قال: أبو معبد هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره، ولو كنت وافقته يا أم معبد لتلمست أن أصحبه.
ولا أريد تعليقاَ مني على كلام أم معبد، حيث تجلت عبقريتها في أن نقلت لنا وصفاَ دقيقاَ لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وكأنها تحمل كاميرا مصورة بلغت في تقنيتها أعلى درجة بل زادت عليها ألفاظاَ خلابة وأسلوباَ بليغاَ.
هلا علمنا وأولادنا، وبناتنا لغتنا الجميلة، حتى يتذوقها الواحد منهم فيحب لغته، وبالتالي يحفظ كتاب الله عز وجل.
ولعلها همسة في أذن الرجال، هل رأينا من بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلمفي أن يسقيه؟ إنما بدأ بأم معبد لأنها الجانب الأضعف.. وبمن ختم السقاية إنما تواضعاَ منه، كان أخرهم شراباَ.
هلا درسنا سنته وتتبعنا أدبه وسمو خلقه ومعاملاته.
صل الإلـه ومن يحف بعرشه ... والطيبون على المبارك أحمد.
جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين حلا خيمتي أم معبد .
هما نزلا بالبر وارتحلا به ... فأفلح من أمسى رفيق محمد.
فيا لقصي ما زوى الله عنكمو ... به من فخار ، لا يحاذى وسؤدد .
وقد غادرت وهنا لديها بحالب ... يرد بها في مصدر ثم مورد.
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ... فإنكموا إن تسألوا الشاة تشهد.
دعاها بشاة حائل فتحلبت ... له بصريح ضرع الشاة مزيد.
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم ... وقدس من يسري إليه ويقتدي.
ترحل عن قوم ، فزالت عقولهم ... وحل على قوم بنور مجدد.
هداهم-h بعد الضلالة - ربهم ... وأرشدهم من يتبع الحق يرشد.
وقد نزلت منه على أهل يثرب ... ركاب هدى ، حلت عليهم بأسعد نبي.
يرى ما لا يرى الناس حوله ... ويتلو كتاب الله في كل مشهد.
وإن قال في يوم مقالة غائب ... فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد.
ليهن أبا بكر سعادة جده ... بصحبته من يسعد الله يسعد.
ويهن بني كعب مكان فتاتهم ... ويقعدها للمؤمنين بمرصد.