ثلاث قصص قصيرة
فوزية العيوني
إعادة نظر
خلَعَتْ مساميرها وتسلّلتْ إلى مقعدٍ بمواجهتها..
قالت : لست مثلك احتمل الثبات على وضع واحد طيلة هذه السنين..
وحين أكملتْ كلماتها
اكتشفتْ المرأة…
أنها لوحة!!
عزلة
دلعَتْ لسانها الملتهب
وقالت :
حان وقت انصرافي، وأنت ما زلتِ تعيشين روتين أيامك دون أن تشعري
أن دوري قد انتهى..
حين فتحتُ باب الغرفة وجدت الياسمين يغازل سور الشارع، والجوري يعانق الفلّ، وبلاط الحديقة يحادث عشباً نبت بين جوانبه…
هزّني سؤال الوحدة
عدتُ، ولم أجد المدفأة!
حارّ… ولكن!
طال صمتنا، واتسعت فجوة عزلتنا في واقع لا يحتمل صمت عاشقين.
سأكسر سخف الصمت هذه الليلة وسأحادثه…
سأذكّره بتفاصيل غارت في تلافيف السنين، وبكل وجدٍ سأنبش لحظات العشق الأسطورية التي تحتفظ ذاكرتنا بها…
أخذته برفق إلى زاوية هادئة وأمام مرآة شاهدة… رأيت في وجهي وَلَه المحب وعطش الشوق ورغبة البوح… داعبته… حاولت استثارة كل مفاتيحه… ما أعرفها، وما تدربت عليها حديثاً.
قلت له: كفّ عن الجمود… تصالح مع وجدي… انفتح لي ولا تكن عنيداً…
لم يعرني أي انتباه أو رغبة في تجاوب!
أتعبني هذا العنيد، ولكنني مشبوبة الحاجة هذه الليلة… أخذته إلى سريري
واستلقيت نصف مسترخية، وكان على فخذي مستكيناً وموغلاً في الصمت.
رجوته أن ينفتح لي، رجوته طويلاً، بهدوء حيناً وبغضب أحياناً كثيرة.. ففي داخلي ما يجب أن يدوّنه في ذاكرته برهاناً لحالتي وصدقي …
غالبني النعاس، وهو مصرّ على أن يمارس صدّه وصمته وعناده…
بدتْ حرارته تشوي فخذي، والطقس آب وأسد…
لم أعد أحتمل
ألقيت به جانباً
ثم أغلقت درفته، هذا الغبي!!
ولعنت الـ Dsl وكل شركات الاتصال في هذا البلد.
1 ـ من مجموعة قصصية صدرت حديثاً بعنوان: «موجز النشرة»
2 ـ قاصة سعودية ، وهي أيضا زوجة الشاعر الكبير علي الدميني