رد: مازن الغامدي
يثيران في النفس الرهبة والمهابة.. كأن نظرته تخترق جسدك اختراقا..!!
قدم وأخر في الصفوف كأنه قائد جيش !!
حينما اطمأن من تراص الصفوف واستكمال الأول فالأول كبر الشيخ..
أطال الشيخ في الركعة الأولى إطالة لم أعهدها...!!
وفي ركوعه وسجوده وسائر الأركان يطيل الشيخ تطويلا بينا..
فمع كبر سنه إلا أن نشاطه وتماسكه يساعدانه على تحمل تلك الصلاة !!
ثم إن أغلب من يصلي معه من الشباب النشيط..
سوى العم عبد الله العمري سالف الذكر..
ورجلا آخر له شأن وأي شان...
رجل مسن رقيق الجسم لا تكاد أن ترى في جسمه مزعة لحم..
منحني الظهر ثيابه رثة وهيئته كهيئة مخبول أو معتوه !!
ولكنه يحمل في صدره علما كالجبال ..
إنه الشيخ الزاهد عبد الله الفالح..
حينما رأيته ظننته شحاتا ..
ولكن سمعت عنه وجالسته بعد ذلك فوجدت الرجل واسع الإطلاع راسخ العلم ..
غير انه زاهد في الدنيا ومتعها حتى إنه لم يتزوج قط..!!
ولعل أن تأتي مناسبة للحديث عن هذا الحبر بشكل أوسع ..
ختم الشيخ صلاته بالسلام ..
ثم استغفر بصوت جهوري .. وضج المسجد خلفه بالتسبيح والتهليل..
ثم استدار الشيخ بفتوة ونشاط كما يستدير الفارس على صهوة فرسه..!!
واستمر في تسبيحه وتهليله..
تخطيت الصفوف وجلست بجوار الشيخ فألقيت بين يديه توصية صاحبي..
فأشار لي الشيخ بيده اليسرى وهزها بعنف أن انتظر ..
فخجلت وشعرت بحرارة تملئ وجهي حياء من ذلك الموقف..
حينما استكمل الشيخ تسبيحه قال ماذا تريد..؟؟
فقدمت له الورقة..
فقال : ماذا فيها؟؟
|