عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-09-03, 08:28 PM   #1


الصورة الرمزية رعد الحلمي
رعد الحلمي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2010
 أخر زيارة : 2024-02-08 (09:29 PM)
 المشاركات : 552 [ + ]
 التقييم :  4700
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رماد العاشق .............











الى الرائعة ضوء العين
اشراقة الروح
واجمل عاشقة







هذه كلمات ادونها لتحكي النصف الاخر من الحقيقة
قد لاتعجبكم فاهملوها ستختفي حتما" ولا تشاكسكم...
وراء هذه السطور أياما" ولحظات كالجمر تضطرم فتحيل صباحاتي الى غيمة حمراء ...
يختلط الحب والعذاب في رأسي ..
هل تنفع أعترافاتي

لأتطهر من كل أثامي ... وأهتز على ذكريات مضت مثل وميض
مكتوم .....كما تهتز الاشجار وسعف النخيل ...
يبدو أن الماضي يسكن في دمي....ويعوي كالذئاب دون صوت ....
تأخر كل شيء في حياتي ..حتى يوم ولادتي

مخذول في صحوي ونومي ...حلم فاسد يبعثرني الى أكثر من طريق ...
ملابسي مهلهلة كأني خرجت من حربا" توا"
... والرمال أختفي بها وتخنقني حتى عنقي ...مذ درجت على ارض البسيطة تلاحقني النكسات ..من ساعة رأيتني
اسقط من رحم أمي على كومة من الدموع والغبار والثياب الممزقة ...ما كنت أملك الشجاعة يومها للرجوع نحو أحشاء أمي التي رمتني الى مصيري...
وأكتفيت بالصراخ طوال الليل حتى أسكنني ثديها القوي ....تلك كانت أكبر كذبة في حياتي أني خرجت الى النور....


أتلفت لا أرى شيئا" حولي ....وبرد كانون يلسعني بسياط أقسى من سياط الجلاد..لاشيء حولي سوى أسفلت رطبا" من
بقايا مطر الليل ....وأنا أجر خطاي المتعبة..وكراج العلاوي* يعوي فيه صمت الموت والفراغ ...
أشباح تتمثل أمام عيوني تشاكسني وترحل...كل الملامح غريبة عني ...طار قلبي يسابق الريح
لاادري الى أين أمضي ولا الى أي بيت تقودني قدماي..مفتوحة أمام عذابي كل الشوارع والدموع....سنتان من الخوف والظلام
...أربع وعشرون شهرا" ..يالطعم الحرية الممزوجة بالحنين ...
لم يكن غيري وسلوان رفيق سجني ...تللك الزنزانة الضيقة
...وكلام لاينتهي ..يالتلك الوحشة ماذا تفعل في النفوس...حين ينطلق اللسان ليثرثر عن أخطائنا وطفولتنا وذكرياتنا...
مالذي جاء بهذا السكير ليشاركني أصغر بقعة سكنتها ...بطاقة دعوة مجانية لحفلة سوداء جاءت به الي ...
شبح هذا يسكن جنبي ويفصلني الى نصفين ...يقتلني الحزن وهو يدندن بأغنية شعبية رخيصة ويمضغ البرشام حد
الثمالة ....محنة لايعرفها الامن ابتلي بها ...
يعذبني بسعادته وانا أنكسر بذاكرتي وسياط الجلاد..أعود لايامي وذاكرتي وميلادي ...
درب شائك يمتد من أه وأنين الى ذرف الدموع...
أكتفي بما أنا فيه رغم قسوته وأحاول أن أرى كيف سينقلب عالمي من شمال الى جنوب ومن شرق بلا غروب ...
لا اريد الآن سوى أن يتركني هذا البشر الساكن جواري ويرحمني من (أحبك حتى لو تبعد وأكول أهواك ) كلمات الاغنية
التي حطم اسماعي واعصابي بها ...أي رجلا" هذا وأي حب ومشاعر نقية وسيئة في أن واحد...
يصبها في اذني ...
حتى أذا ما شبع منها التفت وقال ...
تدري يا رعد وبدأ يثرثر عن حالة من حالاته مع زوجته ( حياة )...ساعات من
رحلة أعترافاته الرهيبة ..كأنه مغموس في ماء الرذيلة والذنوب..جاء ليغسلها أمام قسيس يجلس بجانبه على كرسي الاعتراف ...ثنائية عجيبة أن يطلب الصفح صياد من فريسته المغرقة حد السواد ...من يظن أنا ؟؟؟هذا المخبول
..هل يعتقدني رجل صالح أنزوى يتعبد في صومعته...
ويعبر حتى حدود الخجل ويملاء سمعي بكل أسرار بيته وزوجته (حياة) أنه يعشقها حد الوله...يكاد يجن لولا أني
أعطيه فسحة من الوقت كي يجتر ذكرياته ويدلقها في أذني .... ينفس عن أشتياقه الكبير لها..تركت الوقت كله له ولم يتعب من الكلام ...وصار يصفها بأدق التفاصيل..حتى أني كنت أضن أن جنونه بها قد أنتقل الي ...
كلامه وصورتها التي علقها على جدران الزنزانه هاجس يعبث بداخلي ..ولا يريد أن يفارقني .
.وصرت أراها في أحلامي وأحس بأنفاسها تلفح وجهي كما يلفح سوط الجلاد جلدي ويحرقه..
كيف تختفي ((حياة )) وسلوان يطعمني بها في الصباح وعند الغداء وبعد العشاء ؟؟ هي بيننا تشاركنا كل شيء ...

صرت أعرف عنها حتى شكل الحذاء والتسريحة..كيف تبتسم..ضحكتها ....
ليس من كلام غير عنها .. كان هذا المخلوق الذي أسمه سلوان يحكي عنها بشغف ولذة غريبة بعد أن تكون حبوب البرشام المخدرة قد لعبت بعقله المتعب ..
فيندلق وهو يصف حتى تفاصيل مثيرة في علاقته معها...ويغوص في الاعماق فيلهب بكلماته
مكامن الحرمان في روحي....لم يترك أي مساحة لخيالي قال كل شيء ...حتى دخل الى منزله وتفاصيل حياته معها ...
أنها تشرب الخمر كل خميس وتدخن السكائر كل يوم...







للحكاية بقية ......


* كراج العلاوي : مرآب للسيارات في جانب الكرخ بغداد
على طريق معتقل كوبر


 
 توقيع : رعد الحلمي


ياضوء العين لاتغيبي..فالشمس بعدك لاتضيء


التعديل الأخير تم بواسطة رعد الحلمي ; 2018-03-09 الساعة 09:55 PM

رد مع اقتباس