تفاصيل صغيرة





تجوب تفاصيل صغيرة في عقولنا المزدحمة بكثير من المواقف المحفوظه في الذاكرة
فنغرق فيها وفي جزئيات كثيرة متشعبة نعرضها مرات كثيرة ولا يدب اليأس في عزائمنا
ولا تضعف قوانا ولا نكل فنُرجع تلك التفاصيل ونعيد تمثيلها بدقة متناهيه ونتقلب بين ادوار ذلك المشهد الذي استدعينا فيه كل جزء كان له علاقة مباشرة به او لم يكن
نفس الكلمة بنفس النبرة وبتعابير النظرات الثملة والاحاسيس الطاهرة المتطايرة في ارجاء المكان والاجواء المترفة ..


وفي المقابل نتغافل عن مواقف كبيرة برمتها ولا نعيرها اهتمام رغم خطورتها
والامر ليس اعتباطاً لكننا نسير وفق نسق قد اعتدنا عليه والفناه
وادمنا ان نُجمل لحظاتنا بربيع دائماً لا يعتريه خريف ربما ظلمنا في ذلك
لاننا تطبعنا بعاطفة جارفه لايمكن ان يوقفها عقل او ناصح
او ربما انغمسنا بدلال همشنا فكبرنا ضعفاء وشاخت قدراتنا باكرا
لكن الظلم الاكبر ان نظل نُغيب انفسنا عن اخطائنا وعن واقعنا الذي ربما يكون بائساً
ونشتكي بعد ذلك باننا نراوح في نفس المكان فلا نتقدم خطوة ولا نتأخر
ونندب الحظ العاثر الذي اوقعنا في هذا الواقع المرير ..


لنعاقب انفسنا اكثر ونظل نتألم في واقع لم ولن يتغير
لاننا لانسعى لـ اصلاحه لكننا نتناول تلك التفاصيل الصغيرة كمسكن
ربما ينفع برهه لكنه لا يبرأ


تلك التركيبة مقلوبه فنحن لانحتاج تلك التفاصيل الصغيرة الجميلة بحاجتنا الى مواقفنا السيئه والتي تكونت من اخطائنا او اننا تعاملنا معها بخطأ .
لذلك لانستغرب ان الحزن استعمرنا واستوطن حواسنا بعكس الفرح الذي يحل علينا ضيفا سرعان ما يرتحل ويهجر ديارنا
والنجاح والفشل سواء بسواء ..