المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غيث لا ينقطع


رهين الشوق
2010-03-20, 07:15 AM
غيْثٌ لاينقطعْ !




- قالت لي مُحدّثتي :

أتعجَّب كثيرًا مما يفعله والدي في الصباح فقد كان يجمع علب الحليب ذات الحجم الكبير ويغسلها !

حتى علمتُ فيما بعد أنَّهُ يأخذها معه إلى المسجد ويتركها عند برادات الماء التابعة للمسجد فيأخذها العمال وينتفعوا بها !

أبتسمُ طويلًا كُلَّما تذكرت قولها وكأنِّي به قد وضع نصبَ عينيْه أنْ /

تَزَوَّدْ مِنَ التقوى فإنكَ لا تدري * إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجرِ ؟

إنَّهُ العطـاء ,

لهُ أهلٌ قد شُغفوا به و مالت أنفسُهم إلى ماعند الكريمِ الرحمن سُبحانه

فتاقت أرواحُهُمْ وتطلَّعتْ إليهْ , وسارتْ في كُلِّ دربٍ مُوصلٍ إليهْ ,

حتى ينتهي بهم الدرب إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض أُعدت للمُتقين !

لا عجب ! .. ألم يقل الله تبارك وتعالى :

{ وَأَنْ لَيْسَ للإنسَانِ إلَّا مَا سَعَى وَأَنّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ! } ؟

إنَّ العظماء والنُّبلاء وأصحاب النُّفُوس الكبيرة لا تكاد أعينهم تقرّ بنعيم

ولا يستقيم له حال ولا يطيب لهم عيش إلا بالعطاء ..

فتراهُم أولي أرواح نديَّة وأيدٍ سخيَّة و أخلاقٍ عشبيَّة و ابتسامة ماطرة و قُلُوبٌ بالحُبِّ والبذل زاخرة ..

باختصار / هُم غيْثٌ لا ينقطعْ ! .. فلاريب أن يكُونُوا هُم أسعد الناس وأحسنهم خلقا !

وأذكر أنَّ بعضهم عرَّفَ: الخُلقَ الحسنَ بأنَّهُ /

كفُّ الأذى و بذل الندى (العطاء) و الصبر على الأذى و الوجه الطَّلق !

ولنا في رسُول الله صلى الله عليه وسلم أُسوةٌ حسنة حيث كان من أسخى الناس و أجودهم وأكرمهم ,

أما قالت له خديجة رضي الله عنها مُخفِّفةً عنه وَ مُثبتةً له :

[ كلا أبشر ، فوالله لا يخزيك الله أبداً .. !

إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ] !

فكأنَّها تقول لا تحزنْ , فـما جزاء الإحسان إلا الإحسان !

نعم والله ..

فالعطاء قِبْلَةُ السعادةِ و التوفيق كما هي الأعمال التطوعيَّة

إذ تبقى دائِمًا تنضح بالخير حتى أنَّهُ صلى الله عليه وسلم ,

حينما جاءه رجلٌ يشكو قسوةَ قلبِهِ، أوصاهُ أنْ / إذا أردتَ أن يلين قلبك و أن تدرك حاجتك فامسح رأس اليتيم، ..!

- إنَّ من الجميل أن يُعطي الإنسانُ بلا أسباب ولا مناسبات ولا ينتظر الشُّكر ولا رد الجميل ولا يتوق إلى المقابل..

فإنَّهُ إذا ألزم نفسه بهذه السياسة وتدربت روحه و مرنت مع هذه الرياضة أفلح و فاز برضا الله ومحبته ..

ومن الذي ينشد غيرها ؟!

ألم يقل الله تبارك وتعالى : { إنَّ اللهَ يُحبُّ المُحسنين } ؟

والله هذه هي الغاية وأصحاب الهمم العالية و المطالب الغالية

لا يلتفتون إلى أي ردٍ للإحسان مُقابل الإحسان الأكبر من الرحيم الرحمن فإنَّ العُمر يفنى و الأنفاس تُعدّ والأيام تنقضي !

فرابح أو خاسر..و بخ بخ لمن أعطى وأعطى فمات و الذكرُ يُخبر / أنَّ ما كان هوَ لله ثُمَ للتاريخ ؛ فليشهد .!



- إشــارة /

فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها ×× فالذكرُ للإنسانِ عمرٌ ثاني ,



دمتم بكل خير

رهين الشوق

رهينة الشوق
2010-03-20, 07:18 AM
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]•••[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]•••[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]•••[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
بارك الله فيك على الطرح القيم
وجزيت الجنه
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]•••[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]•••[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]•••[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]

جمانه
2010-03-20, 07:21 AM
جزاك الله خيراً
ونفع بك وبما تقدم

لك كل التقدير

صمت المشاعر لشاعر
2010-03-20, 10:07 AM
مشكور يالغلا على الطرح
فعلا الذكر للانسان عمر ثاني
تقبل طلتي

عاشقة الدموع
2010-03-31, 09:42 PM
طرح راق لي كثيرا

كل الدعاء لجمال روحك