كيان الحزن
2010-11-29, 10:46 AM
هـذه القصه قررت أن أطرحها بين أيديكم .. و هي إحدى القصص التي كتبتها .. .. اردت وضعها بين أيديكم .. لأخذ أرائكم و إنتقاداتكم ...
لأنكم بالقلب سكنتم .. و بالروح إستقررتم ..
بــسـم الــلــه الــرحــمــن الــرحــيــم
بعد صلاة الفجر جلست على سجادتي التي أصبحت هي الوحيده التي تتحملني و تحمل كاهل حزني ....
هللت و سبحت و كبرت .... و أتممت جميع الاذكــار ...
بعدها نظرت مع نافذة غرفتي الصغيرة .. غرفتي التي إمتلات من إبتساماتي الحزينه .. إمتلأت من عبراتي الدافئه في وقت الشتاء .....
كل بسمة تتلوها عبرة .... إبتسمت للذكرى و بكيت لصاحب الذكرى ....
صاحب الذكرى ذاك الشخص الذي إمتلك القلب و ما حوى .. إمتلك الروح و كيانها .... كان حُبه أعمق من اللحظة و أوفى من الشمس لضوئها ..
كان و يا ما كان ... كان في حُبه أبيض من النور في فجره ......
إنهمرت بالبكاء و أنا أنظر مع نافذة غرفتي .... رأيت الثلج يتساقط ... و تتكاثف حول شباك نافذتي .....
دموعي عيوني بللت خدودي ... حتى و إن كانت غرفتي مظلمه ترى لمعان الخد من الدمع ....
وقفت و تأملت و حاولت أن أكفكف دموعي ... تمنيت أن تحيط بي قلوب بيضاء تشبه الثلج ...
إلتف مغزل الذكريات على مخيلتي و تذكرت عندما كنت مع ساكن القلب و مالكه ...
كنت في ليلة من الليالي أهمسس في أذنه و هو يهمس في أذني .. و دخلت أمي فجأة و أنا لم أنتبه لها ... فجلست بجواري و سمعت حديثنا بأكمله ...
فضفضت لـ حبيبي بـ كل شيء أشعله الحزن بقلبي .... والدتي سمعت كل ما دار بيننا ... أغلقت سماعه الهاتف ... و أستدرت لكي أغفي بالمنام .. لأني لا أنام إلا في بياض النهار ....
و فجأة أرى أمي أمام عيني .. إنفجعت و تذللت ركاب أفكاري .... لا أدري من أين أبدأ ... تتمتمت بالكلماااات فلم ترتبط الحروف مع بعضها ..
أشفقت على نفسي من عذآآب أمي ... لكن لم تكن سوى لحظة و تنهمر أمي بالبكاء .... ضممتها إلا صدري و مسحت دموعها دمعه بعد دمعه ..
مسحت دموعها بمنديل الوفاء و الحنان .... بعدها هدأت نفسها .... و سألتها ما الذي يبكيك ..؟؟
فلم تجيب على أسئلتي .......
نظرت إلى حائط غرفتي فإذا بصورة والدي مبروزة هناك .... بروزتها أنا عندما توفي مغدورا ً به ... علمت بكل ما أبكى أمي ...
فهي طوال مكالمتي مع حبيبي تنظر إلى الصور و تشاهد فيلم الذكريات و تحلله .... غرق قلبها بالدموع فنزفت عينيها حرقة الالم و الحزن و الحسرة ..
واسيت والدتي و طمأنة قلبها بإن قضيه والدي لن تذهب سُدى .....
و إني سوف أوكل أكبر محامي هذه البلاد لكي يسترد لنا حقوقنا ..
إنبهتت صورتي و أنا أواسي والدتي و إنقلبت الامور على كاهلي ... فتبدلت حالتي و أصبحت أنزف بحور من الدموع ...
والدي الذي وعدته بأني أصبح دكتورة ... و أن أرفع رأسه ... لأني أنا الوحيده التي رزق الله والدتي و والدي بي ..
والدي الذي رسم لي أجملْ أحلامي .. و بنى لي كل ما أتمنى و ما أصبوا إليه ..
غُدربهِ لأنه رفع الامانه عن درن الخيانه ... غُدر بهِ و إبتسامته أسمى من كل شيء ....
تخرجت أنا و حققت حلم والدي و أصبحت دكتورة في ولايتي .. حققت حلم أغلى شخصٍ في حياتي .. رغم إنه لا يعلم بما أنجزت ...
حققت حلم من ذهب و لن يعود .. حققت حلم من أسقاني من سحابة حنانه و وفائة حتى إرتوت أراضي قلبي و فؤادي الجدباء و أخضرت و إنتشر بها ربيع شموخه و وفاءه
مرت الايام و كأنها سحايب صيف عابرة ......
حاولت أن أعمل شيء من أجل والدي المغدور بهِ ...
لكن كل ما عملت كأنه لحظة بين حلم المنام المرعب و صحوة الفجأة من هذا المنام ...
بعد ليالٍ سوداء ...!!
بعد ليالٍ بين فرحة بتحقيق حلم أغلى إنسان و بين ألــم فراقه ...
تدهورت صحة والدتي و إنحنى ظهرها ... لم ينحنى لكِبر سنها ... بل إن ظلمة الليل قد إكتست على عالمها الخاص ...
لم ترى في عالمها إلا سواد الحزن و ظلمته. .... .
قدر الله و ما شاء فعل ...
في يوم كنت عائدة من دوامي مرهقة بشكل غير طبيعي ...
دخلت غرفة والدتي لكي أستبشر بوجهها اللطيف المنهك من الحزن ..
دخلت غرفتها لكي أزيل تعبي بإبتسامتها الذابله من غربلة الحزن لقلبها و كيانها ....
دخلت و أنا أبتسمت .. و كان الدخول هذا هي اللحظة التي فقدت إبتسامتي به ....
بعد هذا الدخول ضاعت الإبتسامه و لم أعرفها بعد ذلك ...
وجدت والدتي قد وافتها المنيه ... و إنتقلت إلى جوار الملك الديان ....
تهللت صواعق الحزنْ و الالم و الهموم ...
إنهارت قواي .... و لم أعد أميز الاشياء ...
سقطت و كأنه سقوط الصخر من أعلى الجبل في ظلمة الليل .....
أفقت من هذا السقوط .... و قد ذبلْ كل شيء بي ...
أفقت و إي إفاقة ....
فقدت العزيز و فقدت الحنان و فقدت الحبْ ..
لا تسألوني عن حبيبي .. تركني وقت الشدة و أتى لي بعد أن رحلوا والديّ ..
تركني وقت الحاجه .... ذهب و كأنني عنصرُ كيميائي .. يريد أن أفرغ شحنتي و يأتي إلي و أنا عنصرُ بلا شحنه ...
فــ هذا أنا قد إرتويت من حزني و همي ....
فـ هذا أنا قد حيكت الحزن لباساً لي ....
أخرج من عيادتي أريد الإبتسامه لكن فقدت الإبتسامه مثلما تفقد الأم أغلى أبنائها ..
عندما يكتب الله الشفاء لمريض من تحت يدي اريد أن أبتسم و لكن تهطل دموعي ..
لا أقـدر على الإبتسامه بتاتا ..
فكل مرة أسجد لله بالشكر على ما أعطاني و على ما أخذ مني ..
فــ هذا أنا ... أنــا أنــا ... يتيمه في بيت الحزن سقيمه ..
لأنكم بالقلب سكنتم .. و بالروح إستقررتم ..
بــسـم الــلــه الــرحــمــن الــرحــيــم
بعد صلاة الفجر جلست على سجادتي التي أصبحت هي الوحيده التي تتحملني و تحمل كاهل حزني ....
هللت و سبحت و كبرت .... و أتممت جميع الاذكــار ...
بعدها نظرت مع نافذة غرفتي الصغيرة .. غرفتي التي إمتلات من إبتساماتي الحزينه .. إمتلأت من عبراتي الدافئه في وقت الشتاء .....
كل بسمة تتلوها عبرة .... إبتسمت للذكرى و بكيت لصاحب الذكرى ....
صاحب الذكرى ذاك الشخص الذي إمتلك القلب و ما حوى .. إمتلك الروح و كيانها .... كان حُبه أعمق من اللحظة و أوفى من الشمس لضوئها ..
كان و يا ما كان ... كان في حُبه أبيض من النور في فجره ......
إنهمرت بالبكاء و أنا أنظر مع نافذة غرفتي .... رأيت الثلج يتساقط ... و تتكاثف حول شباك نافذتي .....
دموعي عيوني بللت خدودي ... حتى و إن كانت غرفتي مظلمه ترى لمعان الخد من الدمع ....
وقفت و تأملت و حاولت أن أكفكف دموعي ... تمنيت أن تحيط بي قلوب بيضاء تشبه الثلج ...
إلتف مغزل الذكريات على مخيلتي و تذكرت عندما كنت مع ساكن القلب و مالكه ...
كنت في ليلة من الليالي أهمسس في أذنه و هو يهمس في أذني .. و دخلت أمي فجأة و أنا لم أنتبه لها ... فجلست بجواري و سمعت حديثنا بأكمله ...
فضفضت لـ حبيبي بـ كل شيء أشعله الحزن بقلبي .... والدتي سمعت كل ما دار بيننا ... أغلقت سماعه الهاتف ... و أستدرت لكي أغفي بالمنام .. لأني لا أنام إلا في بياض النهار ....
و فجأة أرى أمي أمام عيني .. إنفجعت و تذللت ركاب أفكاري .... لا أدري من أين أبدأ ... تتمتمت بالكلماااات فلم ترتبط الحروف مع بعضها ..
أشفقت على نفسي من عذآآب أمي ... لكن لم تكن سوى لحظة و تنهمر أمي بالبكاء .... ضممتها إلا صدري و مسحت دموعها دمعه بعد دمعه ..
مسحت دموعها بمنديل الوفاء و الحنان .... بعدها هدأت نفسها .... و سألتها ما الذي يبكيك ..؟؟
فلم تجيب على أسئلتي .......
نظرت إلى حائط غرفتي فإذا بصورة والدي مبروزة هناك .... بروزتها أنا عندما توفي مغدورا ً به ... علمت بكل ما أبكى أمي ...
فهي طوال مكالمتي مع حبيبي تنظر إلى الصور و تشاهد فيلم الذكريات و تحلله .... غرق قلبها بالدموع فنزفت عينيها حرقة الالم و الحزن و الحسرة ..
واسيت والدتي و طمأنة قلبها بإن قضيه والدي لن تذهب سُدى .....
و إني سوف أوكل أكبر محامي هذه البلاد لكي يسترد لنا حقوقنا ..
إنبهتت صورتي و أنا أواسي والدتي و إنقلبت الامور على كاهلي ... فتبدلت حالتي و أصبحت أنزف بحور من الدموع ...
والدي الذي وعدته بأني أصبح دكتورة ... و أن أرفع رأسه ... لأني أنا الوحيده التي رزق الله والدتي و والدي بي ..
والدي الذي رسم لي أجملْ أحلامي .. و بنى لي كل ما أتمنى و ما أصبوا إليه ..
غُدربهِ لأنه رفع الامانه عن درن الخيانه ... غُدر بهِ و إبتسامته أسمى من كل شيء ....
تخرجت أنا و حققت حلم والدي و أصبحت دكتورة في ولايتي .. حققت حلم أغلى شخصٍ في حياتي .. رغم إنه لا يعلم بما أنجزت ...
حققت حلم من ذهب و لن يعود .. حققت حلم من أسقاني من سحابة حنانه و وفائة حتى إرتوت أراضي قلبي و فؤادي الجدباء و أخضرت و إنتشر بها ربيع شموخه و وفاءه
مرت الايام و كأنها سحايب صيف عابرة ......
حاولت أن أعمل شيء من أجل والدي المغدور بهِ ...
لكن كل ما عملت كأنه لحظة بين حلم المنام المرعب و صحوة الفجأة من هذا المنام ...
بعد ليالٍ سوداء ...!!
بعد ليالٍ بين فرحة بتحقيق حلم أغلى إنسان و بين ألــم فراقه ...
تدهورت صحة والدتي و إنحنى ظهرها ... لم ينحنى لكِبر سنها ... بل إن ظلمة الليل قد إكتست على عالمها الخاص ...
لم ترى في عالمها إلا سواد الحزن و ظلمته. .... .
قدر الله و ما شاء فعل ...
في يوم كنت عائدة من دوامي مرهقة بشكل غير طبيعي ...
دخلت غرفة والدتي لكي أستبشر بوجهها اللطيف المنهك من الحزن ..
دخلت غرفتها لكي أزيل تعبي بإبتسامتها الذابله من غربلة الحزن لقلبها و كيانها ....
دخلت و أنا أبتسمت .. و كان الدخول هذا هي اللحظة التي فقدت إبتسامتي به ....
بعد هذا الدخول ضاعت الإبتسامه و لم أعرفها بعد ذلك ...
وجدت والدتي قد وافتها المنيه ... و إنتقلت إلى جوار الملك الديان ....
تهللت صواعق الحزنْ و الالم و الهموم ...
إنهارت قواي .... و لم أعد أميز الاشياء ...
سقطت و كأنه سقوط الصخر من أعلى الجبل في ظلمة الليل .....
أفقت من هذا السقوط .... و قد ذبلْ كل شيء بي ...
أفقت و إي إفاقة ....
فقدت العزيز و فقدت الحنان و فقدت الحبْ ..
لا تسألوني عن حبيبي .. تركني وقت الشدة و أتى لي بعد أن رحلوا والديّ ..
تركني وقت الحاجه .... ذهب و كأنني عنصرُ كيميائي .. يريد أن أفرغ شحنتي و يأتي إلي و أنا عنصرُ بلا شحنه ...
فــ هذا أنا قد إرتويت من حزني و همي ....
فـ هذا أنا قد حيكت الحزن لباساً لي ....
أخرج من عيادتي أريد الإبتسامه لكن فقدت الإبتسامه مثلما تفقد الأم أغلى أبنائها ..
عندما يكتب الله الشفاء لمريض من تحت يدي اريد أن أبتسم و لكن تهطل دموعي ..
لا أقـدر على الإبتسامه بتاتا ..
فكل مرة أسجد لله بالشكر على ما أعطاني و على ما أخذ مني ..
فــ هذا أنا ... أنــا أنــا ... يتيمه في بيت الحزن سقيمه ..