رد: او .. على مرمى صحراء.. في الخلف
تابع
الطويل الضيق كلما نفذ الكلام . وإذ مارأو عامل بناء يتقدم نحو احدى العمارات المجاوره ، أو عامل بلديه يثير غبار الشارع المترب ، أو أي إنسان يطفح بالصمت وهو يمر بالقرب منهم ، تحدثو فيما بينهم عن أي شي . أي شي يخطر على البال . كان هو أقلهم كلاماً وأكثرهم تحديقاًفي آخر الشارع المحدب . بقية الجهات كانت مسدودة بعمارات شاهقه , لا ينفذ منها ضوء الصباح ولا يطل من نوافذها إنسان . كان يظن انه ذاك الولد مع سائر الاطفال في الدنيا ، وأولهم هاجد ، هذا الذي مازال مرعوباً في الداخل . لاكن هاهو يفشل في محادثته كولد ، بل هاهو يحادثه كرجل أيضاً . حاول أقناع خالته أنه لم يتعمد رفع صوته بهذا العلو والحده . قال إن شيئاًما دفعه الى ذالك الفعل ولا يدري ماهو . وسألها هل كان صوته بالفعل مخيفاً الى الحد الذي أدى بالأمور إلى هذا السوء ؟. لكن خالته ــــ يحدث نفسه وهو يرتشف الشاي ــــ صارت هي الاخرى قليلة الكلام وإذا تكلمت بدت غير مفهومه .
إذا ، هل هو الشعور نفسه مع بقيه الأشياء ؟!.
مع نفسه مثلاً؟!.
منذ متى يقلد أصوات الحيوانات ؟.
وصوت الأسد بالذات ؟!.
هل رأى أسداً ، في حياته ، في هذه الأرض ؟....
{6}
|