إن كنت تسير في جنازة... أو كنت تحضر عرسا...
إن كنت تكتب نصا,,, أو تدندن لحنا...
في قاعة الدرس... أو على رصيف السائرين...
في ضجيج السوق,,, أو في هدوء مشفـــــــــى...
إنها تلح.... تلح... ولا تكترث...
تلك الذكريات...
حين تحضر... تحضر وجوه وأمكنة وأزمنة وروائح...
تحضر الذكريات...
فتحضر ضحكة... وقد تهطل دمعة...
قد يرتفع نحيب... وقد يسطع نشيد....
تحضر الذكريات...
فتنبت على شفتيك ابتسامة,,, وقد يتنزه في ريف عينيك طيف أو شبح...
تحضر الذكريات...
فتشم عطرا,,, أو رائحة كريهة...
تحضر...
فترفرف راية,,, أو تخفق أجنحة...
تحضر...
فيترامى أمامك سهل ناعم,,, أو واد سحيق...
تحضر...
فتلمع شمعة... أو يسطع قمر...
تحضر...
فتملأ رئيتيك بالغبار...
تحضر...
فيزدهر فيك الرقص... أو تقيم المراثي...
تحضر...
فتبصر حديقة,,, أو ترمق قبرا...
تحضر...
فيهطل نور... أو تهبط عُتمة...
تحضر الذكريات...
فيتسع ممر في القلب,,, أو يضيق شارع في الروح...
تحضر...
فتتلمس جسدك بنعومة مراهق,,, أو تحترق أطرافك كاحتراق الرغيف...
الذكريات لا تعود خائبة أبدا... وهي لا تخجل,,, ولا تعتذر...
صريحة هي.. ووقحة أيضا...
لا تضع المساحيق على وجهها,,, ولا تُحسن التبرج...
لا تعترف بالمواعيد,,, ولا تحفل بصالونات الضيافة...
لا تشترط عليك إقامة وليمة باذخة,,, احتفالا بمجيئها المهيب...
ولا تقترح عليك أن تنحر شياها على العتبة,,, أو تفرش الأرض وردا... والطرقات أقمارا...
فجائية هي وتمتلك حس المداهمة,,, ولها ولع بإتقان المباغتة...
قد تحرك في قلبك الأشجار,,, وقد تضرم الحرائق...
الذكريات أقوى من النسيان....
كلما أردت أن تنسى ابتكرت لك ذاكرة أخرى...
وإذا حاولت أن تتشاغل عنها,,, انتزعتك من مشاغلك عنــــــــــــــــوة...
ومهما حاولت أن تنجو من سطوتها,,,,
فإنك لن تستطيع....
لن تستطيع...
لن تستطيع...
***
دفـــــــــــا قلبي
كُتب هذا النص... يوم السبت الموافق 13/8/1424هـ
ذات جُدة..
إهــــــــــــداء...
إلى التي طلبت ذات مكالمة أن أنثر شيئا من إبداعي ـ كما تزعم هنـــــــــــــا ـ
إلى التي أهديها شيئا من عبقي وشذاي... وكله لها...
إلى التي أخصها وحدها دون رجال العالمين... أو نسائه...
بكتاباتي... وشخبطاتي...
إلى التي تلاحق مداد قلمي كما يليق بنحلة ورحيق زهــــــــــــــرة...
إليها... وحدها... وأظنها تعرف نفسها جيدا...
أهدي هذا النص... ووحدها تعرف مناسبته ووقته...
ـ عفوا لا تظنوها شخصا... إنها مجموعة أشخاص... لهم وحدهم ينبض قلبي... بعد ربي... ـ
إلى عـــــــــــائلتي...
الذكريات حياة حرة مستعادة...
تقتحم عليك نفسك...
لا تصدها أبواب أو نوافذ...
ولا تدفعها أسوار أو جدران...
ولا تردها حصون أو قلاع...
تلح عليك بحضورها في أي وقت... وفي أي مكان...
في الصباح... في المساء... في الظهيـــــــرة... ليلا أو نهارا...
وتحتلك بكل عنفوان...
غير عابئة بأين ومتى وكيف...
تقرر أن تحضر إليك...
وأنت تفكر في الذهاب إلى النوم...
وأنت تتهيأ لإغماض عينيك... وأنت تهم لإغماض عينيك...
وأنت تهم للنهوض من سريرك...
وأنت تحلق ذقنك أمام المرآة...
وأنت تُفرّش أسنانك على عجل...
وأنت ترتشف قهوتك المُرة...
أو تدخن سيجارتك الأولى...
تداهمك الذكريات,,,
وأنت ترتدي ملابسك مطوقا بالمواعيد,,, أو كنت تسرح شعرك بعناية,,, وأنت ترش العطر على ثيابك...
أو تهم بالخروج...
إنها تقتحمك...
وأنت تهمس لزوجتك بكلمة عذبة... أو تضع يدك على رأس طفلك الأصغر مداعبا...
إنها ملحة تلك الذكريات...
تسكنك وأنت فرد وحيد... أو كنت في حشد...
إن كنت تتأمل البحر...
أو كنت تنزه طرفك في الأفق...
في حضرة الصحراء...
أو بين يديّ امرأة رائعة...
وأنت في عز هدوئك... أو في غمرة ارتباكك...
على منضدة العمـــــل... أو على مائدة الطعام...
تأتيك وأنت تهاتف صديقا... أو أنت تقؤع بأطراف أصابعك على حافة الكتب...
وأنت تقود سيارتك... أو تسير على قدميك...
أمام الإشارة,,, أو فوق الجسر,,,
في السفر والإقامة...
وأنت غاضب كعاصفة,,, أو هادئ كنسمة...
الذكريات تجلس في أعماق أعماقك ولا تبالي سواءً كنت تقرأ كتابا,,, أو كنت تشاهد فيلما,,, أو تحدّق في فراغ...
إن كنت في جلبة العائلة,,, وصخب الأطفال...
أو كنت في صمت عزلتك الزرقاء...
بين أسرارك القليلة... أو بين تأملاتك الوارفة...
تحت ظل شجرة قريبة... أو على رمل شاطئ بعيد...
بين أصدقائك النادرين.. أو أعدائك المحتملين...
إن كنت تسير في جنازة... أو كنت تحضر عرسا...
إن كنت تكتب نصا,,, أو تدندن لحنا...
في قاعة الدرس... أو على رصيف السائرين...
في ضجيج السوق,,, أو في هدوء مشفـــــــــى...
إنها تلح.... تلح... ولا تكترث...
تلك الذكريات...
حين تحضر... تحضر وجوه وأمكنة وأزمنة وروائح...
تحضر الذكريات...
فتحضر ضحكة... وقد تهطل دمعة...
قد يرتفع نحيب... وقد يسطع نشيد....
تحضر الذكريات...
فتنبت على شفتيك ابتسامة,,, وقد يتنزه في ريف عينيك طيف أو شبح...
تحضر الذكريات...
فتشم عطرا,,, أو رائحة كريهة...
تحضر...
فترفرف راية,,, أو تخفق أجنحة...
تحضر...
فيترامى أمامك سهل ناعم,,, أو واد سحيق...
تحضر...
فتلمع شمعة... أو يسطع قمر...
تحضر...
فتملأ رئيتيك بالغبار...
تحضر...
فيزدهر فيك الرقص... أو تقيم المراثي...
تحضر...
فتبصر حديقة,,, أو ترمق قبرا...
تحضر...
فيهطل نور... أو تهبط عُتمة...
تحضر الذكريات...
فيتسع ممر في القلب,,, أو يضيق شارع في الروح...
تحضر...
فتتلمس جسدك بنعومة مراهق,,, أو تحترق أطرافك كاحتراق الرغيف...
الذكريات لا تعود خائبة أبدا... وهي لا تخجل,,, ولا تعتذر...
صريحة هي.. ووقحة أيضا...
لا تضع المساحيق على وجهها,,, ولا تُحسن التبرج...
لا تعترف بالمواعيد,,, ولا تحفل بصالونات الضيافة...
لا تشترط عليك إقامة وليمة باذخة,,, احتفالا بمجيئها المهيب...
ولا تقترح عليك أن تنحر شياها على العتبة,,, أو تفرش الأرض وردا... والطرقات أقمارا...
فجائية هي وتمتلك حس المداهمة,,, ولها ولع بإتقان المباغتة...
قد تحرك في قلبك الأشجار,,, وقد تضرم الحرائق...
الذكريات أقوى من النسيان....
كلما أردت أن تنسى ابتكرت لك ذاكرة أخرى...
وإذا حاولت أن تتشاغل عنها,,, انتزعتك من مشاغلك عنــــــــــــــــوة...
ومهما حاولت أن تنجو من سطوتها,,,,
فإنك لن تستطيع....
لن تستطيع...
لن تستطيع...
***
دفـــــــــــا قلبي
كُتب هذا النص... يوم السبت الموافق 13/8/1424هـ
ذات جُدة..