إفهموني
2011-12-31, 03:49 AM
تركي السديري: نواميس مضارب الشيخ مفوز تعبث بالرياضة السعودية وحان وقت إحالتها للتقاعد..وتحديد سقف اللاعبين مثل (مهور الزواج)
حاوره: سلطان الحارثي ([فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات])
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
نادرا جدا ما يظهر في قنوات فضائية أو غيرها في مختلف وسائل الإعلام، رغم خبرته الكبيرة وقوة وجرأة طرحه المدجج بالعلم والمعرفة.. ونجاعته في تناول القضايا، وهو أيضا مقل في مقالاته النقدية التي تكون دفعة واحدة عن عدة قضايا أو يتعمق في قضية واحدة ويكون الصدى واسعا وموجعا ومفرحا ..ومشعا في وجه المستقبل..
وبدورنا في (قووول أون لاين) طرقنا باب الأستاذ الكبير وعملاق الإعلام المخضرم تركي الناصر السديري الكاتب في جريدة الجزيرة (حاليا)، ليتحدث بعمق عن أهم ما يدور في رياضتنا التي لا تتوقف قضاياها وضوضاها ووطوطتها عند حد معين.
وكعادة الأستاذ العملاق تركي الناصر السديري قال وكفى وأوفى وأمطر وتوغل في العمق بصراحته المعهودة.
*ما تفسيرك لما يحدث للكرة السعودية بشكل عام؟
ـ لن تستطيع منع طيور الهم من التحليق فوق رأسك ...لكنك تستطيع منعها عن التعشيش فوق شعرك !..لذلك، ولسان حال من هو مثلي عندما يتأمل أحلامه وكرة بلاده..لن يتردد من تذكر الحكمة التي تقول: كنت غاضبا لأنني لا أملك حذاء..حتى التقيت رجلا فاقد الساقين وراضيا بقدره...!..، يا صديقى : أزهار المستقبل هي بذور اليوم ..ألديك حقل للكرة..تأمله وتكتشف التفسير و الفلاح البليد...
*هناك انخفاض في مستوى وأداء كل الاتحادات, برأيك ما الأسباب التي أدت لهذا الانخفاض؟
غياب الاستراتيجية الرياضية ..أهدافا، وبرامج، وآليات..وكفاءات. وسنظل كذلك..بلا استراتيجية..ولا هم يحزنون! .فقط نمارس مزيدا من هدر الجهد و المال ..والوقت . أتدري لماذا يحدث كل ذلك؟...إنه نتيجة..غياب (العلمية الرياضية ) فكرا ومنهجا ووسائل ..تدير و تهندس الرياضة السعودية.
*هل ما حدث للاعبي المنتخب السعودي لكرة السلة في الدورة الأولمبية الخليجية وخسارتهم بسبب عدم جلب الزي المطلوب, وما حدث للمنتخب السعودي لرفع الأثقال باستبعادهم من المشاركة العالمية, تعد أخطاء بشرية تنطوي تحت الطبيعية؟
ـ يا أخى ..من يعادى {العلمية }..تشرشحه أميته وإدارته الأمور بنواميس (فهلوة الفراسة). ما يحدث لا يحدث إلا في رياضة مضارب الشيخ مفوز..!.
*دعنا نتحدث عن كرة القدم وهي الأكثر شعبية واهتماما, ما رأيك في المنتخب السعودي خلال السنوات الماضية؟
ـ قلنا ، و نكرر : الذي لا استراتيجية رياضية لديه..لا يدرى ماذا يريد..! ، هل تدري أن اليابان ـ مثلا ـ لديهم استراتيجية مبرمجة لمدة 50 عاما .. تحدد خطواتهم و تمعير وتقّوم تنفيذها، حددوا أن يحققوا كأس آسيا خلال 10 أعوام ..ففعلوا ، وحددوا متى يصلون ويلعبون في كأس العالم للناشئين والشباب و المونديال ..فنجحوا في ذلك ، وهدفهم الاستراتيجى الأقصى..أن يحققوا كأس العالم 2050 ..!
*نحن تراجعنا للوراء كثيرا, هل من أسباب جوهرية خلف هذا التراجع؟
ـ من يستعجل كثيرا ..يتعثر ، و من يفعل ذلك هو من لا يعترف بالعلم وسيلة و أداة و كفاءة للعمل و تحقيق الإنجاز .
*هناك من يتهم اللاعبين وأنهم متخاذلون, وهناك من يوقع مسؤولية تراجعنا على سوء الإدارة والتخطيط, مع أي طرف تقف؟
ـ و هذه الأقوال والمنطقيات تؤكد اجتياح الأمية الرياضية و هيمنتها على معظم التراب الرياضى ! إنها منطقيات تغيب المسبب الأول و الأخير: غياب العلمية الرياضية ..وسيلة و أداة وبرامج وكفاءات...و فكر يدير و يخطط ويقّيم . مسكينة ..الرياضة السعودية فنواميس مضارب الشيخ مفوز الرياضية ..تعبث بحالها و أحوالها..
*هل بالإمكان أن نحكم على عمل فرانك رايكارد بعد أن مر عليه كمدرب رسمي للمنتخب السعودي 5 مباريات؟
ـ رايكارد مدرب قدير..جاء في الوقت الضائع .ويطلب أن يهز عصا موسى ، لا أن ينفذ برنامجا يفترض أن يكون محددا سلفا ، من خلال استراتيجية معلومة و موجودة أصلا..! ولأن ذلك ليس له وجود ..ولا هم يحزنون، علينا أن نظل منتظرين ..معجزة عصا رايكارد ..ومن بعد ريكارد..!.
*خرجت مؤخرا أصوات عدد من مسئولي الأندية مطالبين بوضع سقف أعلى لعقود اللاعبين, هل تتفق مع هذا التوجه؟
- أخشى أن تكون حكاية تحديد سقف أعلى لعقود اللاعبين .. شبيهة بحكاية تحديد مهور الزواج.
يا صاحبي ... تحديد سقف أعلى لرواتب اللاعبين غير معقول ، لكونه غير ممكن التحقق . بالإضافة إلى كونه خرقاً لحقوق اللاعبين، ونطحاً لمبادئ اقتصاديات السوق . من حق الأندية أن تتكتل وأن تحدد من جانبها سقف للعروض، ولكن ليس من حقها ( فرض ) وصاية و (تقرير) أمر واقع .. وجعله قانوناً رسمياً.
سأفضي لنقطة هامة، وهي أنني مع حق تكتل الأندية لتحقيق مصالحها وحفظ حقوقها في كل الجوانب . لذا .. أدعوها لتأسيس رابطة للأندية المحترفة تدافع عن حقوقها وترعى مصالحها وفي ذلك قوة لها . وفي ذلك أيضا تحقيق لواقع جديد لمنظومة الكرة السعودية .. حيث تتعدد منابرها وهيئاتها وتنظيماتها المستقلة والتي تشكل ما يمكن أن نطلق عليه ( هيئات المجتمع المدني الرياض)
وفي هذا السياق .. أدعو اللاعبين لتأسيس رابطة لهم تدافع عن مصالحهم وحقوقهم ، وكذلك الأمر بالنسبة للمشجعين والمستهلكين الرياضيين الذين عليهم تأسيس رابطة أو جمعية لحقوق المستهلك الرياضي ، ونفس الأمر بالنسبة للحكام والمدربين والإعلاميين ..وكل تكوينات المجتمع الرياضي عليها أن تؤسس منابرها وجمعياتها الحقوقية والمصلحية ، ففي ذلك تأسيس حقيق للمنظومة الرياضية المنتمية لرياضة العولمة المعاصرة .. طبعاً هذا الواقع لا يقبله حراس الرياضة التقليدية المتوارثة .. وتجار الرأسمالية المتوحشة.
أدعو إلى حكاية تحديد مبالغ عقود اللاعبين وأرى أن الإشكالية ليست في المبالغة وما أدراك ما المبالغة . إنما القصة كلها تحتاج إلى عملية (ترتيب) و (تنظيم) إجرائي ، توجب إيجاد (لجنة تنظيم انتقالات اللاعبين) تابعة للجنة الاحتراف .. تحاكي الإجراءات المتبعة في سوق المال .. تنظم وتشرف وتراقب عروض الانتقالات ، بحيث تحدد فترة محدده يتقدم فيها اللاعب الراغب بالانتقال بتحديد المبلغ المقابل لانتقاله ويلتزم به .. وفي ذلك تفاصيل تنظيمية لا يسمح الحيز في التطرق إليها وسأتناولها في مقالة قادمة في جريدة الجزيرة إن شاء الله ، توضح الفكرة والآلية.
*ألا ترى بأن عقود اللاعبين أرهقت الأندية ؟
- طالما أنها لا تزال أندية غير مستقلة ، وممنوعة من الخصخصة ، ولا تزال أندية حكومية .. ستظل مرهقة .. ومحرقة.
*هل أسعار عقود اللاعبين الحالية تتوافق مع ما يقدمونه من مستوى سواء مع المنتخب السعودي أو مع أنديتهم؟
- دع مسألة الأسعار لحركة السوق وآليات العرض والطلب لتحديد السعر . لا يجب التدخل التعسفي النفوذجي في ذلك ، لأن معنى ذلك الإجهاز على روح الاقتصاد الحر .
*ما رأيك في مستوى الدوري السعودي ؟
- لديه مقومات ومبررات أن يكون – فعلاً – أهم دوري في الشرق الأوسط . لكن إدارته بعقلية زمن الدهام .. تفوت عليه تحقيق ذلك .
*يقال بأن تنافس وسيطرة الهلال والاتحاد على الدوري السعودي دون غيرهما من الفرق أضر بالكرة السعودية، هل هذا صحيح وفق النظرة الفنية؟
- منطقية ساذجة .الهلال والاتحاد والشباب والأهلي والاتفاق هي الأندية الكبيرة.. والتنافس بينها متداول. الآن التنافس بين الهلال والشباب وبالأمس بين الهلال والاتحاد وغداً بين اثنين أو خمسة من الأندية الكبيرة ..... لذلك فإن من اهم سمات التنافس الكروي في المملكة أنه ( متداول ) وليس تنافساً ( دهرياً) بين قطبين دائمين كما هو في مصر بين الأهلي والزمالك منذ عشرات السنين. لكن يبقى ( الهلال) أكبر أندية السعودية قطباً ثابتاً .... ألا تلاحظ ذلك؟!
*خلال السنوات الأخيرة تم استقطاب عدد من اللاعبين الأجانب المعروفين بمبالغ هائلة . هل هذا يساعد على رفع مستوى الدوري السعودي؟
- تأكيداً وجود اللاعبين المتميزين بمستوياتهم العالية يضيف للدوري السعودي، لكن المهم ليس (مبلغ ) اللاعب إنما ( مستوى) اللاعب.. ومدى العطاء الذي يقدمه.
*ما رأيك في اللاعبين الأجانب بشكل عام؟
كثير منهم ...... لا لزوم لهم.
*في الآونة الأخيرة حدث عزوف جماهيري كبير .لم تعزو الأسباب؟
- طالما أن الأمية الرياضية هي من يدير المسابقة الكروية.. سيستمر الأمر على ما هو عليه .يا صاحبي .. المسابقات الرياضية في المجتمعات المتحضرة تعتمد في تنظيمها على علم وكفاءة ومنظومة إدارية وتسويقية وبرامج وآليات تجعل من المسابقة الكروية ذات نكهة مغرية على المتابعة والمشاهدة وخلق بيئة جاذبة للمشجع ومحفزة للحضور الجماهيري الكفيل باحتشاد ملاعب الكرة..لكن لازالت مباريات الكرة في (ملاعب جبر الخواطر) تدار بطريقة زمان الدهام وفراسته..
* مارأيك فى الإعلام السعودي خاصة بعد التوسع الكبير سواء الفضائي أو الالكتروني أو حتى الصحف الورقية الجديدة و هناك تويتر والفيس بوك؟
ـ تعددت الوسائل.. لا أكثر, وذلك بفضل الثورة التقنية ، مما أتاح فرصة حضور المشاركة الجماهيرية دون وصاية وسائط الإعلام التقليدي المحتكر والموجة و ذو الصوت الوحيد..والواحد.
لكن إشكالية الإعلام الرياضى السعودي أنه مغيب للعلم الإعلامي ، وخلو فضاءات الرأي من فكر رياضي..ينتج الأفكار و يستخدم الوسائط ويعين على تحقيق واقع و نهضة رياضية أفضل..
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
*الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب في الآونة الأخيرة اصطدم مع الإعلام وتحدث عنهم من خلال 3 منابر و خلال فترة زمنية قصيرة, هل توافق الرئيس العام في نظرته للإعلام ؟
ـ لا أوافق الرئيس العام ...على طول الخط. فالإعلام الساذج هو منتج الوعاء الراكد و التقليدي و المعادى للعلمية و نشوء فكر رياضي ناضج. فيما يبدو أن الأمير محبط ومرتبك جدا مما آلت إليه أوضاع الرياضة في حقبة الربيع العربي.
*هل الإعلام السعودي إعلام أندية ؟
- قصدك الإعلام الرياضي السعودي . ولكن مع الأسف لا يوجد - أساسا - إعلام رياضي سعودي . كل ما هناك برنامج إذاعي بليد، وبرامج رياضية ينتجها مشجعون بمسمى قناة رياضية، وصفحات للكرة . الإعلام ... يا صديقي ، لكي يكون مستحقا لمسمى الإعلام لابد أن يكون (منظومة) ممتلكة لأركانها ومعاييرها ووسائلها ومناهجها .. ، أما غير ذلك فهو صفحات ورق ، وبرامج صوت وصورة وطبول وأبواق وضجيج .. إنها (شبيهة بإذاعة طامي) .. المسمى لا يتوافق مع المضمون والشروط العلمية والمهنية لصفة ومهمة الإذاعة. أي أن ما أسميته بالإعلام الرياضي هو في الحقيقة (إعلام طامي) لتشجيع الأندية ونشر الأمية والقبائلية الكروية .
*ما الخطط والاستراتيجيات التي ينبغي أن تسير عليها الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لتعود الكرة السعودية لسابق مجدها ؟
- أولا وأخيرا ، ولكي يكون لدينا إستراتيجية رياضية (وليس فقط في مجال الكرة) تقودنا لتحقيق أحلامنا الوطنية والمجتمعية الرياضة ، واختصاراً للجهد والوقت ومواكبة للتطور والمعاصر ... لا مفر من إعادة رسم (خارطة الرياضة السعودية) من خلال إحالة رئاسة رعاية الشباب .. للتقاعد ، وتأسيس (المؤسسة العامة للرياضة) تهندس واقعا جديدا للرياضة السعودية مستجيبا لمتغيرات وتطورات التنمية السعودية ، والمجتمع السعودي ، والرياضة العولمية .. .يا صاحبي .. وطننا الطاهر مملوء بالكفاءات المتخصصة بعلوم الرياضة القادرين متى ما منحوا الثقة والفرصة من تسجيل ملحمة نهضوية رياضية سعودية عارمة .. تنتج رياضة تنافسية على مستوى العالم.
أكرر دعوتي لإقامة (حوار وطني رياضي) .. أدعو الجهات ذات العلاقة بإنجازه ، وأسأل (الحوار الوطني) الذي تناول معظم شجون وأمور المجتمع السعودي .. لماذا ( مطنش ) المسألة والشأن (الرياضي) .. وتجاهله اختيار (الرياضة السعودية) كأحد محاور الحوار الوطني .. يا ترى من يقف ويحول دون ذلك .. من لديه شجاعة الإجابة!!
*نشكرك أستاذ تركي ونتمنى أن تتجدد القاءات..
- شكرا لكم .
حاوره: سلطان الحارثي ([فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات])
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
نادرا جدا ما يظهر في قنوات فضائية أو غيرها في مختلف وسائل الإعلام، رغم خبرته الكبيرة وقوة وجرأة طرحه المدجج بالعلم والمعرفة.. ونجاعته في تناول القضايا، وهو أيضا مقل في مقالاته النقدية التي تكون دفعة واحدة عن عدة قضايا أو يتعمق في قضية واحدة ويكون الصدى واسعا وموجعا ومفرحا ..ومشعا في وجه المستقبل..
وبدورنا في (قووول أون لاين) طرقنا باب الأستاذ الكبير وعملاق الإعلام المخضرم تركي الناصر السديري الكاتب في جريدة الجزيرة (حاليا)، ليتحدث بعمق عن أهم ما يدور في رياضتنا التي لا تتوقف قضاياها وضوضاها ووطوطتها عند حد معين.
وكعادة الأستاذ العملاق تركي الناصر السديري قال وكفى وأوفى وأمطر وتوغل في العمق بصراحته المعهودة.
*ما تفسيرك لما يحدث للكرة السعودية بشكل عام؟
ـ لن تستطيع منع طيور الهم من التحليق فوق رأسك ...لكنك تستطيع منعها عن التعشيش فوق شعرك !..لذلك، ولسان حال من هو مثلي عندما يتأمل أحلامه وكرة بلاده..لن يتردد من تذكر الحكمة التي تقول: كنت غاضبا لأنني لا أملك حذاء..حتى التقيت رجلا فاقد الساقين وراضيا بقدره...!..، يا صديقى : أزهار المستقبل هي بذور اليوم ..ألديك حقل للكرة..تأمله وتكتشف التفسير و الفلاح البليد...
*هناك انخفاض في مستوى وأداء كل الاتحادات, برأيك ما الأسباب التي أدت لهذا الانخفاض؟
غياب الاستراتيجية الرياضية ..أهدافا، وبرامج، وآليات..وكفاءات. وسنظل كذلك..بلا استراتيجية..ولا هم يحزنون! .فقط نمارس مزيدا من هدر الجهد و المال ..والوقت . أتدري لماذا يحدث كل ذلك؟...إنه نتيجة..غياب (العلمية الرياضية ) فكرا ومنهجا ووسائل ..تدير و تهندس الرياضة السعودية.
*هل ما حدث للاعبي المنتخب السعودي لكرة السلة في الدورة الأولمبية الخليجية وخسارتهم بسبب عدم جلب الزي المطلوب, وما حدث للمنتخب السعودي لرفع الأثقال باستبعادهم من المشاركة العالمية, تعد أخطاء بشرية تنطوي تحت الطبيعية؟
ـ يا أخى ..من يعادى {العلمية }..تشرشحه أميته وإدارته الأمور بنواميس (فهلوة الفراسة). ما يحدث لا يحدث إلا في رياضة مضارب الشيخ مفوز..!.
*دعنا نتحدث عن كرة القدم وهي الأكثر شعبية واهتماما, ما رأيك في المنتخب السعودي خلال السنوات الماضية؟
ـ قلنا ، و نكرر : الذي لا استراتيجية رياضية لديه..لا يدرى ماذا يريد..! ، هل تدري أن اليابان ـ مثلا ـ لديهم استراتيجية مبرمجة لمدة 50 عاما .. تحدد خطواتهم و تمعير وتقّوم تنفيذها، حددوا أن يحققوا كأس آسيا خلال 10 أعوام ..ففعلوا ، وحددوا متى يصلون ويلعبون في كأس العالم للناشئين والشباب و المونديال ..فنجحوا في ذلك ، وهدفهم الاستراتيجى الأقصى..أن يحققوا كأس العالم 2050 ..!
*نحن تراجعنا للوراء كثيرا, هل من أسباب جوهرية خلف هذا التراجع؟
ـ من يستعجل كثيرا ..يتعثر ، و من يفعل ذلك هو من لا يعترف بالعلم وسيلة و أداة و كفاءة للعمل و تحقيق الإنجاز .
*هناك من يتهم اللاعبين وأنهم متخاذلون, وهناك من يوقع مسؤولية تراجعنا على سوء الإدارة والتخطيط, مع أي طرف تقف؟
ـ و هذه الأقوال والمنطقيات تؤكد اجتياح الأمية الرياضية و هيمنتها على معظم التراب الرياضى ! إنها منطقيات تغيب المسبب الأول و الأخير: غياب العلمية الرياضية ..وسيلة و أداة وبرامج وكفاءات...و فكر يدير و يخطط ويقّيم . مسكينة ..الرياضة السعودية فنواميس مضارب الشيخ مفوز الرياضية ..تعبث بحالها و أحوالها..
*هل بالإمكان أن نحكم على عمل فرانك رايكارد بعد أن مر عليه كمدرب رسمي للمنتخب السعودي 5 مباريات؟
ـ رايكارد مدرب قدير..جاء في الوقت الضائع .ويطلب أن يهز عصا موسى ، لا أن ينفذ برنامجا يفترض أن يكون محددا سلفا ، من خلال استراتيجية معلومة و موجودة أصلا..! ولأن ذلك ليس له وجود ..ولا هم يحزنون، علينا أن نظل منتظرين ..معجزة عصا رايكارد ..ومن بعد ريكارد..!.
*خرجت مؤخرا أصوات عدد من مسئولي الأندية مطالبين بوضع سقف أعلى لعقود اللاعبين, هل تتفق مع هذا التوجه؟
- أخشى أن تكون حكاية تحديد سقف أعلى لعقود اللاعبين .. شبيهة بحكاية تحديد مهور الزواج.
يا صاحبي ... تحديد سقف أعلى لرواتب اللاعبين غير معقول ، لكونه غير ممكن التحقق . بالإضافة إلى كونه خرقاً لحقوق اللاعبين، ونطحاً لمبادئ اقتصاديات السوق . من حق الأندية أن تتكتل وأن تحدد من جانبها سقف للعروض، ولكن ليس من حقها ( فرض ) وصاية و (تقرير) أمر واقع .. وجعله قانوناً رسمياً.
سأفضي لنقطة هامة، وهي أنني مع حق تكتل الأندية لتحقيق مصالحها وحفظ حقوقها في كل الجوانب . لذا .. أدعوها لتأسيس رابطة للأندية المحترفة تدافع عن حقوقها وترعى مصالحها وفي ذلك قوة لها . وفي ذلك أيضا تحقيق لواقع جديد لمنظومة الكرة السعودية .. حيث تتعدد منابرها وهيئاتها وتنظيماتها المستقلة والتي تشكل ما يمكن أن نطلق عليه ( هيئات المجتمع المدني الرياض)
وفي هذا السياق .. أدعو اللاعبين لتأسيس رابطة لهم تدافع عن مصالحهم وحقوقهم ، وكذلك الأمر بالنسبة للمشجعين والمستهلكين الرياضيين الذين عليهم تأسيس رابطة أو جمعية لحقوق المستهلك الرياضي ، ونفس الأمر بالنسبة للحكام والمدربين والإعلاميين ..وكل تكوينات المجتمع الرياضي عليها أن تؤسس منابرها وجمعياتها الحقوقية والمصلحية ، ففي ذلك تأسيس حقيق للمنظومة الرياضية المنتمية لرياضة العولمة المعاصرة .. طبعاً هذا الواقع لا يقبله حراس الرياضة التقليدية المتوارثة .. وتجار الرأسمالية المتوحشة.
أدعو إلى حكاية تحديد مبالغ عقود اللاعبين وأرى أن الإشكالية ليست في المبالغة وما أدراك ما المبالغة . إنما القصة كلها تحتاج إلى عملية (ترتيب) و (تنظيم) إجرائي ، توجب إيجاد (لجنة تنظيم انتقالات اللاعبين) تابعة للجنة الاحتراف .. تحاكي الإجراءات المتبعة في سوق المال .. تنظم وتشرف وتراقب عروض الانتقالات ، بحيث تحدد فترة محدده يتقدم فيها اللاعب الراغب بالانتقال بتحديد المبلغ المقابل لانتقاله ويلتزم به .. وفي ذلك تفاصيل تنظيمية لا يسمح الحيز في التطرق إليها وسأتناولها في مقالة قادمة في جريدة الجزيرة إن شاء الله ، توضح الفكرة والآلية.
*ألا ترى بأن عقود اللاعبين أرهقت الأندية ؟
- طالما أنها لا تزال أندية غير مستقلة ، وممنوعة من الخصخصة ، ولا تزال أندية حكومية .. ستظل مرهقة .. ومحرقة.
*هل أسعار عقود اللاعبين الحالية تتوافق مع ما يقدمونه من مستوى سواء مع المنتخب السعودي أو مع أنديتهم؟
- دع مسألة الأسعار لحركة السوق وآليات العرض والطلب لتحديد السعر . لا يجب التدخل التعسفي النفوذجي في ذلك ، لأن معنى ذلك الإجهاز على روح الاقتصاد الحر .
*ما رأيك في مستوى الدوري السعودي ؟
- لديه مقومات ومبررات أن يكون – فعلاً – أهم دوري في الشرق الأوسط . لكن إدارته بعقلية زمن الدهام .. تفوت عليه تحقيق ذلك .
*يقال بأن تنافس وسيطرة الهلال والاتحاد على الدوري السعودي دون غيرهما من الفرق أضر بالكرة السعودية، هل هذا صحيح وفق النظرة الفنية؟
- منطقية ساذجة .الهلال والاتحاد والشباب والأهلي والاتفاق هي الأندية الكبيرة.. والتنافس بينها متداول. الآن التنافس بين الهلال والشباب وبالأمس بين الهلال والاتحاد وغداً بين اثنين أو خمسة من الأندية الكبيرة ..... لذلك فإن من اهم سمات التنافس الكروي في المملكة أنه ( متداول ) وليس تنافساً ( دهرياً) بين قطبين دائمين كما هو في مصر بين الأهلي والزمالك منذ عشرات السنين. لكن يبقى ( الهلال) أكبر أندية السعودية قطباً ثابتاً .... ألا تلاحظ ذلك؟!
*خلال السنوات الأخيرة تم استقطاب عدد من اللاعبين الأجانب المعروفين بمبالغ هائلة . هل هذا يساعد على رفع مستوى الدوري السعودي؟
- تأكيداً وجود اللاعبين المتميزين بمستوياتهم العالية يضيف للدوري السعودي، لكن المهم ليس (مبلغ ) اللاعب إنما ( مستوى) اللاعب.. ومدى العطاء الذي يقدمه.
*ما رأيك في اللاعبين الأجانب بشكل عام؟
كثير منهم ...... لا لزوم لهم.
*في الآونة الأخيرة حدث عزوف جماهيري كبير .لم تعزو الأسباب؟
- طالما أن الأمية الرياضية هي من يدير المسابقة الكروية.. سيستمر الأمر على ما هو عليه .يا صاحبي .. المسابقات الرياضية في المجتمعات المتحضرة تعتمد في تنظيمها على علم وكفاءة ومنظومة إدارية وتسويقية وبرامج وآليات تجعل من المسابقة الكروية ذات نكهة مغرية على المتابعة والمشاهدة وخلق بيئة جاذبة للمشجع ومحفزة للحضور الجماهيري الكفيل باحتشاد ملاعب الكرة..لكن لازالت مباريات الكرة في (ملاعب جبر الخواطر) تدار بطريقة زمان الدهام وفراسته..
* مارأيك فى الإعلام السعودي خاصة بعد التوسع الكبير سواء الفضائي أو الالكتروني أو حتى الصحف الورقية الجديدة و هناك تويتر والفيس بوك؟
ـ تعددت الوسائل.. لا أكثر, وذلك بفضل الثورة التقنية ، مما أتاح فرصة حضور المشاركة الجماهيرية دون وصاية وسائط الإعلام التقليدي المحتكر والموجة و ذو الصوت الوحيد..والواحد.
لكن إشكالية الإعلام الرياضى السعودي أنه مغيب للعلم الإعلامي ، وخلو فضاءات الرأي من فكر رياضي..ينتج الأفكار و يستخدم الوسائط ويعين على تحقيق واقع و نهضة رياضية أفضل..
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
*الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب في الآونة الأخيرة اصطدم مع الإعلام وتحدث عنهم من خلال 3 منابر و خلال فترة زمنية قصيرة, هل توافق الرئيس العام في نظرته للإعلام ؟
ـ لا أوافق الرئيس العام ...على طول الخط. فالإعلام الساذج هو منتج الوعاء الراكد و التقليدي و المعادى للعلمية و نشوء فكر رياضي ناضج. فيما يبدو أن الأمير محبط ومرتبك جدا مما آلت إليه أوضاع الرياضة في حقبة الربيع العربي.
*هل الإعلام السعودي إعلام أندية ؟
- قصدك الإعلام الرياضي السعودي . ولكن مع الأسف لا يوجد - أساسا - إعلام رياضي سعودي . كل ما هناك برنامج إذاعي بليد، وبرامج رياضية ينتجها مشجعون بمسمى قناة رياضية، وصفحات للكرة . الإعلام ... يا صديقي ، لكي يكون مستحقا لمسمى الإعلام لابد أن يكون (منظومة) ممتلكة لأركانها ومعاييرها ووسائلها ومناهجها .. ، أما غير ذلك فهو صفحات ورق ، وبرامج صوت وصورة وطبول وأبواق وضجيج .. إنها (شبيهة بإذاعة طامي) .. المسمى لا يتوافق مع المضمون والشروط العلمية والمهنية لصفة ومهمة الإذاعة. أي أن ما أسميته بالإعلام الرياضي هو في الحقيقة (إعلام طامي) لتشجيع الأندية ونشر الأمية والقبائلية الكروية .
*ما الخطط والاستراتيجيات التي ينبغي أن تسير عليها الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لتعود الكرة السعودية لسابق مجدها ؟
- أولا وأخيرا ، ولكي يكون لدينا إستراتيجية رياضية (وليس فقط في مجال الكرة) تقودنا لتحقيق أحلامنا الوطنية والمجتمعية الرياضة ، واختصاراً للجهد والوقت ومواكبة للتطور والمعاصر ... لا مفر من إعادة رسم (خارطة الرياضة السعودية) من خلال إحالة رئاسة رعاية الشباب .. للتقاعد ، وتأسيس (المؤسسة العامة للرياضة) تهندس واقعا جديدا للرياضة السعودية مستجيبا لمتغيرات وتطورات التنمية السعودية ، والمجتمع السعودي ، والرياضة العولمية .. .يا صاحبي .. وطننا الطاهر مملوء بالكفاءات المتخصصة بعلوم الرياضة القادرين متى ما منحوا الثقة والفرصة من تسجيل ملحمة نهضوية رياضية سعودية عارمة .. تنتج رياضة تنافسية على مستوى العالم.
أكرر دعوتي لإقامة (حوار وطني رياضي) .. أدعو الجهات ذات العلاقة بإنجازه ، وأسأل (الحوار الوطني) الذي تناول معظم شجون وأمور المجتمع السعودي .. لماذا ( مطنش ) المسألة والشأن (الرياضي) .. وتجاهله اختيار (الرياضة السعودية) كأحد محاور الحوار الوطني .. يا ترى من يقف ويحول دون ذلك .. من لديه شجاعة الإجابة!!
*نشكرك أستاذ تركي ونتمنى أن تتجدد القاءات..
- شكرا لكم .