الصقر الجارح
2014-12-10, 07:20 PM
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
العلاقة بين بني البشر تقوم على أساس الثقة التي تربط بينهم رباطا متينا ومتى ما انفصمت عرى هذه الثقة فإن العلاقة بينهم تتحول إلى عداوة وقطيعة لا ينفع معها إصلاح وقيمة الإنسان بين الناس الذين يعيشون حوله تتوقف بالضرورة على قدر الثقة التي يحظى بها عندهم وكلما ازدادت ثقة الناس به إلا وازدادت علاقتهم به متانة وازدادوا به تعلقا لهذا كانت الثقة أغلى كنز في حياة البشر ولا يمكن للثقة أن توجد مع وجود آفة الكذب لأنها تنسفها نسفا وهي دمار شامل لها والكذب بفتح الكاف وكسر الدال المعجمة أو الكذب بكسر الكاف وتسكين الدال المعجمة نقيض الصدق وهو تعمد الإخبار بخلاف الواقع مع العلم بذلك وسبق الإصرار ويسمى ممارس الكذب كاذبا وإذا بالغ في الكذب نعت بصيغ المبالغة التالية : ذاب كذبة بضم الكاف وفتح الدال المعجمة وتكذاب بكسر التاء والكاف ومكذبان ومكذبانة بفتح الميم وتسكين الكاف وكذوب وكذبان بفتح وكسر الكاف وتسكين الدال المعجمة وكيذبان بفتح الكاف وتسكين الياء وضم الدال المعجمة وتنعت النفس بالكذوب لأنها تمني الإنسان بالأمور التي لا يبلغها سعيه ويقال كذبت العين إذا أخطأت وأرت صاحبها ما لا حقيقة له ويقال أكذب الإنسان نفسه إذا اعترف بالكذب وأكذب غيره إذا وجده كاذبا أو حمله على الكذب وتكاذب القوم إذا كذب بعضهم على بعض فهم كاذبون وكذبة وكذاب بضم الكاف وفتح الدال المعجمة وتضعيفها وكذب بضم الكاف وفتح الدال المعجمة وتضعيفها ويقال للنساء كاذبات وكواذب والذي يحمل الناس على التكاذب أمور شتى نذكر منها الحقد والكراهية والحسد والأنانية وحب الذات والخوف وفقدان الأمان والخجل والمباهاة والضعف والعجز والشعور بالدونية والمبالغة والكبرياء والغرور وحب الظهور والاستعطاف والخداع والغدر والمصلحة الخاصة والطمع والتهديد والوعيد والظلم والتنافس وآفات أخرى لهذا عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيزني المؤمن قال : نعم أيسرق قال: نعم أيكذب قال: لا يكذب لأن وراء آفة الكذب آفات كثيرة فإذا كذب المؤمن لم يصح إيمانه ولا أمانة لمن لا إيمان له وآفة الكذب تشمل جميع شرائح المجتمعات البشرية وتمارس بشكل فردي وبشكل جماعي وتمارس بطرق شتى حسب دوافعها مما مر بنا من آفات فقد يكذب الساسة والكبراء بدافع الكبرياء والأنانية والمباهاة والظلم وقد يكذب الرعايا ضعفا وخوفا من الساسة وتملقا لهم وقد يكذب الأبناء على الآباء خوفا منهم أو استدرارا لعطفهم وقد تكذب الزيجات على أزواجهن خوفا بسبب فقدان الأمان أو مكرا وخديعة وقد يكذب الإنسان على نفسه من أجل مواجهة الفشل حتى لأنه يضحك عندما يفشل وضحك محض كذب لتبرير الفشل لأن الضحك علامة الفرح ولا يعقل أن يضحك الإنسان وهو فاشل وإنما يضحك كذبا من أجل التمويه على مرارة شعوره بالفشل وقد يكذب الإنسان بسبب خجله من وضعية يشفق على نفسه منها وقد يشعر الإنسان بالدونية فيضطر إلى الكذب من أجل التخلص من هذا الشعور ويرغب في إثارة انتباه غيره ويحب الظهور وهو مغمور بكذبه وقد تكون عادة الإنسان المبالغة في نقل الخبر أو وصف الواقع فيوقعه ذلك في الكذب إذ الفرق بين المبالغة والكذب أن المبالغة عبارة عن زيادة في وصف شيء موجود خلاف الكذب الذي هو اختلاق شيء لا وجود له أصلا وإذا كان لا عذر لممارس آفة الكذب مهما كانت دوافع كذبه فإن بعض الكذب أهون من بعض فالذي يكذب خوفا أو خجلا أو ضعفا أو عجزا أو فشلا أهون من الذي يكذب مكرا وخداعا وحقدا وحسدا وكراهية ومقتا وشر الكذب الذي يؤذي الغير علما بأن أول متضرر بالكذب هو الكاذب نفسه لأن كذبه يكون عليه أولا قبل غيره والماكر والمخادع والحاقد والحاسد يكذب بدافع المكر والخديعة والحقد والحسد وهو يتعمد إلحاق الضرر المباشر بمن يمكر به أو يخدعه أو يكرهه أو يحقد عليه أو يحسده ولقد عرفت البشرية عبر تاريخها الطويل ضحايا كثر بسبب آفة الكذب التي كان وراءها الحقد والكراهية وكم من عظيم كان ضحية آفة الكذب وتبين بعد أن لحقه الأذى الكبير أنه كان بريئا ولهذا حرم الإسلام الكذب ووصفه بنعوت مشينة كالزور والبهتان ذلك أن الزور تزيين للكذب والبهتان عبارة عن فتراء عظيم يصيب من يرمى به بالحيرة والدهشة فيبهت وأكثر خلق الله اشتغالا بالكذب الرواة الذين يتناقلون الأخبار وهم الإعلاميون في عصرنا والذين يمارسون آفة الكذب لأسباب عدة مدارها منافع لهم مادية أو معنوية ومن المألوف في مجال الإعلام شغف الإعلاميين بغرائب الأخبار التي تثير الدهشة لدى جماهير المتلقين لهذا يجدون ضالتهم غالبا في الافتراء والبهتان ويكذب بعضهم بعضا ولا تكاد أخبارهم تنتشر بكرة حتى تزول مع زوال الشمس لأنها محض أكاذيب أو محض مكذبات وعاقبة الكذب مهما كانت الجهة التي تمارسه هي فقدان الناس الثقة بها وهي خسارة لا تعوض أبدا ومن الصعب أن يسترد فاقد الثقة ما فقد مصداقا لقول الصادق المصدوق : ما يزال العبد يصدق حتى يكتب عند الله صديقا وما يزال العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابا ومن كتب عند الله كذابا فقد كنز الثقة الثمين الذي لا عوض له
آفة الكذب دمار شامل لكنز الثقة الثمين الذي لا عوض له
العلاقة بين بني البشر تقوم على أساس الثقة التي تربط بينهم رباطا متينا ومتى ما انفصمت عرى هذه الثقة فإن العلاقة بينهم تتحول إلى عداوة وقطيعة لا ينفع معها إصلاح وقيمة الإنسان بين الناس الذين يعيشون حوله تتوقف بالضرورة على قدر الثقة التي يحظى بها عندهم وكلما ازدادت ثقة الناس به إلا وازدادت علاقتهم به متانة وازدادوا به تعلقا لهذا كانت الثقة أغلى كنز في حياة البشر ولا يمكن للثقة أن توجد مع وجود آفة الكذب لأنها تنسفها نسفا وهي دمار شامل لها والكذب بفتح الكاف وكسر الدال المعجمة أو الكذب بكسر الكاف وتسكين الدال المعجمة نقيض الصدق وهو تعمد الإخبار بخلاف الواقع مع العلم بذلك وسبق الإصرار ويسمى ممارس الكذب كاذبا وإذا بالغ في الكذب نعت بصيغ المبالغة التالية : ذاب كذبة بضم الكاف وفتح الدال المعجمة وتكذاب بكسر التاء والكاف ومكذبان ومكذبانة بفتح الميم وتسكين الكاف وكذوب وكذبان بفتح وكسر الكاف وتسكين الدال المعجمة وكيذبان بفتح الكاف وتسكين الياء وضم الدال المعجمة وتنعت النفس بالكذوب لأنها تمني الإنسان بالأمور التي لا يبلغها سعيه ويقال كذبت العين إذا أخطأت وأرت صاحبها ما لا حقيقة له ويقال أكذب الإنسان نفسه إذا اعترف بالكذب وأكذب غيره إذا وجده كاذبا أو حمله على الكذب وتكاذب القوم إذا كذب بعضهم على بعض فهم كاذبون وكذبة وكذاب بضم الكاف وفتح الدال المعجمة وتضعيفها وكذب بضم الكاف وفتح الدال المعجمة وتضعيفها ويقال للنساء كاذبات وكواذب والذي يحمل الناس على التكاذب أمور شتى نذكر منها الحقد والكراهية والحسد والأنانية وحب الذات والخوف وفقدان الأمان والخجل والمباهاة والضعف والعجز والشعور بالدونية والمبالغة والكبرياء والغرور وحب الظهور والاستعطاف والخداع والغدر والمصلحة الخاصة والطمع والتهديد والوعيد والظلم والتنافس وآفات أخرى لهذا عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيزني المؤمن قال : نعم أيسرق قال: نعم أيكذب قال: لا يكذب لأن وراء آفة الكذب آفات كثيرة فإذا كذب المؤمن لم يصح إيمانه ولا أمانة لمن لا إيمان له وآفة الكذب تشمل جميع شرائح المجتمعات البشرية وتمارس بشكل فردي وبشكل جماعي وتمارس بطرق شتى حسب دوافعها مما مر بنا من آفات فقد يكذب الساسة والكبراء بدافع الكبرياء والأنانية والمباهاة والظلم وقد يكذب الرعايا ضعفا وخوفا من الساسة وتملقا لهم وقد يكذب الأبناء على الآباء خوفا منهم أو استدرارا لعطفهم وقد تكذب الزيجات على أزواجهن خوفا بسبب فقدان الأمان أو مكرا وخديعة وقد يكذب الإنسان على نفسه من أجل مواجهة الفشل حتى لأنه يضحك عندما يفشل وضحك محض كذب لتبرير الفشل لأن الضحك علامة الفرح ولا يعقل أن يضحك الإنسان وهو فاشل وإنما يضحك كذبا من أجل التمويه على مرارة شعوره بالفشل وقد يكذب الإنسان بسبب خجله من وضعية يشفق على نفسه منها وقد يشعر الإنسان بالدونية فيضطر إلى الكذب من أجل التخلص من هذا الشعور ويرغب في إثارة انتباه غيره ويحب الظهور وهو مغمور بكذبه وقد تكون عادة الإنسان المبالغة في نقل الخبر أو وصف الواقع فيوقعه ذلك في الكذب إذ الفرق بين المبالغة والكذب أن المبالغة عبارة عن زيادة في وصف شيء موجود خلاف الكذب الذي هو اختلاق شيء لا وجود له أصلا وإذا كان لا عذر لممارس آفة الكذب مهما كانت دوافع كذبه فإن بعض الكذب أهون من بعض فالذي يكذب خوفا أو خجلا أو ضعفا أو عجزا أو فشلا أهون من الذي يكذب مكرا وخداعا وحقدا وحسدا وكراهية ومقتا وشر الكذب الذي يؤذي الغير علما بأن أول متضرر بالكذب هو الكاذب نفسه لأن كذبه يكون عليه أولا قبل غيره والماكر والمخادع والحاقد والحاسد يكذب بدافع المكر والخديعة والحقد والحسد وهو يتعمد إلحاق الضرر المباشر بمن يمكر به أو يخدعه أو يكرهه أو يحقد عليه أو يحسده ولقد عرفت البشرية عبر تاريخها الطويل ضحايا كثر بسبب آفة الكذب التي كان وراءها الحقد والكراهية وكم من عظيم كان ضحية آفة الكذب وتبين بعد أن لحقه الأذى الكبير أنه كان بريئا ولهذا حرم الإسلام الكذب ووصفه بنعوت مشينة كالزور والبهتان ذلك أن الزور تزيين للكذب والبهتان عبارة عن فتراء عظيم يصيب من يرمى به بالحيرة والدهشة فيبهت وأكثر خلق الله اشتغالا بالكذب الرواة الذين يتناقلون الأخبار وهم الإعلاميون في عصرنا والذين يمارسون آفة الكذب لأسباب عدة مدارها منافع لهم مادية أو معنوية ومن المألوف في مجال الإعلام شغف الإعلاميين بغرائب الأخبار التي تثير الدهشة لدى جماهير المتلقين لهذا يجدون ضالتهم غالبا في الافتراء والبهتان ويكذب بعضهم بعضا ولا تكاد أخبارهم تنتشر بكرة حتى تزول مع زوال الشمس لأنها محض أكاذيب أو محض مكذبات وعاقبة الكذب مهما كانت الجهة التي تمارسه هي فقدان الناس الثقة بها وهي خسارة لا تعوض أبدا ومن الصعب أن يسترد فاقد الثقة ما فقد مصداقا لقول الصادق المصدوق : ما يزال العبد يصدق حتى يكتب عند الله صديقا وما يزال العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابا ومن كتب عند الله كذابا فقد كنز الثقة الثمين الذي لا عوض له
آفة الكذب دمار شامل لكنز الثقة الثمين الذي لا عوض له