انثى الناي الحزين
هذا المساء صوتُ عقاربِ ساعتِه يضجرنِي
يوترنِي يؤلمنِي وبالكاد يغضبنِي
عزف موسيقاه تغنِي تراتيلَ روحِي بحزنٍ عميق
تجعلْ منّي { أنثى النّاي الحزين }
غروبَ شمسهِ قد يكونْ الرحيل او قد لا يكونْ
ودروب صمتهِ بِها إشتياقٌ لكْ عظيم
زخاتْ مطرهِ من عيناي تحملُ لكَ من { الحبّ الكثير }
والتألم من طعمِ الشكِ والغيابْ المرير
فِي هذَا المساء لَم أرى سواك
كثيرٌ من العابرين هُنا وهنَاك
أتيتْ كالطيف بينهمْ
كَُل ما بقلبِي هُو همّهم
حاولتُ الإلحاق بكَ فلَم أجدكَ
فقطْ كنت أريد أخبارك بأننِي { أحبكَ }
رحلتَ سريعاً فأصبحت عروقِي من الألم تلوَى
وَ ما إنتَ سوى ذكرياتٍ بين الكُتب تطوَى
تمنيتُ لَو انك من نسج الخيال
حتّى تصبحَ فِي حياتي من المحال
حبّي لكَ { أعظم من أن ينسى } بسرعةٍ
أن نكون مع بعضنَا حلماً سيتحقق بلحظةٍ
حبّي لكَ أملٌ علَى لقائنا
وَ سعادةً سترسمُ يوماً مَا علَى لوحاتِ هوانا
وَ حينَ أتذكرُ مَا جرَى بيننَا
تهوِي جدرَان أحلامِي علَى حلماً بنيتَه عشقاً
وَ إنقطاعِ درب الوصلِ زلزَلهُ الكبرياءُ غروراً
عانقت عينَاي غروبْ الشمس
وَ أصبحتُ مبتسمه وأنطق الأنين بهمس
طوقْ جسدي الوجعْ وقبّل عنقِي الألم وَ أصابنِي الهرع
سكنت عينَاي الذكرياتْ وَ جرحت وجنتاي الدمعات
حمّل على ظهرِي جبلُ أحداً مِن الهمُوم
كُسر ظلعي بعنفٍ وَتلوث دمِي بالسموم
بكُل تبلدٍ أبتسِم وَ لن أنتقم
فلَا لديَ مَا { أخسره من بعدكَ }
فلَا شعورَ لِي حتّى أعيش دونكَ
فأنا لستُ سوى عجوزَه لَم تبلغ العشرون عاماً يَا سيدِي
جعلَ منّي الغيابْ تلكَ العجوزَه ذاتَ تجاعيد وجهٍ حزينَ
جعَل منّي الغياب والفراق
جسداً هالكاً أتعبته الأشواق
ليلهُ أرق وعذاب . . وَ نهاره أملٌ وغياب
جعلَ منّي تمثالاً متصدعاً مِن زلزال الذكريات
وَرحاب قلبٍ إستوطنتهُ رمادْ الأمنيات
جعلَ من حلمِي إسطوره
ومَازالتْ { الأمنياتُ بالدعاءِ مذكوره }
كلماتٍ فِي الأعماقِ معمُوره
وَ جروحٍ فٍي الوتينْ محفُوره
لستُ نادمَه علَى حبكَ وَلكن أصبحتُ عاجزه
عن الخوض فِي تجربةٍ للحبِ
فلَا يوجد بِه سوى الغياب والدمعُ والعذابْ
بَل لا يوجد بعدكَ من أحب
وستثبتُ لكَ الأيام وفاء قلبِي لكَ
فـ { لستُ أحبُ كل من هبْ ودَبْ }
أتقرَأ حرفِي !!
أخبركَ بأننِي سأتلاشأ ورُبما أختفِي
بسرعه .. بدون مقدماتٍ وبلحظَه
وَ إن شعرتُ بأرادتَك للعودة يوماً ما
ستجدنِي بينَ أحضانكَ وَ أنظر لعيناكَ
أستودعكَ حبكَ ونفسكَ روحكَ وَ قلبكَ
فأنا لستُ أنَا .. قَد أضعتُ نفسِي بعدَ غيابكَ .. وإنتهَى !!
مخرج~
وَ يسألنِي الجميعُ بمَا يصيبنِي
فأجيبهُم وجَع معدتِي يؤلمنِي
بلْ ألم الغياب يطوق جسدِي
وَ الحظُ علَى خاصرةِ الحياةْ يرقصُ فرحاً لحزنِي !!
|