![]() |
خاطره
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
خاطرة حلوة ... لابن الجوزي رحمه الله رأيت المعافى لا يعرف قدر العافية إلا في المرض كما لا يعرف شكر الإطلاق إلا في الحبس . و تأملت على الآدمي حاله عجيبة ، و هو أن تكون معه إمرأة لا بأس بها ، إلا أن قلبه لا يتعلق بمحبتها تعلقاً يلتذ به . و لذلك سببان : أحدهما : أن تكون غير غاية في الحسن . و الثاني : أن كل مملوك مكروه ، و النفس تطلب ما لا تقدر عليه . فتراه يضح و يشتهي شيئاً يحبه أو امرأة يعشقها ، و لا يدري أنه إنما يطلب قيداً وثيقاً ، يمنع القلب من التصرف في أمور الآخرة ، أو في أي علم أو عمل و يخبطه في تصريف الدنيا ، فيبقى ذلك العاشق أسير المعشوق ، همه كله معه . فالعجب لمطلق يؤثر القيد ، و مستريح يؤثر التعب . فإن كانت تلك المرأة تحتاج أن تحفظ ، فالويل له لا قرار ، و لا سكون . و إن كانت من المتبرجات اللواتي لا يؤمن فسادهن ، فذاك هلاكه بمرة . فلا هو إن نام يلتذ بنومه ، ولا إن خرج من الدار يأمن من محنه . و إن كانت تريد نفقة واسعة و ليس له ، فكم يدخل مدخل سوء لأجلها . و إن كانت تؤثر الجماع و قد علت سنة ، فذاك الهلاك العظيم . و إن كانت تبغضه فما بقيت من أسباب تلفه بقية ، فيكون هذا ساعياً في تلف نفسه ، كما قال القائل : نحب القدود و نهوى الحدود و نعلم أنا نحب المنوناً و هذا على الحقيقة كعابد صنم . فليتق الله من عنده إمرأة لا بأس بها ، و ليعرض عن حديث النفس و مناها فما له منتهى . و لو حصل له غرضه كما يريد ، وقع الملل و طلب ثالثه . ثم يقع الملل و يطلب رابعة ، و ما لهذا آخر . إنما يفيده ذلك في العاجلة تعلق قلبه و أسر لبه فيبقى كالمبهوت . فكره كله في تحصيل ما يريد محبوبه ، فإن جرت فرقة أو آفة ، فتلك الحسرات الدائمة إن يبقى أو التلف عاجلاً . و أين المستحسن المصون الدين القنوع المحب لمن يحبه هذا أقل من الكبريت الأحمر . فلينظر في تحصيل ما يجمع معظم الهم ، و لا يلتفت إلى سواد الهوى و غاية المنى ، يسلم . منقول// من كتاب صيد الخاطر // لابن الجوزي رحمه الله |
خاطره جميله تقبلي مروري |
الساعة الآن 12:15 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
*جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ... ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر رهين الشوق