الموضوع: القلم الحزين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-08-10, 09:09 PM   #1


الصورة الرمزية جمانه
جمانه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 162
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 2023-02-03 (02:09 AM)
 المشاركات : 5,239 [ + ]
 التقييم :  629
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Female
 SMS ~
قال الأمام الشافعي :
لما عفوت ولم أحقد على أحدِ ..
أرحت نفسي من هم العداوات



مزاجي:
لوني المفضل : Black
افتراضي القلم الحزين



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


في صباح يوم الاثنين السادس والعشرين في الشهر السادس في العام ألف و أربع مائه و ستة وعشرين من الهجرة ،
خرجتُ كعادتي أحملُ أوراقي وقلمي لأتأمل وأسطر بقلمي ما يجول ويدور بخاطري
فجعلتُ قلمي يسطر ما هو يريد وكيفما يشاء ...
ففجأة ..اهتزت الأرض وتناثرت أوراقي فحاولت الأمساك بها لكنها تفلتت من حولي
فمسكتُ ببعضها وبعضها جرفتها الرياح تقول لي وداعاً حآآآآآآآآآن وقت الرحـــــيل ...
أعدتُ القلم على بعضها ليسطر بعض الذكريات .. بدأ يسطر ويملئ ما هو مقدر ومكتوب ...
بدأ وكأنه لم يكتب من قبل حرفاً من حروف الهجاء ،بل كأنه يطارد الحروف والحروف تتفلت منه ..
ما الخطب ..؟؟!!
بدأ يرتعد .. بل ترتجف أطرافه ... فكررتُ عليه نفس السؤال ..
ما الخطب ..؟؟!! ما الذي أصابك؟؟!!
هيا أُكتب ما يجول بخاطري .. فتوقف فلم يستطع الحراك ..
فقلتُ له هيا أكتب ..أكتب ...
بدأ يكتب فتعثر وحاول أن لا يسقط لكن القدر كتب لهُ أن يسقط وتنكسر ريشتهُ ويسيل الحبر على الورق ويسطر ما كان منهُ يرتجف ...
فكتب مقوله لم تكن في البال .. ليتهُ لم يكتب .. كتب مقوله قالها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما دخل على ابنه إبراهيم عليه السلام وهو في آخر لحظاته ولكنهُ استبدل اسم إبراهيم عليه السلام بلقب فهد الجزيرة ..
فقال : أن العين لتدمع وأن القلب ليحزن و لا نقول إلا ما يرضي ربنا وأننا بفراقك يا فهد الجزيرة لمحزونون ...
وسطر بعدها عبارة كررها..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
فلقد أصبح الحبر يتقطع في كتابتهُ.. بل جف تماماً .. وتوقف القلم عن النزيف ..
فتحدثتُ معهُ فلم يجيب .. أنه انتهى ..
نعم انتهى العهد والميثاق الذي بيننا فلقد تعاهدنا سوياً بأن نكون معاً في السراء والضراء .. وفي الشدة والرخاء ..
نعم هذه نهاية من عاش معي طويلاً ليسطر كل ما يدور في خاطري وخاطرهُ ..
لقد مات من كان يسهر معي الليالي بحلوها ومرها .. نعم مات في ذلك الأمر ولم يخبرني ما الخطب ؟؟ .. غير تلك العبارة التي سطرها على ذلك الورق التي كان خبرها أُوقع عليّ من وقوع الفأس على الرأس ..
فحارى فكري بتلك العبارة ..عمت مشاعر الحزن عليّ فلما أعد أتمالك نفسي ..
فعلمتُ أنه كان يقصد بفهد الجزيرة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمة الله عليه نعم كان يقصدهُ بذلك اللقب ..
أنه مات .. نعم مات ..
كيف ...؟؟ ومتى ...؟؟ وأين ...؟؟
فهدأتُ من فزعي قليلاً وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون .. لله ما أخذ ولهُ ما أعطى وكل شيء عندهُ بأجل مسمى ..
أنا قلت تلك العبارة وأنا مُكذبه ذلك الخبر الذي ذاع في كل الأرجاء وحملتهُ السحب إليّ لتخبرني فلم أصدقها ..
وعندما أتى يوم الثلاثاء ورأيته محمول على الأكتاف أيقنتُ أن الموت حقيقة واقعه لا محالة منها وحق مكتوب عند الله عزوجل فكُلنا سوف يشربُ منهُ كأساً...
فلم أتمالك نفسي فإذا بالدمع ينحدر بشدة وبغزارة على خدي فلم أستطع جمعهُ
بل سقط ليطفئ النيران من هذا البلد ويكتب لنرضى بقضاء الله وقدره ..
فلا نملك لهُ ولجميع المسلمين سوء الدعاء ..
جعل الله قبرك روضه من رياض الجنة ..
وأسكنك الله يا فهد السلام .. من الفردوس أعلاه ...

بقلم /
روح الغ ـــــــــــــلا



 

رد مع اقتباس