عاشقه وألف قصه

"الغريب"
كانت تتنزه بالقرب من الشاطئ...
دخلت الغابه..توغلت فيها..أحست بما يشبه الانين
ساورها الخوف..حاولت ان تتراجع مبتعده...لكن الانين ازداد.
فكرت ماعسى أن يكون ذلك الصوت؟
هل هو صوت حيوان....أم صوت إنسان...بالفعل إنه صوت إنسان.!
أخذت تركض تجاه الصوت إلى أن وقفت أمامه فإذابه شخص ينزف
هبت لنجدته...حاولت أن ترفعه من على الارض فعلمت أنه لاجدوى من ذلك
أخذت تفكربوقف ذاك النزيف إنه في ساقه..
حلت حزامها القماشي ولفته برفق حول الجرح...وشقت طرف ثوبهاواحكمت شده كي يتوقف النزيف ...بصعوبه فعلت هذا!!!
شكرها فأخبرته أنه لاداعي للشكر فلوكانت مكانه لفعل نفس الشيئ.
فجأه خيم وسادظلام دامس قد دخل الليل...أين تذهب؟بل ماذا ستصنع مع ذاك الغريب الجريح؟
شعرت بالبروده تسري في جسدها...بحثت عن أعواد من الخشب لتوقد النار
وسألته إذاكان معه ماتشعلها به؟
فجاءها الردكالصاعقه إنه لايوجد شيئ من هذا القبيل!
فكرت بشيئ تصنعه..جمعت بعض الحجاره..ضربت بعضها ببعض كررت التجربه دون جدوى
لكنها لم تستسلم فجأه شع شراره فأشعلت النار وتغلبت على الموقف بصعوبه
حاولت أن تفهم منه مالذي كان يصنعه في هذه المنطقه المعزوله؟
قال لها كنت أتنزه ..أركض دون وعي بلاسبب ..فزلقت ساقي وكسرت.
كان هناك شيئ من الصمت الذي ساد المكان...لم يقطعه سوى حفيف الأشجار مما أفزعها !
سألها فجأه .ماإسمك؟
ردت عليه بتثاقل"سلوى"
وأنت؟
سامي
مالذي أتى بك إلى هذا المكان؟
نفس السبب الذي أتى بك إليه
إنني أحب الوحده واستمتع بهامع تلك الطبيعه الخلابه,والمناظر الجميله,وتغاريد الطيور الشيقه
والتمتع بالنظر إلى السماء الصافيه
أخذت تتحدث,وتتحدث,وتتحدث..حتى غلبها النعاس ونامت
نظر إليها سامي بحنان وقال في قرارة نفسه "يالهامن إنسانهبريئة الملامح,رقيقة الإحساس,عشرتها لاتمل.
نزع رداءه عن جسده وألبسه إياها ..شعرت بدفء شديد وبراحه لاتوصف
بقي ساهرا طوال الليل يحرس تلك الانسانه الطيبه
صحت في الصباح الباكر...فزعت عندمارأته مستلقي على ظهره بلاحراك!!
مست أناملهاكتفه وهتفت "سامي"سامي!هل أنت على مايرام؟
جاءها صوته بتثاقل وبحه تدل على أنه عانى من شدة البروده.قائلا
الحمد لله...وانت بخير..صاد الصمت فجأه لفتره..
ثم قالت :دعنانفكرماذا سنفعل؟
اندفعت بسرعة البرق..جذبت عوداقاسيافوضعته في يده..قائلةً:إتكيئ عليه وأنا سوف أسندك من الجانب الاخر..
أعجب بذكاءها..وانصاع لأمرها.
جاهداإلى أن وصلا الى الشاطئ وهناك كانت سيارتهاتنتظرهاأسرعت لفتح الباب وادخاله
انطلقت خلف المقود مسرعة إلى المستشفى..
اطمأنت عليه ..وودعته على أن يلتقيامره أخرى؟!
مرت الايام والسنين..
عاودها الحنين إلى ذاك المكان وإلى تفقده..استقلت سيارتها..واتجهت صوب الغابه..ترجلت بعد أن أوقفت سيارتها
في نفس المكان القديم
وجهت نظرها صوب الغابه فإذا بها على نفس المنوال بأشجارها الكثيفه والمتشابكه وبأعشابها المنبسطه على الارض
وبرائحة الياسمين والزهور المختلفه
أخذت نفسا عميقا..ووركضت ثم ركضت ولم تنتبه إلى جذر كان قد نبت في الارض وأخذشكل القوس...ارتطمت رجلها به
فوقعت على وجهها ولم تستطع الحراك
أحست بشيئ في رجلها
تحسست برفق قدمها..فأيقنت أن كاحلها قد إلتوى ولاتستطيع الفرارأوحتى تصرخ..
فضلت أن تكتم صرختها..أخذت تتوسل إلى الله أن ينقذها ويلطف بها
عم الظلام..وانتشرت أصوات الحيوانات في الغابه وكان أكثرمايخيفها"صوت البوم"؟!
صرخت البوم بأعلى صوتها! فزعت سلوى لذلك واغمي عليها
لم تصحو إلافي اليوم التالي وفي نفس المكان الذي قابلت فيه"سامي"
فإذابلهب النار..ورائحة الشواء..لم تستطع تحمل الجوع..قدم لها الاكل.
أكلت وشربت..نظرت إليه
قال لها الان أعتقدأنك سوف تخبريني مالذي حدث لك؟
سردت عليه قصتها وختمتها قائلة:أهوحماقه مني!أم انه القدرأراد لي ذلك؟"
لكي ترد لي الجميل؟وأرى وجهك مرة أخرى
وانت مالذي اعلمك بوجودي هنا؟
زم على شفتيه...وقال:بصراحهكانت بي رغبه جامحه في التحدث اليك؟
ذهبت إلى منزلك ولم أجدك..فكرت وفكرت..وأخيرا قادتني قدماي إلى نفس المكان االذي قابلتك فيه
صمت قليلا ثم قال لها:أريدأن أخبرك بشيئ..!.حدقت فيه بكل حرص وأصغت أذنيهالكي يتسنى لها سماع مايريدأن يقول
قال لقدأحببتك من أول لقاءكان لنا بالرغم أنه كان صدفه وكان اللقاء قصيرا
لقد ابتعدت عنك..وحاولت نسيانك..
لكن حبك تغلب علي ..شدني من اعماق اعماقي..نظرتك البريئه...ابتسامتك المشوبه بالحب والحنان...وبعض من المراره
عمرك المتوسط مابين الطفولة والصبا والنضوج....حتى قامتك الممشوقه توحي لي بالنخله الراسيه
رغم كل ظروف البيئه المحيطه بها
بصراحه انتِ خليط متجانس من ريعان شبابك إلى نضوج أنوثتك
فهل تقبلي بذالك الانسان الفقير إلى الله والغني بحبك ؟
هل ستجودين علي ؟أم أنك ستتركيني!؟
أخذت وجهه بين يديها ودفأته بحرارة راحتيها وقالت له :
أنت أيها المسكين ..أيها الانسان بعنفوانك وكبرياءك وبقوتك أقول لك:إنني بدونك مخلوقه ضعيفه؟
فهل ستقبل بتلك المرأه التي تحمل الكثير من ذكريات الحزن والفرح والضحك والبكاء...
هل تقبلها بكل جنونها ..جنون العاشقه..ولهفة المشتاق..؟!
احتواهابكل حب ..وراح يقص عليها ذكرياته بعد أن عرف كل منهما مكانه من الآخر
انتهت
بقلمي/عاشقة الدموع