عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-08-16, 04:00 AM   #13


الصورة الرمزية دفا قلبي
دفا قلبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 136
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 2013-01-03 (03:34 AM)
 المشاركات : 3,760 [ + ]
 التقييم :  566
 SMS ~
عندما ادركت ان قلبي هو اغلى مااملك
اقسمت على ان لااعطيه الا من يجعله اغلى مايملك
لوني المفضل : Orchid
افتراضي رد: أميرة السكّر ... نجيب كيالي...



كيف تحوَّل النمر إلى قط؟






في الزمان القديم جاع النمر، فاقترب من بيت على أطراف الغابة، نظر من خلال السياج، فرأى في الحديقة طفلة حلوة تلعب، قال لنفسه:‏

-هذه الطفلة وجبة فطور مناسبة لي، لكنْ من أين أدخل إليها.. من أين؟‏

كان وجه الطفلة مدوَّراً كالمرآة، ولها ضفيرتان تتأرجحان كلما نطّتْ كغصنين طريين.‏

انتبهت الطفلة إلى وجود النمر، فدنتْ من السياج، وقالت له:‏

-صباح الخير. ماذا تريد أيها النمر الحلو؟‏

قال النمر:‏

-بصراحة أنا جائع.‏

أسرعت الطفلة إلى داخل البيت، وعادت بكمية من الطعام، قدَّمتها للنمر من خلال أسلاك السياج.‏

بينما كان النمر يأكل بشراهة مدت الطفلة يدها، فمرَّتْ بها على فروه الأصفر الجميل، ثم أخرجت رأسها وقبّلته في جبينه.‏

تعجب النمر من جرأة الطفلة، وهمس في نفسه:‏

-يا لها من بنت غبية، مجنونة! ألا تخاف أن ألتهمها مع طعامي؟!‏

شبع النمر، وانصرف، وفي الطريق شعر بإحساس جميل من حنان الطفلة، وصل إلى البحيرة، نظر إلى وجهه، فرآه سعيداً، نزل إلى الماء، فاغتسل من الغبار وآثار الطعام، ثم تمدد تحت شجرة مستمتعاً بزقزقة العصافير لأول مرة في حياته.‏

جاع النمر في يوم آخر، فأسرع نحو بيت الطفلة والشر في عينيه، وراح يقول لنفسه في الطريق:‏

-سآكلها.. سآكلها. الغذاء أهم من القبلات.‏

استقبلت الطفلة النمر كالمرة الأولى، فأطعمته، وقبلته في عنقه، ومسحت بيدها على ذراعه، فوجد نفسه يخجل من مخالبه، ويحاول إخفاءَها.‏

من يومئذ كثرت زيارات النمر للطفلة حتى ولو لم يكن جائعاً، وكان في كل لقاء يزداد رقة معها حتى سمح لها بملاعبته، ونطّ أمامها ذات يوم، وكأنه يرقص.‏

بعد زيارة من زيارات النمر لصديقته تمدد عند الماء، وتذكَّر معاملة الطفلة لـه وقبلاتها البريئة، فأحس بسعادة تغمره. نظر إلى البحيرة فتراءت لـه خطوط بيضاء موزَّعة فوق جلده الأصفر بدلاً من الخطوط السود التي كانت من قبل على جلده، انتفض منزعجاً، وقال:‏

-آه من تلك الطفلة. لقد شوَّهتني! سأذهب الآن لأكلها.‏

في طريقه رأته نمرة حلوة، فنظرتْ إلى جلده معجبةً به، وسألته:‏

-يا صديقي أخبرني كيف صار جلدك جميلاً هكذا؟‏

ابتسم النمر فرحاً وقد تبدَّل مزاجه، فصاح:‏

-هذه قبلات صديقتي الطفلة.. قبلات.. قبلات!‏

يقال بأن ذلك النمر ذهب إلى البنت الصغيرة، وسكن عندها في الحديقة، وصار له أولاد بعد أن تزوج من النمرة التي أُعجبت بجلده.. أولاد أصغر منه حجماً، وألطف، يسكنون في البيوت لا في الغابات، وجلودهم عليها بقع بيضاء، سمّاهم الناس القطط.‏



 
 توقيع : دفا قلبي

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


رد مع اقتباس