منتديات رهين الشوق

منتديات رهين الشوق (http://www.alshoogg.com/vb/index.php)
-   ~//.. مساحه بلا قيود (http://www.alshoogg.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   إياك والكذب (http://www.alshoogg.com/vb/showthread.php?t=38169)

الصقر الجارح 2014-12-10 07:20 PM

إياك والكذب
 
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



العلاقة بين بني البشر تقوم على أساس الثقة التي تربط بينهم رباطا متينا ومتى ما انفصمت عرى هذه الثقة فإن العلاقة بينهم تتحول إلى عداوة وقطيعة لا ينفع معها إصلاح وقيمة الإنسان بين الناس الذين يعيشون حوله تتوقف بالضرورة على قدر الثقة التي يحظى بها عندهم وكلما ازدادت ثقة الناس به إلا وازدادت علاقتهم به متانة وازدادوا به تعلقا لهذا كانت الثقة أغلى كنز في حياة البشر ولا يمكن للثقة أن توجد مع وجود آفة الكذب لأنها تنسفها نسفا وهي دمار شامل لها والكذب بفتح الكاف وكسر الدال المعجمة أو الكذب بكسر الكاف وتسكين الدال المعجمة نقيض الصدق وهو تعمد الإخبار بخلاف الواقع مع العلم بذلك وسبق الإصرارويسمى ممارس الكذب كاذبا وإذا بالغ في الكذب نعت بصيغ المبالغة التالية : ذاب كذبة بضم الكاف وفتح الدال المعجمة وتكذاب بكسر التاء والكاف ومكذبان ومكذبانة بفتح الميم وتسكين الكاف وكذوب وكذبان بفتح وكسر الكاف وتسكين الدال المعجمة وكيذبان بفتح الكاف وتسكين الياء وضم الدال المعجمة وتنعت النفس بالكذوب لأنها تمني الإنسان بالأمور التي لا يبلغها سعيه ويقال كذبت العين إذا أخطأت وأرت صاحبها ما لا حقيقة له ويقال أكذب الإنسان نفسه إذا اعترف بالكذب وأكذب غيره إذا وجده كاذبا أو حمله على الكذب وتكاذب القوم إذا كذب بعضهم على بعض فهم كاذبون وكذبة وكذاب بضم الكاف وفتح الدال المعجمة وتضعيفها وكذب بضم الكاف وفتح الدال المعجمة وتضعيفها ويقال للنساء كاذبات وكواذب والذي يحمل الناس على التكاذب أمور شتى نذكر منها الحقد والكراهية والحسد والأنانية وحب الذات والخوف وفقدان الأمان والخجل والمباهاة والضعف والعجز والشعور بالدونية والمبالغة والكبرياء والغرور وحب الظهور والاستعطاف والخداع والغدر والمصلحة الخاصة والطمع والتهديد والوعيد والظلم والتنافس وآفات أخرى لهذا عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيزني المؤمن قال : نعم أيسرق قال: نعم أيكذب قال: لا يكذب لأن وراء آفة الكذب آفات كثيرة فإذا كذب المؤمن لم يصح إيمانه ولا أمانة لمن لا إيمان له وآفة الكذب تشمل جميع شرائح المجتمعات البشرية وتمارس بشكل فردي وبشكل جماعي وتمارس بطرق شتى حسب دوافعها مما مر بنا من آفات فقد يكذب الساسة والكبراء بدافع الكبرياء والأنانية والمباهاة والظلم وقد يكذب الرعايا ضعفا وخوفا من الساسة وتملقا لهم وقد يكذب الأبناء على الآباء خوفا منهم أو استدرارا لعطفهموقد تكذب الزيجات على أزواجهن خوفا بسبب فقدان الأمان أو مكرا وخديعة وقد يكذب الإنسان على نفسه من أجل مواجهة الفشل حتى لأنه يضحك عندما يفشل وضحك محض كذب لتبرير الفشل لأن الضحك علامة الفرح ولا يعقل أن يضحك الإنسان وهو فاشل وإنما يضحك كذبا من أجل التمويه على مرارة شعوره بالفشل وقد يكذب الإنسان بسبب خجله من وضعية يشفق على نفسه منها وقد يشعر الإنسان بالدونية فيضطر إلى الكذب من أجل التخلص من هذا الشعور ويرغب في إثارة انتباه غيره ويحب الظهور وهو مغمور بكذبه وقد تكون عادة الإنسان المبالغة في نقل الخبر أو وصف الواقع فيوقعه ذلك في الكذب إذ الفرق بين المبالغة والكذب أن المبالغة عبارة عن زيادة في وصف شيء موجود خلاف الكذب الذي هو اختلاق شيء لا وجود له أصلا وإذا كان لا عذر لممارس آفة الكذب مهما كانت دوافع كذبه فإن بعض الكذب أهون من بعض فالذي يكذب خوفا أو خجلا أو ضعفا أو عجزا أو فشلا أهون من الذي يكذب مكرا وخداعا وحقدا وحسدا وكراهية ومقتا وشر الكذب الذي يؤذي الغير علما بأن أول متضرر بالكذب هو الكاذب نفسه لأن كذبه يكون عليه أولا قبل غيره والماكر والمخادع والحاقد والحاسد يكذب بدافع المكر والخديعة والحقد والحسد وهو يتعمد إلحاق الضرر المباشر بمن يمكر به أو يخدعه أو يكرهه أو يحقد عليه أو يحسده ولقد عرفت البشرية عبر تاريخها الطويل ضحايا كثر بسبب آفة الكذب التي كان وراءها الحقد والكراهية وكم من عظيم كان ضحية آفة الكذب وتبين بعد أن لحقه الأذى الكبير أنه كان بريئا ولهذا حرم الإسلام الكذب ووصفه بنعوت مشينة كالزور والبهتان ذلك أن الزور تزيين للكذب والبهتان عبارة عن فتراء عظيم يصيب من يرمى به بالحيرة والدهشة فيبهت وأكثر خلق الله اشتغالا بالكذب الرواة الذين يتناقلون الأخبار وهم الإعلاميون في عصرنا والذين يمارسون آفة الكذب لأسباب عدة مدارها منافع لهم مادية أو معنوية ومن المألوف في مجال الإعلام شغف الإعلاميين بغرائب الأخبار التي تثير الدهشة لدى جماهير المتلقين لهذا يجدون ضالتهم غالبا في الافتراء والبهتان ويكذب بعضهم بعضا ولا تكاد أخبارهم تنتشر بكرة حتى تزول مع زوال الشمس لأنها محض أكاذيب أو محض مكذبات وعاقبة الكذب مهما كانت الجهة التي تمارسه هي فقدان الناس الثقة بها وهي خسارة لا تعوض أبدا ومن الصعب أن يسترد فاقد الثقة ما فقد مصداقا لقول الصادق المصدوق : ما يزال العبد يصدق حتى يكتب عند الله صديقا وما يزال العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابا ومن كتب عند الله كذابا فقد كنز الثقة الثمين الذي لا عوض له
آفة الكذب دمار شامل لكنز الثقة الثمين الذي لا عوض له






زهرة البنفسج 2014-12-10 09:53 PM

رد: إياك والكذب
 
يسلموووا على الطرح الرائع

الصقر الجارح 2014-12-11 07:42 AM

رد: إياك والكذب
 
زهرة البنفسج مرورك هو عطر نشر شذاه أركان الموضوع

عزوف 2014-12-12 02:48 PM

رد: إياك والكذب
 
بارك الله فيك وفي طرحك

عاشقة الدموع 2014-12-12 02:56 PM

رد: إياك والكذب
 
احيانا مانكذب ونقول كذبه بيضاء ولانعلم مدى خطورة هذا الامر
نسأل الله ان يجعلنا ممن يتصف بالصدق
طرحت موضوع جدا مهم ويلامس جوارحنا
سلت يدينك وعساك ع القوه

الحنون 2014-12-12 05:11 PM

رد: إياك والكذب
 
أحسنت أخي العزيز / الصقر الجارح

طرح راقي كرقيك

وأود أن أذكر هنا كما بينت الأخت الفاضله / عاشقة الدموع

بأن هناك أناس لوّنوا الكذب فأصبح يطلقون عليه كذب أبيض وكذب أسود وكذب بنفسجي الخ ....

وهذا مخالف للواقع .

فالكذب آفه سيئه عافانا الله وإياكم منها

مرةً أخرى أهنئك أخي العزيز على طرحك الراقي والمميز .


دمتَ بسعادةٍ لاتفنى ...

الصقر الجارح 2014-12-12 08:17 PM

رد: إياك والكذب
 
عزوف وعاشقة الدموع والحنون

أسعد الله قلوبكم وأمتعها بالخير دوماً


شكرا لكم أسعدني مروركم وإعجابكم بالموضوع وزادني سعادة

أشعرني بأني قدمت شيئاً نال الإعجاب


سحاب 2014-12-16 11:35 PM

رد: إياك والكذب
 
نسأل الله السلامهـ ..

طرح راقني جداً و كلهـ حكمهـ ..
لكن وددت أن تتأكد من صحة ماورد
داخل النص هل هو من الأحاديث الصحيحة أم
الضعيفهـ أو هو مكذوب !!
" عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أيزني المؤمن قال : نعم أيسرق قال: نعم
أيكذب قال: لا يكذب " !!

شكراً لقلمكـ الراقي ..
دمت بخير ..

الصقر الجارح 2014-12-17 12:03 PM

رد: إياك والكذب
 
بحثت عن إجابه لاستفسارك يا أخت سحاب وآمل أنها تفي بالغرض وهي كالتالي

الحديث رواه الإمام مالك في الموطأ والبيهقي في الشُّعَب وابن أبي الدنيا وابن عبد البر في التمهيد، وقد جمع الإمام إسماعيل بن محمد العجلوني طرقه في كتابه كشف الخفاء ومزيل الإلباس، وتكلم عليها بما يكفي فقال رحمه الله ج2/142: ولمالك في الموطأ عن صفوان بن سليم مرسلا أو معضلا: قيل: يا رسول الله، المؤمن يكون جبانا؟ قال: نعم، قيل: يكون بخيلاً؟ قال: نعم، قيل: يكون كذابا؟ قال: لا. ورواه ابن أبي الدنيا في الصمت مقتصرا على الكذب، وجعل السائل أبا الدرداء. ولابن أبي الدنيا في الصمت أيضا عن حسان بن عطية قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تجد المؤمن كذابا.
وللبزار وأبي يعلى عن سعد بن أبي وقاص رفعه: يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب. وفي الباب عن ابن عمر وابن مسعود وأبي أمامة وغيرهم وأمثلها حديث سعد، لكن ضعف البيهقي رفعه وقال الدارقطني: الموقوف أشبه بالصواب، لكن حكمه الرفع على الصحيح لأنه لا مجال للرأي فيه كذا في المقاصد، وقال النجم بعد أن ذكر فيه روايات: وروى ابن أبي الدنيا عن عمر قال: لا يكون المؤمن كذابا. وفي التنزيل:إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النحل:105].
والله أعلم.

قال العلماء: لأن أعظم الذنوب التي يعصى الله عز وجل بها الكذب، حتى إن الشرك فيه كذب على الله عز وجل، وافتراءٌ عليه، ولذلك تبوأ الكذب هذه المكانة -والعياذ بالله عز وجل من السوء والإثم- ولأن الكذب يتضمن فساد الظاهر والباطن، فنفى النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون المؤمن كذاباً، وقال بعض العلماء: إن الإنسان إذا كذب وألف الكذب قل أن يستقيم له لسان -والعياذ بالله- على طاعة الله عز وجل، إذا كان لسانه دائم الكذب فإنه يلعنه الله عز وجل، فلا يستقيم له لسان على طاعة الله، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الكذب من علامة المنافق، فقال: ( إذا حدث كذب ) فالكذب لا خير فيه، فلعظيم ما فيه من النفاق والتدليس والغش بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن الصادق لا يتلبس به.
وأما بالنسبة للزنا وشرب الخمر والسرقة، فإنه قد يسرق الإنسان وهو مؤمن، قد يسرق لوجود الحاجة ووجود الضرورة إلى المال، أو يسرق لغلبة الفتنة بالدنيا، ولكن مع هذا لا يصل إلى ما يصل إليه الكاذب، وهكذا بالنسبة للزنا، وصحيح أنه انتهاك للأعراض واقتراف لفراش المسلم، وأذية له، خاصةً إذا كانت المرأة متزوجة، ولذلك عد النبي صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر أن يزاني الرجل بحليلة جاره -والعياذ بالله- فالزنا ذنب عظيم، وقد وصفه الله عز وجل بأنه: { فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً } [الإسراء:32]، ولكن لا يصل إلى ما يصل إليه الكذب؛ لأن الكذب يمكن أن يكون في مرحلة من المراحل سبباً في سفك الدماء، فلو جاء إنسان وكذب على قبيلة، وكذب على قبيلة أخرى، وأوقع بينهم الشحناء لسالت دماء بكذبة واحدة، فلذلك الكذب بلاؤه عظيم وشره كبير، وعظَّم النبي صلى الله عليه وسلم أمره وأخبر أنه لا يصل إلى ما يصل إليه الزنا من الإثم والخطيئة.
فقال العلماء: لعظيم ما يكون من الكذب إلى درجة أنه قد يكون سبباً في الشرك والكفر بالله عز وجل، نفاه النبي صلى الله عليه وسلم عن المؤمن، بخلاف المعاصي التي لا يسلم الإنسان منها في بعض الأحيان؛ لضعفه وغلبة الشهوة عليه.

حيث ان الحديث الذي يثبت أنه يكون منه الزنا بحسب ما يكون منه من ضعف إيمان وتلبس بالعصيان، والله تعالى أعلم

سحاب 2014-12-19 06:51 AM

رد: إياك والكذب
 
يعطيكـ ربي العافيه على حرصك ودقتك
و سرعة استجابتك ,,
أولاً أنا لست داعية أو عالمه أو أهل للتدقيق والتصحيح
لكني مجتهدة أخطئ أكثر مما أصيب أسأل الله العفو والمغفره
ثانياً جزانا الله وإياك كل خير و أصلح ظواهرنا و بواطننا ,,
لم أجد متن الحديث كما ذكر داخل الموضوع رغم البحث
في كثير من مواقع الدعوة ..
أما الحديث الذي ذكر في الرد اللاحق قرأت أنه
لايصح الاستدلال والاستشهاد به كونه مرسلاً ومعضلا ..


عموماً إن أصبنا فمن الله وحده لا شريك له ,,
و إن أخطأنا فمن عند أنفسنا و الشيطان ..

نسأل الله الثبات بالقول الثابت ..


الساعة الآن 01:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
*جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ... ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر رهين الشوق