من يوم لمحت عيوني الضياء
قبل سنين....وأنا موجة
بين شاطيء وحنين
منذ رددت شفتاي دعاء
وصرت ابتهل لرب السماء
أن اراك وسط النجوم
وأن لايذهب الصيف
وافقدك في ليالي الشتاء


هذه الكلمات لم يكتبها شاعر ولم اجدها في دفتر مذكرات
أشعر انها خرجت من فمي وانا وحدي من يعرف زمانها ومكانها ...
فقد ضاع من كتبها في بحور النسيان...واختفت المرأة التي كانت شرارتها
أما أنا فما زال بيني وبين النهاية شوط طويل .. لكن صدى كلماتها لازال يحفر في القلب والوجدان أخاديد عميقة
ومازال يتردد في مسامعي وهي تقول ...
أنا ياسيدي رقيقة جدا"...وأعتذر لك الأن عن فرحي وعن كل الحب الذي لم يكن من حق امرأة مثلي..ماذا فعلت بي أيها العزيز ؟ لماذا كنت أصدق هذا الحلم الغريب ولم أصدق نفسي...من يصدق أن الذي جرى كان وهما" وكان سرابا" ..وأن حبك رغم طفولة
عينيه وعينيك ...كان قاتلا" أهلكني في عامين ..مزق جلدي عشرات المرات وأحرقني مثل شمعة حمقاء في ليل طويل.....
يقذفني حبك ياسيدي خارج الشتاء ..بعيدا" عن البحر والهدوء..ليس من مطر ولا دموع
هدوء يشبه صمت الصحراء ...كم أهلكني حبك بعد أن سافر بي وسافرت معه الى
شمال الروح الى شرق المحبة والى جنوب الجسد الحزين ...
كيف أنقلب العالم هكذا بين
ليلة وضحاها ؟كيف تمشي الكرة الارضية مثل البركان ؟ كيف يأكلني هذا الحزن ومازلت
في عز الصبا ..ليس من راحة تجرفها الى النفس سوى البكاء الذي لادموع فيه...ليس من
شيء يأخذك هذه الساعة الي سوى الرجوع الى شتلة أخرى من الذكريات تراها أجمل
أو أعمق صدقا" من كل ما فات عليك منذ الطفولة ...
أعرف أنك طفل شقي لاترتاح حتى تهدم حياتك بيديك ...وما افعله الأن معك لاتفهمه حتى تكبر.... ستعرف
بعد كل هذا العذاب الطويل ..بعد كل هذا الحزن الذي عشته وحدي.. أني مازلت أرى نفسي في عينيك ..أشعر أحيانا" أنك تنظر الى وجهي بحب كبير...هل تراني على خطأ أخر ؟ لكني سأعيش ياسيدي على أحساس دائم ..أن في نظراتك كثير من الاسرار والحب معا"...
لماذا دون الكل تكون أنت وحدك مأساتي وجنوني وخوفي ..لماذا تقطع شريان قلبي ولماذا أعاند نفسي في الرجوع الى دنياك الغريبة..
أحبك ياطفلي الذي كبر دون رغبتي .... سأرحل عنك بعيدا" أيها العاشق المولع بقتلي..
وأعترف لك أن لاحياة لي بدون هذا الرجل الذي جعل نصف حياتي مرهون بين أصابعه والنصف الثاني نهبا" للذعر : وأن يكون ماجرى كله مجرد حلم او مجرد قصة طرأت على رأس مجنون لايعرف كيف يكتبها ؟
أنا أسف أيها العزيز...اعرف أن الكلمات لن يكون لها سحر الماضي ....ولكني اليوم أرفض أن تشفق على زماني...فقد أمنت أن لاشيء يعيد للازهار جمالها...وأن ما مضى قد مضى... وليس امامي الا أن أعيش على ذكرياتنا الجميلة ...
رعد الحلمي