الموضوع
:
لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده
عرض مشاركة واحدة
2010-01-30, 06:35 AM
#
1
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
162
تاريخ التسجيل :
Apr 2009
أخر زيارة :
2023-02-03 (02:09 AM)
المشاركات :
5,239 [
+
]
التقييم :
629
الدولهـ
الجنس ~
SMS ~
قال الأمام
الشافعي
:
لما عفوت ولم أحقد على أحدِ ..
أرحت نفسي من هم العداوات
مزاجي:
لوني المفضل :
Black
لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده
قال المؤلف ـ
رحمه الله ـ فيما نقله عن الزبير بن عدي
؛
أنهم أتوا إلى أنس بن مالك رضي الله عنه ؛
خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم
،
وكان قد عمر
، وبقى إلى حوالي تسعين سنة من الهجرة النبوية ، وكان قد أدرك وقته شيء من الفتن ، فجاءوا يشكون إليه ما يجدون من الحجاج بن يوسف الثقفي ؛
أحد الأمراء لخلفاء بني أمية
، وكان معروفاً
بالظلم وسفك الدماء ، وكان جباراً عنيداً
والعياذ بالله .
وهو الذي حاصر مكة لقتال
عبد الله بن الزبير رضي الله عنه
، وجعل يرمي الكعبة بالمنجنيق ؛ حتى هدمها أو هدم شيئاً منها ، وكان قد آذى الناس ، فجاءوا يشكون إلى
أنس بن مالك رضي الله عنه
، فقال لهم أنس رضي الله عنه :
اصبروا
؛ أمرهم بالصبر على جور ولاة الأمور ، وذلك
لأن ولاة الأمور قد يسلطون على الناس
؛ بسبب ظلم الناس ، كما قال تعالى :
( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
(الأنعام:129) .
فإذا رأيت ولاة الأمور قد ظلموا الناس في أموالهم ، أو في أبدانهم ،
أو حالوا بينهم وبين الدعوة إلى الله عز وجل ، أو ما أشبه ذلك
؛
ففكر في حال الناس ؛ تجد أن البلاء أساسه من الناس
، هم الذين انحرفوا ؛ فسلط الله عليهم من سلط من ولاة الأمور ،
وفي الأثر ـ وليس بحديث
ـ كما تكونون يولى عليكم .
ويذكر
أن بعض خلفاء بني أمية ـ وأظنه عبد الملك بن مروان ـ جمع وجهاء الناس
؛ لما سمع أن الناس يتكلمون في الولاية ، جمع الوجهاء
وقال لهم : أيها الناس ، أتريدون أن نكون لكم كما كان أبو بكر وعمر ؟
قالوا :
بلى نريد ذلك
، قال :
كونوا كالرجال الذين تولى عليهم أبو بكر وعمر ؛ لنكون لكم كأبي بكر وعمر
، يعني أن الناس على دين ملوكهم ، فإذا ظلم ولاة الأمور الناس ؛ فإنه غالباً يكون بسبب أعمال الناس .
وجاء رجل من الخوارج إلى على بن أبي طالب
ـ رضي الله عنه ـ وقال : ما بال الناس انتقضوا عليك ولم ينتقضوا على أبي بكر وعمر ، قال
: لأن رجال أبي بكر وعمر أنا وأمثالي ، ورجالي أنت وأمثالك ؛
يعني أن الناس إذا ظلموا سلطت عليهم الولاة .
ولهذا قال أنس :
اصبروا
، هذا هو الواجب ،
الواجب أن يصبر الإنسان
،
ولكل كربة فرجة
، لا تظن أن الأمور تأتي بكل سهولة ، الشر ربما يأتي بغتة ويأتي هجمة ، ولكنه لن يدل على الخير أبداً ، ولكن علينا أن نصبر ،
وأن نعالج الأمور بحكمة ، لا نستسلم ولا نتهور ، نعالج الأمور بحكمة وصبر وتأن
،
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
(آل عمران:200) ، إن
كنت تريد الفلاح فهذه أسبابه وهذه طرقه ؛ أربعة أشياء
:
( اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) .
ثم قال أنس بن مالك
: فإنه لا يأتي على الناس زمان إلا وما بعده أشر منه ، حتى تلقوا ربكم
، سمعته من نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم . يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
( لا يأتي على الناس زمان إلا وما بعده أشر منه )
. شر منه في الدين ، وهذا الشر ليس شراً
مطلقاً عاماً
، بل قد يكون شراً في بعض المواضع ،
ويكون خيراً في مواضع أخرى
وهكذا .
ومع هذا ؛ فإن الناس كما ازادوا في الرفاهية ، وكلما انفتحوا على الناس ؛
انفتحت عليهم الشرور
، فالرفاهية هي التي تدمر الإنسان ؛ لأن الإنسان إذا نظر إلى الرفاهية وتنعيم جسده ؛
غفل عن تنعيم قلبه
، وصار أكبر همه أن ينعم هذا الجسد الذي مآله إلى الديدان والنتن ،
وهذا هو البلاء
، وهذا هو الذي ضر الناس اليوم ، لا تكاد تجد أحداً إلا ويقول : ما قصرنا ؟ ما سيارتنا ؟ ما فرشنا ؟ ما أكلنا ؟ حتى الذين يقرءون
العلم ويدرسون العلم ، بعضهم إنما يدرس لينال رتبة أو مرتبة يتوصل بها إلى نعيم الدنيا
.
وكأن الإنسان لم يخلق لأمر عظيم
، والدنيا ونعيمها إنما هي وسيلة فقط .
نسأل الله أن نستعمله وإياكم وسيلة
.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الإقامة :
في مدرسة الحيآة
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
1969
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.89 يوميا
جمانه
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات جمانه