متنافسان في سباق الحب
يحبني وأحبه......أغرق في عسل ذكرياتنا معا......فأجده نائما في القاع......أفتش عنه......أراقبه.....أملي عيني منه.....فأجده يحدق في صورتي.....أطلق وحوش غيرتي على كل من ترى نفسها أهلا لحبه.....فأجد غيرة حبيبي جبالا تحميني من الجهات الأربع......أعزف له شوقي.....فيغني لي قصائد حرمانه.....نتفاهم كما لو كانا طرفي روحينا مربوطتين بعضهما البعض.....ويبدأ شجارنا عندما أقول أحبك.....فيقول بل أحبك أكثر......فأقول ليس أكثر مني.....فيقول لا يوجد حب يوازي حبي.....ولا ينتهي شجارنا أبدا......
حبيبي ينافسني دائما في إحساسه.....
وقبلت أنا التحدي.......
واثقة أني سأكون منتصرة.....
تقربت له خطوة....
فضاعفها.....
فجعلتهم عشر.....
فأسرع إلى راكضا...!!...
قدمت له جزءا مني كهدية....فأعطاني نفسه......نذرت له دنياي.....فكتب اسمي على دنياه وآخرته.....أقلق عليه......فأجده عندي يطمئنني......من كثرة تفكيري فيه أتعب.....فأجده من تفكيره في لا يمل ولا يتعب.....أناديه حبيبي وأنطق اسمه.......فأجد الصدى صوته واسمي يتردى في جنبات الكون.......نتدافع كل منا في سباق الحب......كل منا يريد أن يهزم الآخر.....أنا مدفوعة بعاطفة أنثى دفعت في الحب حيائها.....وهو مدفوع بجنون ذكر دفع في الحب كبرياءه......لا نتعب من الركض في طريق حبنا.....ولا نرتاح.....لا استسلم ولا الإستسلام خطر بباله.....اتباهى بتذكري كل ما يقوله عن ظهر قلب.....فيتباهى بما يتذكره من ماضيَ......وما يتوقع لحاضري.....وما يتكهن لما بداخلي.....وما يخمن ما سيكون قولي.....ودائما يكون محقا....ولا مرة يخطئ ظنه....فيثير جنوني.....
كم هو صعب أن يكون في الحب حبيبي منافسي......وكم هو ممتع.....وكم هو صعب على حكم أن يعلن أحدنا فائزا على الآخر.....وكم من المستحيل أن يكون هناك مقياس يمكن أن يقارن بين حجم حبي وحجم حبه......
تتكسر صورة الحياة من حولي إذا حزن حبيبي......
فأجد حزنه أصلا كان لحزني....
تنهمر دموعي له.....
فأجد أصابعه التى تمسح دموعي ملطخة بدمعه.....
يااااااااااااه هل يحس أحد بنا؟!....
كم نعيش داخل بعضنا.....
لست أدري عدد المرات التي تقابلت فيها أرواحنا.....
في بعادنا من وراء ظهورنا.....
ولست أدري ما هو الدواء لحالنا.....
أو كيف الخلاص من عذابنا.....
سقطنا معا في حفرة الحب.....
ولم يأتي أحد لإنقاذنا.....
ولم نحاول أن نثير انتباه أحدهم لسقوطنا.....
ولم تصدر أي صرخة استغاثة من أحدنا.....
كم أتمنى حقا لو أني أحبس وحبيبي في صندوق......
بحجمي أنا وهو في إلتصاقنا.....
ونحول مفتاحه إلى غبار يتبعثر في الهواء.....
فلا يمكن لأحد تكوينه وإخراجنا......
أتمنى لو كنت غرضا صغيرا يركب حقائبه في ذهابه وعودته.....فأجده يتمنى لو كان قاطع طريق يخطفني ليمنع سفري من الأساس ويوثقني وإياه برباط واحد.....أتمنى أن أكون نسمة هواء يتنفسها...فأجده يتمنى لو كان كرة من كريات دمي......فأقول ألا تعلم حبيبي أنك كل عروقي وكل ما يسري فيها.....فاسمعه يقول ألا تعلمين حبيبتي أني أصلا أنتِ....وأني جزء منكِ.....
آآآآآآآآآآآه تعبت من هذة المنافسة.....أعلنتك حبيبي فائزا ومسيطرا ومهيمنا.....وعلقت علما يحمل اسمك فوق أرض حياتي.....
جلست خائبة من الهزيمة وأنا واثقة أني أحبه أكثر مما يحبني.....فأجده يجلس جواري.....يخلع تاج فوزه ليلبسه لي ويستبدل العلم الذي يحمل اسمه بأسمي....ويقول بل ستبقين أنت الفائزة...وليهزم كل من يتحداك......
فأعانقه ضاحكة....
فأجده يفلتني ويركض.....
في سباق الحب من جديد....
فأقبل التحدي.....
ألحقه ثم اسبقه......
وهذة المرة لن يهزمني.....
فأنا أحبه أكثر....