اقبل الليل بسكونه الدافئ
اقبل الليل بسكونه الدافئ
وبدا ذلك القمر منيرا في كبد السماء
يتوسط النجوم المتلألئة فتزيده روعة وجمال وسحرا
وقفت وقوفا طويلا وتأملته كثيرا
عندها خرَجتْ من بين أضلعي تنهيدة عميقة
تود لو أنها تزيح ذلك الجبل من الهموم التي اعتلت
صدري وأعيت كاهلي .. آه حبست أنفاسي
ثم عَقبتْ ذلك دمعة حارقة سالت على خدي
خرجت من عيني وهي مترددة أترجع إلى النار
الملتهبة بين جوارحي أم تتركني وحيدا
كما فعل غيرها..
وخلال هذه اللحظات الأليمة بدأت انظر حولي
ابحث عن من يطفئ اللهيب المتوقد بالأحشاء
عن يد تمسح دمعي عندما يسيل على وجنتي
ابحث عن ذلك الحبيب الأنيس والأليف الحنون
الذي كان قد سكن القلب ولكنه غاب عنه
ولكني لم أجد بجواري إلا الوحدة والحزن
وذكريات الماضي الذي أعود إليه حين اشعر بالوحشة
ولكنني تهت في ظلمات الحزن والأسى فاتجهت
إلى قلمي كم تمنيت أن يكتب بمفرده حتى انتهي
من البكاء
ولكن حتى عيني بخلت علي بقطرة من دمع
علها تكون لي سلوه
عندها أحسست أني أصبحت كورقة من أشجار
الخريف قد شحب لونها وانطفأ بريقها
فيا ترى ما كل ذلك الشعور الغريب أهو شعور
بنهاية شيء ما؟؟
أم شعور بغياب وابتعاد الأحبة
آه ثم آه لقد تلاشت الابتسامة المضيئة
وحلت محلها ابتسامة مبتورة ترتعش
على شفتي يسبقها سؤال يزلزل سكوني
أين الابتسامة والسعادة؟؟؟
لابد أن أجد ذلك الأنيس..
|