ذاكرة البياض
أفتحُ بابَ الكلماتْ....
أزاوجُ القصائدَ العالقةَ في ذهنهم
وفي شرفةِ اللحنِ بين الصمت والصمت
هم خانوا فراستي العمياءَ
خيالهم الصدى وخياليَّ قِرانَ السرِ بالهذيان
يلجأُ أسيرَ الظلِ ليحرقَ فيءَ نخلةٍ بيضاءَ
قلما يتيه في شرفةِ رغباتهم
ليستعدَ لفكرةِ الموت
من خطف اندلاع الرغبة
دمعَ الماءِ تستهويةِ صلاةُ الغائبِ
بلغةِ القداسةِ ووحي التنزيلِ
المكنّى بالوصولِ
كأن ثوباً آخرَ يصلي عن حدادٍ مؤجلٍ
وعن براءةِ الأناجيل
عن تلاوة القرآن في المنفى
هو جميلٌ في ذعرهِ
يشعرُ بغيابِ الأمكنةِ ، وغيابهِ
يبررُ جملةً قصيرةً تخونُ طهارةَ الضوءِ
وتصطفي أشياءهُ من شبهِ موت
وتتبعَ الصرخةَ في الحلمِ
كأنهُ أنا ....
الراويُّ الحزنيُّ يضاجعُ الموتَ ضاحكاً
يتلف سرير الحكاية ليصيب طعنتهُ الأخيرةَ
فيكون من بعثر الرماد في اللاشيء
أنا الطالعُ من وحي العلامات
أتلمسُ جثثَ الأفكارِ لعلها تقرأ السؤال
بكفنٍ يصيبُ مقتلَ الرسلِ في الإجابات
ويُكملُ جزءَ الكلامِ في نضحِ الجنوب وقراي الباكية
على عرش بلقيس وهزات المنازلة
فلتعتذرَ المدينةُ....
وتعلمنا أن نفك قيد سليمان كي لا نخطئَ الحبَّ
وندركَ الوسيلةَ
كأننا يدُ الغريبِ تصافحُ الغريبَ
تحفظُ بالدهشةِ الموغلةِ فينا
تقلبُ كف الريحِ طريداً ..بطريدِ
وتفرغُ المدن من صمتها والضباب
أقفُ على عتبةِ الماءِ
وأقسمُ بالنارِ لها
أرى أيائلَ هجرت سكونَ المكانِ
واستوطنتْ الضجيجْ
رأيتها في مرآةِ نفسي تؤنسُ عبرتي الخجول
فأقسمُ ثانيةً
وأدخلُ هيكلَ القربانِ
وأستنجدُ .... ياالله
خفف عني الضجيج وما كنتهُ
يمم روحي صوب عزلتي
هبني بر الحكمةِ ....وزيني بذاكرةِ البياض
احرقني عصفورَ نارٍ وطهرني من إحساسِ الخديعةِ
فأنا إحساسٌ متأخرٌ عن المطرِ
أحساسُ رنينِ الكأسِ وخيانةِ الصدفات
اعبر بي قوسِ البللِ ومسافات التعب
ربما سأنحني للرصاصِ بطفولةٍ زائغةٍ
ربما أحني خيبتي
وفرسي لي....
وفرسي لي....