رهينة الشوق
2012-05-10, 07:54 AM
للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم حقوق على أمته وهي كثيرة ، منها :
الإيمان الصادق به صلى الله عليه وسلم قولًا وفعلًا وتصديقه في كل ما جاء به صلى الله عليه وسلم ،
ووجوب طاعته والحذر من معصيته صلى الله عليه وسلم ،
ووجوب التحاكم إليه والرضى بحكمه ،
وإنزاله منزلته صلى الله عليه وسلم بلا غلوٍّ ولا تقصير ،
واتباعه واتخاذه قدوة وأسوة في جميع الأمور ، ومحبته أكثر من النفس ، والأهل والمال والولد والناس جميعًا ،
واحترامه وتوقيره ونصر دينه والذب عن سنته صلى الله عليه وسلم ،
والصلاة عليه ؛
لقوله صلى الله عليه وسلم :
( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه . خلق آدم ، وفيه النفخة ،
وفيه الصعقة ، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليَّ ،
فقال رجل . يا رسول الله! كيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟
يعني بليت . قال : إن الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) .
•
•
وإليك هذه الحقوق بالتفصيل والإيجاز على النحو الآتي :
1 - الإيمان الصادق به صلى الله عليه وسلم وتصديقه فيما أتى به :
قال تعالى : ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) ،
(فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ،
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ،
( وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا) ،
وقال صلى الله عليه وسلم : (أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويُؤمنوا بي وبما جئت به) .
والإيمان به صلى الله عليه وسلم هو تصديق نبوته ، وأن الله أرسله للجن والإنس ، وتصديقه في جميع ما جاء به وقاله ،
ومطابقة تصديق القلب بذلك شهادة اللسان ، بأنه رسول الله ، فإذا اجتمع التصديق به بالقلب والنطق بالشهادة باللسان
ثم تطبيق ذلك العمل بما جاء به تمَّ الإيمان به صلى الله عليه وسلم .
•
•
2 - وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم والحذر من معصيته :
فإذا وجب الإيمان به وتصديقه فيما جاء به وجبت طاعته ؛ لأن ذلك مما أتى به ،
قال تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ) ،
( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ،
( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ) ،
( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ،
( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) ،
( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) ، ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله)
وعنه رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل الناس يدخل الجنة إلا من أبى ، قالوا : يا رسول الله! ومن يأبى ؟
قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجُعِلَ رزقي تحت ظلِّ رمحي ،
وجُعِلَ الذِّلُّ والصَّغارُ على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ) .
•
•
3 - اتباعه صلى الله عليه وسلم واتخاذه قدوة في جميع الأمور والاقتداء بهديه :
قال تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ،
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) ،
وقال تعالى : ( وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) فيجب السير على هديه والتزام سنته والحذر من مخالفته ،
قال صلى الله عليه وسلم : ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .
•
•
4 - محبته صلى الله عليه وسلم أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين :
قال الله تعالى : ( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) ، وعن أنس رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) .
وقد ثبت في الحديث أن من ثواب محبته الاجتماع معه في الجنة ،
( وذلك عندما سأله رجل عن الساعة فقال : "ما أعددت لها" ؟ قال: يا رسول الله ما أعددت لها كبير صيام ،
ولا صلاة ، ولا صدقة ، ولكني أحب الله ورسوله . قال : "فأنت مع من أحببت" .
قال أنس : فما فرحنا بعد الإسلام فرحًا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم :
"فأنك مع من أحببت" ، فأنا أحب الله ورسوله ، وأبا بكر ، وعمر ، فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم " .
ولما " قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا رسول الله لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
"لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك" ،
فقال له عمر فإنه الآن والله لأنت أحب إليَّ من نفسي
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "الآن يا عمر " )
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قومًا ولم يلحق بهم ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المرء مع من أحب") .
وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمد رسولًا ) .
وقال صلى الله عليه وسلم :
( ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد بِهِنَّ حلاوة الإيمان : من كان اللهُ ورسولهُ أَحبَّ إليه مما سواهما ، وأن يُحِبَّ المرء لا يُحِبُّه إلا لله ،
وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) .
ولاشك أن من وفَّقه الله تعالى لذلك ذاق طعم الإيمان ووجد حلاوته ،
فيستلذ الطاعة ويتحمل المشاق في رضى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ،
ولا يسلك إلا ما يوافق شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ؛
لأنه رضي به رسولًا ، وأحبه ،
ومن أحبه من قلبه صدقًا أطاعه صلى الله عليه وسلم ؛
ولهذا قال القائل :
تعصـي الإلـه وأنت تُظْهر حُبَّهُ
هذا لعمري في القياسِ بديعُ لـو كـان حُـبَّكَ صادقًـا لأطعتـه
إن المُحـبَّ لمـن يُحِـبُّ مُطيعُ
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله :
شرطُ المحبةِ أن توافِقَ مَنْ تحبَّ
علـــــى محبَّتـــــه بلا عصيـــــان فإذا ادَّعيتَ له المحبةَ مع خلافِكَ
مــــا يُحــــبُّ فــــأنت ذو بُهتــــانِ أتحــبُّ أعــداء الحــبيب وتــدَّعي
حُبًّـــا لـــه مـــا ذاك فــي إمكــان وكــــذا تُعـــادي جَـــاهدًا أَحبَابَـــهُ
أيــن المحبَّــةُ يــا أخـا الشـيطانِ
ولا شك أن العبد إذا أحب الله ورسوله ، فإنه يحبُّ ما يحبه الله ورسولُه ؛ لأن من أحبَّ أحدًا أحب من يحبه ؛
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"من أحبَّ لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومَنَعَ لله ، فقد استكمل الإيمان" .
وعلامات محبته صلى الله عليه وسلم تظهر في الاقتداء به صلى الله عليه وسلم ، واتباع سنته ،
وامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ، والتأدب بآدابه ،
في الشدة والرخاء ، وفي العسر واليسر ، ولا شك أن من أحب شيئًا آثره ، وآثر موافقته ، وإلا لم يكن صادقًا في حبه ويكون مدَّعِيًا .
قال الله تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
ويقال لهذه الآية آية المحنة ؛ لأن الله امتحن بها العباد ، فعلامة المحبة لله تعالى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والابتعاد عما نهى عنه .
ولا شك أن من علامات محبته . النصيحة له ؛
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة، قلنا لمن ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم )
والنصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم :
التصديق بنبوته ، وطاعته فيما أمر به ، واجتناب ما نهى عنه ،
ومُؤازرته ، ونصرته وحمايته حيًا وميتًا ، وإحياء سنته والعمل بها وتعلمها ، وتعليمها والذب عنها ، ونشرها ،
والتخلق بأخلاقه الكريمة ، وآدابه الجميلة .
الإيمان الصادق به صلى الله عليه وسلم قولًا وفعلًا وتصديقه في كل ما جاء به صلى الله عليه وسلم ،
ووجوب طاعته والحذر من معصيته صلى الله عليه وسلم ،
ووجوب التحاكم إليه والرضى بحكمه ،
وإنزاله منزلته صلى الله عليه وسلم بلا غلوٍّ ولا تقصير ،
واتباعه واتخاذه قدوة وأسوة في جميع الأمور ، ومحبته أكثر من النفس ، والأهل والمال والولد والناس جميعًا ،
واحترامه وتوقيره ونصر دينه والذب عن سنته صلى الله عليه وسلم ،
والصلاة عليه ؛
لقوله صلى الله عليه وسلم :
( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه . خلق آدم ، وفيه النفخة ،
وفيه الصعقة ، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليَّ ،
فقال رجل . يا رسول الله! كيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟
يعني بليت . قال : إن الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) .
•
•
وإليك هذه الحقوق بالتفصيل والإيجاز على النحو الآتي :
1 - الإيمان الصادق به صلى الله عليه وسلم وتصديقه فيما أتى به :
قال تعالى : ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) ،
(فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ،
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ،
( وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا) ،
وقال صلى الله عليه وسلم : (أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويُؤمنوا بي وبما جئت به) .
والإيمان به صلى الله عليه وسلم هو تصديق نبوته ، وأن الله أرسله للجن والإنس ، وتصديقه في جميع ما جاء به وقاله ،
ومطابقة تصديق القلب بذلك شهادة اللسان ، بأنه رسول الله ، فإذا اجتمع التصديق به بالقلب والنطق بالشهادة باللسان
ثم تطبيق ذلك العمل بما جاء به تمَّ الإيمان به صلى الله عليه وسلم .
•
•
2 - وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم والحذر من معصيته :
فإذا وجب الإيمان به وتصديقه فيما جاء به وجبت طاعته ؛ لأن ذلك مما أتى به ،
قال تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ) ،
( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ،
( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ) ،
( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ،
( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) ،
( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) ، ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله)
وعنه رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل الناس يدخل الجنة إلا من أبى ، قالوا : يا رسول الله! ومن يأبى ؟
قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجُعِلَ رزقي تحت ظلِّ رمحي ،
وجُعِلَ الذِّلُّ والصَّغارُ على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ) .
•
•
3 - اتباعه صلى الله عليه وسلم واتخاذه قدوة في جميع الأمور والاقتداء بهديه :
قال تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ،
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) ،
وقال تعالى : ( وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) فيجب السير على هديه والتزام سنته والحذر من مخالفته ،
قال صلى الله عليه وسلم : ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .
•
•
4 - محبته صلى الله عليه وسلم أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين :
قال الله تعالى : ( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) ، وعن أنس رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) .
وقد ثبت في الحديث أن من ثواب محبته الاجتماع معه في الجنة ،
( وذلك عندما سأله رجل عن الساعة فقال : "ما أعددت لها" ؟ قال: يا رسول الله ما أعددت لها كبير صيام ،
ولا صلاة ، ولا صدقة ، ولكني أحب الله ورسوله . قال : "فأنت مع من أحببت" .
قال أنس : فما فرحنا بعد الإسلام فرحًا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم :
"فأنك مع من أحببت" ، فأنا أحب الله ورسوله ، وأبا بكر ، وعمر ، فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم " .
ولما " قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا رسول الله لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
"لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك" ،
فقال له عمر فإنه الآن والله لأنت أحب إليَّ من نفسي
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "الآن يا عمر " )
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قومًا ولم يلحق بهم ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المرء مع من أحب") .
وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمد رسولًا ) .
وقال صلى الله عليه وسلم :
( ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد بِهِنَّ حلاوة الإيمان : من كان اللهُ ورسولهُ أَحبَّ إليه مما سواهما ، وأن يُحِبَّ المرء لا يُحِبُّه إلا لله ،
وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) .
ولاشك أن من وفَّقه الله تعالى لذلك ذاق طعم الإيمان ووجد حلاوته ،
فيستلذ الطاعة ويتحمل المشاق في رضى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ،
ولا يسلك إلا ما يوافق شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ؛
لأنه رضي به رسولًا ، وأحبه ،
ومن أحبه من قلبه صدقًا أطاعه صلى الله عليه وسلم ؛
ولهذا قال القائل :
تعصـي الإلـه وأنت تُظْهر حُبَّهُ
هذا لعمري في القياسِ بديعُ لـو كـان حُـبَّكَ صادقًـا لأطعتـه
إن المُحـبَّ لمـن يُحِـبُّ مُطيعُ
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله :
شرطُ المحبةِ أن توافِقَ مَنْ تحبَّ
علـــــى محبَّتـــــه بلا عصيـــــان فإذا ادَّعيتَ له المحبةَ مع خلافِكَ
مــــا يُحــــبُّ فــــأنت ذو بُهتــــانِ أتحــبُّ أعــداء الحــبيب وتــدَّعي
حُبًّـــا لـــه مـــا ذاك فــي إمكــان وكــــذا تُعـــادي جَـــاهدًا أَحبَابَـــهُ
أيــن المحبَّــةُ يــا أخـا الشـيطانِ
ولا شك أن العبد إذا أحب الله ورسوله ، فإنه يحبُّ ما يحبه الله ورسولُه ؛ لأن من أحبَّ أحدًا أحب من يحبه ؛
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"من أحبَّ لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومَنَعَ لله ، فقد استكمل الإيمان" .
وعلامات محبته صلى الله عليه وسلم تظهر في الاقتداء به صلى الله عليه وسلم ، واتباع سنته ،
وامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ، والتأدب بآدابه ،
في الشدة والرخاء ، وفي العسر واليسر ، ولا شك أن من أحب شيئًا آثره ، وآثر موافقته ، وإلا لم يكن صادقًا في حبه ويكون مدَّعِيًا .
قال الله تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
ويقال لهذه الآية آية المحنة ؛ لأن الله امتحن بها العباد ، فعلامة المحبة لله تعالى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والابتعاد عما نهى عنه .
ولا شك أن من علامات محبته . النصيحة له ؛
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة، قلنا لمن ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم )
والنصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم :
التصديق بنبوته ، وطاعته فيما أمر به ، واجتناب ما نهى عنه ،
ومُؤازرته ، ونصرته وحمايته حيًا وميتًا ، وإحياء سنته والعمل بها وتعلمها ، وتعليمها والذب عنها ، ونشرها ،
والتخلق بأخلاقه الكريمة ، وآدابه الجميلة .