عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-04-19, 12:09 PM   #1


الصورة الرمزية رهين الشوق
رهين الشوق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Sep 2008
 أخر زيارة : 2022-10-14 (04:09 PM)
 المشاركات : 37,158 [ + ]
 التقييم :  13489
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
العز لِـ النفس وآجب والحياء سنه وأنا يديني من الثنتين مليانه ..
لوني المفضل : Blue
" تويتريون " بلا أخلاق Twitter











التويتر، جهة اتصال وتواصل، بلا فواصل، وهو العين المجردة بلا غشاوة، غواية،
ولكن البعض استغل هذه القناة الوصالية العالمية ليصب جحيمه وعقيمه،
ويعبر عن أخلاق تدنت، وقيم تهاوت، وتقاليد تساوت وأخلاق البهائم.
البعض يمارس هوايته في التسفيه والإسفاف والاستخفاف بالمعاني فيخرج عن النص
عندما يحاول أن ينتحل صوراً وأسماء لأشخاص، ثم يبدأ في تفريغ ما
يكمن في خاطره من نوايا ورزايا وعبارات بذيئة وكلمات نابية ما أنزل الله بها من سلطان،
وهؤلاء يفعلون ذلك لأنهم اختفوا خلف أقنعة، ولا يهمهم إن كان هذا التصرف يسيء
إلى الآخرين أو يشوه سمعتهم، المهم لدى هؤلاء هو الأخذ بناصية تداول الكلام الذي
لا يمت لأخلاقنا بصلة ولا يتصل بقيمنا برابط.
والإنسان يشعر بالتقزز والأسف حين يرى مثل هذه التصرفات لأنها تشير بالبنان،
وبشكل مباشر إلى أن العقل الإنساني عندما يصاب بالتصحر فإنه لا ينتج إلا أعشاباً شوكية،
وأن النفس البشرية عندما تبتلى بالضحالة فإنها لا تأوي غير الكائنات المتوحشة،
وأن الأخلاق عندما تنتكس وينتكس معها الفكر،
وأن القيم عندما تندثر فإنها لا تترك وراءها غير أشلاء وبقايا وما أكل السبع.







البلاك بيري، والآيفون، والفيسبوك، والتويتر مناطق واسعة،
شاسعة للاستخدام الثقافي وتوسيع المدارك وملامسة مشاعر الآخر وأفكاره وثقافته،
لكن كل هذه الميزات لم تخطر على بال البعض، لأنهم مشغولون بهموم أخرى،
لاهون في مثيرات مختلفة، يبحثون عن ذواتهم المفقودة، في التصيد والإساءة إلى الآخر،
ومضغ الألفاظ المقززة، والغوص في رمال الشتائم الوسخة، والخوض في مياه السباب
الآسنة، ويشعرون في ذلك بلذة وتشوه لأنهم يعبرون بذلك عن عدوانية مقيتة،
ويوضحون أنهم أشباه بشر تجسدت تحت جلودهم، أرواح شيطانية الأهم عندها أن تسيء
وتشوه وتعبث وتشعل النيران، لا في هشيم ذواتها، وإنما في اخضرار الآخر،
لأنها كائنات كارهة، بغيضة لا تحب غير الظلام لتسري
تحت جنحه بعيداً عن الأعين.






إذاً التويتر جاء نعمة لهؤلاء لأنهم وجدوا فيه ضالتهم لينفسوا عن مكنون معتم، مظلم جهم،
سقيم عقيم لا يمكن أن يعيش أصحابه إلا في الخنادق الموحشة،
ولا يترعرعوا إلا في ظلمات التخفي خلف أسماء بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب،
وبهذا المنطق الشيطاني فنحن أمام ظاهرة أخلاقية ندر مثيلها في التاريخ،
ولكن مع تطور العلم سنشهد علامات استفهام وتعجب أكبر وأوسع،
لأن فطاحلنا يستخدمون التكنولوجيا لأغراض وغايات لا تخدم إلا شيطان الرغبات المجانية.
وبين هذا التطور وهذا الانحراف الأخلاقي سيذهب ضحايا جراء هذا التخلف والسقوط الأخلاقي المريع..
والله يستر.






 
 توقيع : رهين الشوق



رد مع اقتباس