حلم العمر
2009-06-06, 03:12 AM
عدت إلى البيت بعد يوم طويل في المدرسة.... دخلت غرفتي والضيق يملئ صدري....
لماذا شعرك أسود... هذا ما سألني عنه صديقي....
نظرت إلى المرآه وغرفت في أفكاري.... أبي إدوار وأمي كلارا وأختاي أماندا وإيمي....
كانوا ذوو شعر أشقر.... حتى عمتي الوحيدة جوليا كانت شقراء الشعر.... لم يكن في عائلتي سواي أنا وأخي مايكل ذوو شعر أسود.... أسود كالليل....
استلقيت على سريري وقد مر بي موقف قديم.... لقد كنت جالسا بالقرب من رجل.... كان يقرأ لي كتابا....
نظرت إليه لكني لا أذكر ملامح وجهه.... فقد كان له شعر أسود كشعري....
أذكر أنا عمتي جوليا كانت تطعم طفلا.... لابد أنه أخي مايكل.... كنا جميعا سعداء....
فجأة رن الجرس فقام الرجال وفتح الباب.... القادم هو أبي.... دخل أبي وبدأ بضرب الرجل.... خافت عمتي وحاولت أن تمنع أبي بلا فائدة.... لقد كنت خائفا وأنا أرى الرجل يتألم....
كان مع أبي عمي ليونارد الذي توفي العام الماضي.... لقد اقترب عمي ليونارد وأمسك بعمتي وخرج معها.... نظرت إلى أبي وإلى الرجل.... لقد دفع والدي الرجل على الارض.... وبدأ بركله حتى سال الدم من أنفه وفمه....
دخل أبي إلى إحدى الغرف.... أما أنا فتوجهت إلى الرجل.... ابتسم وقال لي: لن أنساك يا ولدي... لن أنساك أبدا
دخل عمي ليونارد وحمل الطفل ومسك بيدي وسار بنا.... نظرت إلى الوراء.... فرأيت أبي وقد خرج من الغرفة وبيده حقيبة كبيرة.... وركل الرجل وخرجنا جميعا....
قطع أفكاري حين دخلت إيمي.... وقالت لي: إنه وقت الغداء نحن ننتظرك يا أليكس
خرجت معها ونسيت سبب ضيقي....
على طاولة الغداء كلنا مجتمعون.... إلا عمتي جوليا فهي دائما في غرفتها.... تناولت قطعت لحم.... يا إلهي طعمه سيئ....
فقلت: أي نوع من اللحوم هذا
أجابتني أمي: هذا لحم خنزير أنت تحبه يا عزيزي
نعم أنا أحبه ولكن لا أعرف لما طعمه سيئ الآن....
دخل روبرت ابن جيراننا كالعادة.... جلس قرب أختي أماندا.... بدأ يتبدلان أطراف الحديث.... بدأ روبرت يلامس شعرها الذهبي....
شعرت بالغضب لفعلته.... كيف له أن يلاطف أختي.... نظرت إليه بغضب فخاف مني وابعد يده عنها....
انهيت طعامي وخرجت لباحة المنزل.... جاء اصدقائي وجاءت معهم صديقتي.... اقتربت من صديقتي وقبلتها.... فأدركت وقاحتي....
اقترح أحد اصدقائي أن نذهب إلى السينما.... فذهبنا جميعا وإلى أماكن كثيرة... عدت إلى البيت في الساعة الحادية عشرة....
توجهت إلى الطابق العلوي.... نظرت إلى الباب إنه باب غرفة عمتي جوليا.... رأيت النور يخرج من عتبت الباب فطرقته....
سمحت لي بالدخول فوجدتها تقرأ كتابا.... وكانت ترتدي ملابس تستر كل جسدها إلا كفيها ووجهها....
سألتها: ماذا تقرئين
فقالت: أقرأ كتاب الله
وقلت: وما هو كتاب الله
فأجابتني: اسمعني يا خالد " وكأنها غيرت رأيها وقالت" أعني يا أليكس.... أخاف أن يأتي إدوارد الآن ويراك عندي.... ارجوك أخرج
خرجت من غرفتها والأسئلة تدور في نفسي....
صحوت من نومي وأنا أسمع صوت صراخ.... خرجت من غرفتي وذهبت إلى غرفة المعيشة....
يا إلهي إنه أبي يمسك بشعر عمتي وهي تتألم.... كانت تريد أن تخرج.... وهو يهددها بالقتل إن خرجت بلباسها المحتشم....
نظرت إليها وكأنها تطلب مني مساعدتها.... لا أعرف الشعور الذي تحرك داخلي.... اقتربت من والدي وابعدت يده عنها.... وهربت مع عمتي.... حاول اللحاق بنا لكنه لم يفلح....
لم أعرف المكان الذي وصلنا إليه.... نظرت إلى عمتي التي كانت تنظر حولها.... قلت لها: ماذا نفعل الآن.... لا مكان لنا ولا اصدقاء
قالت: لا تقلق الله معنا
لم أفهم ما تعنيه ولم اسألها....
توجهنا إلى أحد البيوت فخرج رجل.... بدأت عمتي تتكلم معه بلغة لم أفهمها.... نظر الرجل إلي فأقترب مني واحتضنني.... تكلم معي، لم أفهمه....
فقالت له عمتي بأني أجهل كل شي....
سمح لنا الرجل بالبقاء عنده.... وحينها عرفت من عمتي أنا هذا الرجل.... كان أحد زملاء الدراسة....
من الغد جلست مع عمتي وأنا اسألها عن حالها....
فهي دائما في غرفتها.... لا اصدقاء لها.... دائما تقرأ كتابا وتقول إنه كتاب الله.... نظرت إلي وابتسمت وقالت: سوف أخبرك بقصتي منذ البداية....
لقد كنت أدرس في الجامعة.... مع مجموعة من الشباب والفتيات من جنسيات متعددة....
التقيت بشاب عربي اعجبتني وسامته.... قررت التقرب منه فأصبحنا اصدقاء.... وحينما حاولت إغرائه تركني.... حاولت أن أعرف سبب رفضه لي.... لكني لم أفلح.... حتى جاء ذلك اليوم، ورأيت ذلك الشاب يتقدم لي.... أعطاني كتابا عن الإسلام.... وقال لي: إذا كنتِ ترغبين بمعرفة سبب رفضي لكِ.... فأقرئي هذا الكتاب....
أخذت الكتاب وقرأته وزاد شوقي لمعرفة الإسلام أكثر.... حتى أسلمت وما هي إلا أيام....
حتى تقدم هذا الشاب لخطبتي وتزوجت به.... وانجبت طفلين الأكبر أسمه خالد والثاني أسمه مالك.... أتعرف ماذا حدث
قلت بسرعة: ماذا حدث
فقالت: جاء إلي إخوتي إدوارد وليونارد.... بدا إدوارد بضرب زوجي.... وأخذني ليونارد إلى سيارته مع أولادي....
لم أكن أريد أن ابتعد عن أولادي.... ولذلك وافقت أن يأخذهم إدوارد كأبناء له.... وأن أعيش معهم بشرط ألا يعرفوا أني أمهم.... فغير إدوارد أسمائهم فأصبح خالد هو أليكس ومالك هو مايكل
قاطعت عمتي قائلا: كيف؟؟.... أنتي أمي
نظرت إلي وقالت: نعم يا خالد أنا أمك
قلت لها: وماذا عن أبي أين هو
فقالت: لم أعرف عنه شي من ذلك الوقت.... وارجوك أن تخبر أخيك مالك عن الأمر
وما هي إلا أيام وقد شرح الله صدري للإسلام بعد أن قرأت عنه.... وأصيبت أمي بمرض لا علاج له وغادرت الدنيا....
مضت الأيام وأنا أجهل مصير أخي مالك....
جاء لي صديق والدي.... اقترح أن أسافر إلى بلاد الحرمين.... حيث يعيش والدي....
تذكرت حياتي في بريطانيا ومواقفي.... وعرفت أن الدماء التي تجري في عروقي.... هي دماء عربية....
اليوم كنت ذاهبا إلى بيت والدي.... بعد أن عرفت عنوان بيته من صديقه.... عرفت أن اليوم هو يوم عيد المسلمين.... وارتديت أفضل ملابسي وشوقي لرؤية أبي يسبقني.... بيدي التي ترتجف قرعت الجرس....
فتح الباب أحد الشباب.... لغتي العربية لم تساعدني....
فأنا لا استطيع قول جملة واحدة.... لم يفهم الشاب كلامي فطلب مني " بلغة الإشارة " أن انتظر....
خرج لي رجل فنظرت إليه وعرفته.... فقد أعطاني صديق والدي صورة لأبي قبل أن أسافر.... لم استطع أن أتكلم فأحتضنني.... وبكينا اللقاء.... سألني عن حالي وعن حالي أخي.... لمحت في عينيه الحزن على حال أخي....
دخلت البيت فقال لي والدي هؤلاء هم أقاربي.... سلمت عليهم وجلست بالقرب من والدي.... وأنا أحاول أن أفهم لغتهم....
بعد أن غادر الجميع المنزل.... دخلت إمرأة ومعها فتاتين في الثانية عشر.... وفتى في الثامنة من العمر....
فقال لي أبي إن هؤلاء هم أختاي وأخي الصغير.... والمرأة هي زوجته.... كم سعدت بعودتي إلى أهلي....
بعد أيام بينما كنت جالسا مع والدي.... دق الجرس وقمت أنا وفتحته فإذا به أخي مالك.... احتضنني مالك وقال: أخيرا وجدتك يا خالد فقد بحثت عنك طويلا
قلت له: كيف عرفت مكاني
مالك: صديق والدي هو من أحضرني إلى هنا... هل هو هنا
ابتسمت وقلت له: بتأكيد
دخلنا وتقدم مالك لوالدي.... لكن والدي احتضنه وبعد دقائق سألت مالك عن سر قدومه إلينا فقال: خالد بعد أن هربت مع أمي.... أخبرني إدوارد عن أمي وأبي وقام بطردي من المنزل.... لم أعرف إلى أين أذهب.... فاستقبلتني عائلة مسلمة وعاملوني بإحسان....
وفي ذلك اليوم جاء صديق للعائلة وحينما رأني.... أخبرني بأنه يعرف أمي ويعرفك.... سألته عنكما وقد حزنت حينما عرفت بوفاة أمي.... ـ نظ إلى والدي وقال: سامحني يا والدي فلم يكن لي مكانا لأذهب إليه فقررت أن آتي إليك
وقف والدي وجلس بالقرب من مالك وقال: لا تقلق يا بني هذا بيتك... وستعيش فيه مدى الحياة
نظرت إلي أختي وقال: خالد... كيف عرفت أنك عربي
قلت لها: لم أكن لأعرفكم لولا شعري الأسود
لماذا شعرك أسود... هذا ما سألني عنه صديقي....
نظرت إلى المرآه وغرفت في أفكاري.... أبي إدوار وأمي كلارا وأختاي أماندا وإيمي....
كانوا ذوو شعر أشقر.... حتى عمتي الوحيدة جوليا كانت شقراء الشعر.... لم يكن في عائلتي سواي أنا وأخي مايكل ذوو شعر أسود.... أسود كالليل....
استلقيت على سريري وقد مر بي موقف قديم.... لقد كنت جالسا بالقرب من رجل.... كان يقرأ لي كتابا....
نظرت إليه لكني لا أذكر ملامح وجهه.... فقد كان له شعر أسود كشعري....
أذكر أنا عمتي جوليا كانت تطعم طفلا.... لابد أنه أخي مايكل.... كنا جميعا سعداء....
فجأة رن الجرس فقام الرجال وفتح الباب.... القادم هو أبي.... دخل أبي وبدأ بضرب الرجل.... خافت عمتي وحاولت أن تمنع أبي بلا فائدة.... لقد كنت خائفا وأنا أرى الرجل يتألم....
كان مع أبي عمي ليونارد الذي توفي العام الماضي.... لقد اقترب عمي ليونارد وأمسك بعمتي وخرج معها.... نظرت إلى أبي وإلى الرجل.... لقد دفع والدي الرجل على الارض.... وبدأ بركله حتى سال الدم من أنفه وفمه....
دخل أبي إلى إحدى الغرف.... أما أنا فتوجهت إلى الرجل.... ابتسم وقال لي: لن أنساك يا ولدي... لن أنساك أبدا
دخل عمي ليونارد وحمل الطفل ومسك بيدي وسار بنا.... نظرت إلى الوراء.... فرأيت أبي وقد خرج من الغرفة وبيده حقيبة كبيرة.... وركل الرجل وخرجنا جميعا....
قطع أفكاري حين دخلت إيمي.... وقالت لي: إنه وقت الغداء نحن ننتظرك يا أليكس
خرجت معها ونسيت سبب ضيقي....
على طاولة الغداء كلنا مجتمعون.... إلا عمتي جوليا فهي دائما في غرفتها.... تناولت قطعت لحم.... يا إلهي طعمه سيئ....
فقلت: أي نوع من اللحوم هذا
أجابتني أمي: هذا لحم خنزير أنت تحبه يا عزيزي
نعم أنا أحبه ولكن لا أعرف لما طعمه سيئ الآن....
دخل روبرت ابن جيراننا كالعادة.... جلس قرب أختي أماندا.... بدأ يتبدلان أطراف الحديث.... بدأ روبرت يلامس شعرها الذهبي....
شعرت بالغضب لفعلته.... كيف له أن يلاطف أختي.... نظرت إليه بغضب فخاف مني وابعد يده عنها....
انهيت طعامي وخرجت لباحة المنزل.... جاء اصدقائي وجاءت معهم صديقتي.... اقتربت من صديقتي وقبلتها.... فأدركت وقاحتي....
اقترح أحد اصدقائي أن نذهب إلى السينما.... فذهبنا جميعا وإلى أماكن كثيرة... عدت إلى البيت في الساعة الحادية عشرة....
توجهت إلى الطابق العلوي.... نظرت إلى الباب إنه باب غرفة عمتي جوليا.... رأيت النور يخرج من عتبت الباب فطرقته....
سمحت لي بالدخول فوجدتها تقرأ كتابا.... وكانت ترتدي ملابس تستر كل جسدها إلا كفيها ووجهها....
سألتها: ماذا تقرئين
فقالت: أقرأ كتاب الله
وقلت: وما هو كتاب الله
فأجابتني: اسمعني يا خالد " وكأنها غيرت رأيها وقالت" أعني يا أليكس.... أخاف أن يأتي إدوارد الآن ويراك عندي.... ارجوك أخرج
خرجت من غرفتها والأسئلة تدور في نفسي....
صحوت من نومي وأنا أسمع صوت صراخ.... خرجت من غرفتي وذهبت إلى غرفة المعيشة....
يا إلهي إنه أبي يمسك بشعر عمتي وهي تتألم.... كانت تريد أن تخرج.... وهو يهددها بالقتل إن خرجت بلباسها المحتشم....
نظرت إليها وكأنها تطلب مني مساعدتها.... لا أعرف الشعور الذي تحرك داخلي.... اقتربت من والدي وابعدت يده عنها.... وهربت مع عمتي.... حاول اللحاق بنا لكنه لم يفلح....
لم أعرف المكان الذي وصلنا إليه.... نظرت إلى عمتي التي كانت تنظر حولها.... قلت لها: ماذا نفعل الآن.... لا مكان لنا ولا اصدقاء
قالت: لا تقلق الله معنا
لم أفهم ما تعنيه ولم اسألها....
توجهنا إلى أحد البيوت فخرج رجل.... بدأت عمتي تتكلم معه بلغة لم أفهمها.... نظر الرجل إلي فأقترب مني واحتضنني.... تكلم معي، لم أفهمه....
فقالت له عمتي بأني أجهل كل شي....
سمح لنا الرجل بالبقاء عنده.... وحينها عرفت من عمتي أنا هذا الرجل.... كان أحد زملاء الدراسة....
من الغد جلست مع عمتي وأنا اسألها عن حالها....
فهي دائما في غرفتها.... لا اصدقاء لها.... دائما تقرأ كتابا وتقول إنه كتاب الله.... نظرت إلي وابتسمت وقالت: سوف أخبرك بقصتي منذ البداية....
لقد كنت أدرس في الجامعة.... مع مجموعة من الشباب والفتيات من جنسيات متعددة....
التقيت بشاب عربي اعجبتني وسامته.... قررت التقرب منه فأصبحنا اصدقاء.... وحينما حاولت إغرائه تركني.... حاولت أن أعرف سبب رفضه لي.... لكني لم أفلح.... حتى جاء ذلك اليوم، ورأيت ذلك الشاب يتقدم لي.... أعطاني كتابا عن الإسلام.... وقال لي: إذا كنتِ ترغبين بمعرفة سبب رفضي لكِ.... فأقرئي هذا الكتاب....
أخذت الكتاب وقرأته وزاد شوقي لمعرفة الإسلام أكثر.... حتى أسلمت وما هي إلا أيام....
حتى تقدم هذا الشاب لخطبتي وتزوجت به.... وانجبت طفلين الأكبر أسمه خالد والثاني أسمه مالك.... أتعرف ماذا حدث
قلت بسرعة: ماذا حدث
فقالت: جاء إلي إخوتي إدوارد وليونارد.... بدا إدوارد بضرب زوجي.... وأخذني ليونارد إلى سيارته مع أولادي....
لم أكن أريد أن ابتعد عن أولادي.... ولذلك وافقت أن يأخذهم إدوارد كأبناء له.... وأن أعيش معهم بشرط ألا يعرفوا أني أمهم.... فغير إدوارد أسمائهم فأصبح خالد هو أليكس ومالك هو مايكل
قاطعت عمتي قائلا: كيف؟؟.... أنتي أمي
نظرت إلي وقالت: نعم يا خالد أنا أمك
قلت لها: وماذا عن أبي أين هو
فقالت: لم أعرف عنه شي من ذلك الوقت.... وارجوك أن تخبر أخيك مالك عن الأمر
وما هي إلا أيام وقد شرح الله صدري للإسلام بعد أن قرأت عنه.... وأصيبت أمي بمرض لا علاج له وغادرت الدنيا....
مضت الأيام وأنا أجهل مصير أخي مالك....
جاء لي صديق والدي.... اقترح أن أسافر إلى بلاد الحرمين.... حيث يعيش والدي....
تذكرت حياتي في بريطانيا ومواقفي.... وعرفت أن الدماء التي تجري في عروقي.... هي دماء عربية....
اليوم كنت ذاهبا إلى بيت والدي.... بعد أن عرفت عنوان بيته من صديقه.... عرفت أن اليوم هو يوم عيد المسلمين.... وارتديت أفضل ملابسي وشوقي لرؤية أبي يسبقني.... بيدي التي ترتجف قرعت الجرس....
فتح الباب أحد الشباب.... لغتي العربية لم تساعدني....
فأنا لا استطيع قول جملة واحدة.... لم يفهم الشاب كلامي فطلب مني " بلغة الإشارة " أن انتظر....
خرج لي رجل فنظرت إليه وعرفته.... فقد أعطاني صديق والدي صورة لأبي قبل أن أسافر.... لم استطع أن أتكلم فأحتضنني.... وبكينا اللقاء.... سألني عن حالي وعن حالي أخي.... لمحت في عينيه الحزن على حال أخي....
دخلت البيت فقال لي والدي هؤلاء هم أقاربي.... سلمت عليهم وجلست بالقرب من والدي.... وأنا أحاول أن أفهم لغتهم....
بعد أن غادر الجميع المنزل.... دخلت إمرأة ومعها فتاتين في الثانية عشر.... وفتى في الثامنة من العمر....
فقال لي أبي إن هؤلاء هم أختاي وأخي الصغير.... والمرأة هي زوجته.... كم سعدت بعودتي إلى أهلي....
بعد أيام بينما كنت جالسا مع والدي.... دق الجرس وقمت أنا وفتحته فإذا به أخي مالك.... احتضنني مالك وقال: أخيرا وجدتك يا خالد فقد بحثت عنك طويلا
قلت له: كيف عرفت مكاني
مالك: صديق والدي هو من أحضرني إلى هنا... هل هو هنا
ابتسمت وقلت له: بتأكيد
دخلنا وتقدم مالك لوالدي.... لكن والدي احتضنه وبعد دقائق سألت مالك عن سر قدومه إلينا فقال: خالد بعد أن هربت مع أمي.... أخبرني إدوارد عن أمي وأبي وقام بطردي من المنزل.... لم أعرف إلى أين أذهب.... فاستقبلتني عائلة مسلمة وعاملوني بإحسان....
وفي ذلك اليوم جاء صديق للعائلة وحينما رأني.... أخبرني بأنه يعرف أمي ويعرفك.... سألته عنكما وقد حزنت حينما عرفت بوفاة أمي.... ـ نظ إلى والدي وقال: سامحني يا والدي فلم يكن لي مكانا لأذهب إليه فقررت أن آتي إليك
وقف والدي وجلس بالقرب من مالك وقال: لا تقلق يا بني هذا بيتك... وستعيش فيه مدى الحياة
نظرت إلي أختي وقال: خالد... كيف عرفت أنك عربي
قلت لها: لم أكن لأعرفكم لولا شعري الأسود